بلجيكا تحصد الجائزة الكبرى لبينالي القاهرة

تأثير التكنولوجيا على الفن والبشر السمة الغالبة على الأعمال الفائزة

أعمال الفنانة النمساوية بريجيت كوفان تمزج فيها بين العالم الواقعي والافتراضي
أعمال الفنانة النمساوية بريجيت كوفان تمزج فيها بين العالم الواقعي والافتراضي
TT

بلجيكا تحصد الجائزة الكبرى لبينالي القاهرة

أعمال الفنانة النمساوية بريجيت كوفان تمزج فيها بين العالم الواقعي والافتراضي
أعمال الفنانة النمساوية بريجيت كوفان تمزج فيها بين العالم الواقعي والافتراضي

شهد المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، مساء أول من أمس، تتويج الفنان البلجيكي الشاب يوريس فان دو مورتل بجائزة النيل الكبرى، وقيمتها 250 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 16.7 جنيه مصري)، عن عمله التركيبي الذي شارك به في «بينالي القاهرة الدولي الثالث عشر»، بينما ذهبت الجوائز الخمس الأخرى لكل من الفنان أحمد البدري من مصر، والفنان صادق الفراجي من العراق، والفنانة بريجيت كوفانس من النمسا، والفنان أيمن يسري من الأردن، والفنان كيم هيتشيون من كوريا الجنوبية. وقيمة كل جائزة 150 ألف جنيه، كما منحت إدارة البينالي تكريماً خاصاً لضيف الشرف الفنان الفرنسي جيرار جاروسيت.
سلمت الجوائز وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، وفي حضور الفنانين المشاركين من 52 دولة، وكان من بينهم لأول مرة 13 دولة أفريقية، وبحضور الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنان إيهاب اللبان القوميسير العام، وعدد من قيادات وزارة الثقافة، ومجموعة من الفنانين المصريين والأجانب والنقاد والمهتمين.
وفي كلمتها بحفل توزيع الجوائز، قالت وزيرة الثقافة المصرية: «بينالي القاهرة الدولي عاد بحالة من التوهج في ساحة التشكيل العالمي بعد توقف استمر أكثر من 8 سنوات».
وقالت رئيسة لجنة التحكيم النمساوية، فليسيتاس تون هونشتاين، في خطابها لإعلان الجوائز: «كان الاختيار شديد الصعوبة على لجنة التحكيم، خاصة مع ضخامة عدد الأعمال الفنية المشاركة وجودتها وتميزها»، لافتة إلى أن البينالي شهد تنوعاً وتركيزاً على الفن المعاصر، مع ربطه بالتراث، للتماشي مع ثيمة البينالي «نحو الشرق»، مؤكدة: «شاهدنا الكثير من الأعمال التي تمزج الفن التشكيلي بالموسيقى والتكنولوجيا والهندسة والتراث الشفهي والمادي، كما عالجت الأعمال القضايا الملحة في العالم، بداية من الحروب والهجرات والحدود والاختلاف والتلوث البيئي والتغير المناخي».
وأضافت: «رغم وجود أعمال فنية تهدف لتغيير الصور النمطية عن النساء حول العالم، فإنني أطالب بمزيد من المشاركة النسائية في البينالي في المرة المقبلة».
وعن عمله الفائز، يقول الفنان البلجيكي يوريس فان دو مورتل، المولود في عام «1983»، والذي أنجز عملاً مركباً يتضمن لوحات كولاج، مع عزف موسيقي، وعنصر بشري، مع صور فوتوغرافية، لـ«الشرق الأوسط»: «سعدت جداً بفوزي بجائزة البينالي الكبرى، الذي لم أكن أتوقعه، وهو حقاً شرف كبير لي». مضيفاً: «جئت للبينالي ومعي 3 لوحات فقط، ثم أكملت تركيب مزيد من المدخلات، منها الأدوات التي تضمنها العمل، والتي قمت بجمعها من الأسواق الشعبية المصرية، وقمت بجمع قنانيّ مياه وبخور وأجزاء من السجاد وقطع قماش الخيامية، وقليل من مياه النيل والرمال الصحراوية، مع تغطية الجيتار الذي أعزف عليه بهذه المواد وملاحظة تغير النغم الصادر منه». لافتاً إلى أن «جزءاً من العمل يعتمد على معايشة الحياة اليومية للبلد التي أعرض فيها عملي الذي أسميته (فوضى الأحد) أو Sunday mess فهو مرتبط بتصور ما يمكن أن يحدث في يوم الإجازة الأسبوعية حيث ترتفع الموسيقى مع رائحة البخور، ويتخلص الإنسان من أعباء الحياة اليومية».
يؤمن دو مورتل بتداخل الفنون منذ القدم، أما في العصر الحالي فلا يمكن أن يحصر الفنان نفسه في مجال إبداعي واحد، فهو يمكنه أن يقدم فنه البصري ممزوجاً بالموسيقى، ومع الرقص، ففي النهاية للفن رسالة للارتقاء بالذوق.
عمل الفنانة النمساوية بريجيت كوفانس، الذي يحمل عنوان «متحدون في التنوع»، عبارة عن تشكيلات ضوئية، مع المرايا ثنائية الاتجاه، تعبيراً عن الحياة المعاصرة وتداخل التكنولوجيا (الضوء) في كل تفاصيل الحياة، بل تعتبرها أساس الاتصال ما بعد التناظري. فطوال مسيرتها الفنية الممتدة عبر أكثر من 3 عقود، طوّرت مفرداتها الفنية الخاصة، متلاعبة بالضوء كوسيط مستقل لنقل أفكارها الإبداعية.
بينما حاز الفنان العراقي صادق الفراجي جائزة عن فيلمه المتحرك «النهر الذي كان في الجنوب» الذي يعد مرثية للعراق بكل ما مرّ به، وكيف تركه أبناؤه رغماً عنهم هرباً من العنف والدمار. والعمل عبارة عن رسومات بالأبيض والأسود ترتسم بعذوبة وتتلاشى بقسوة، معبرة عن حال بغداد من الازدهار إلى الأفول.
وجاء عمل الفنان المصري أحمد البدري، معبراً عن قوة اللغة في بلاد الشرق، فيبرز جماليتها في عمله، عبر شاشة عرض «بروجيكتور»، معتبراً أنها نتاج موروث اجتماعي وثقافي، فهي أكبر من كونها مفردات أو حروفاً، فهي تحمل بداخلها التشاركية والحميمية بين شعوبها، مستعرضاً عدداً من المصطلحات في دول العالم العربي، ومقابلها في كل دولة.



«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)

بحضورٍ لافت من الشخصيات البارزة والمرموقة في عالم الفن والموسيقى والرياضة وصناعة الترفيه، أقيم مساء السبت، حفل تتويج الفائزين بالنسخة الخامسة لجوائز «جوي أووردز» (Joy Awards) لعام 2025 في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد مشاركة واسعة وإقبال غير مسبوق من الجمهور في مرحلة التصويت، توافد نجوم عرب وعالميون إلى مقر الحفل الذي احتضنته منطقة «anb Arena»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، حيث انضموا بعد المرور على السجادة الخزامية إلى ‏ليلة استثنائية، في أكبر وأهم حفل للجوائز الفنية العربية بالمعايير العالمية.

ومنذ الساعات الأولى من الحدث، وصل نخبة من فناني ونجوم العالم، تقدّمهم الممثل والمنتج العالمي أنتوني هوبكنز، وصانع الأفلام الأميركي مايك فلاناغان، والممثل التركي باريش أردوتش، وأسطورة كرة القدم الفرنسي تييري هنري، وغيرهم.

توافد نجوم الفن إلى مقر حفل «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وواكب وصول النجوم عزف حي وعروض فنية في الرواق، بينما امتلأت باحة الاستقبال بالجماهير التي حيّتهم، وأبدى الضيوف سرورهم بالمشاركة في الحدث الاستثنائي الذي يحتفي بالفن والفنانين.

وأكد فنانون عرب وعالميون، لحظة وصولهم، أن الرياض أصبحت وجهة مهمة للفن، ويجتمع فيها عدد كبير من النجوم، لتكريم الرواد والمميزين في أداءاتهم وإنتاجهم، وتشجيع المواهب الواعدة التي ينتظرها مستقبل واعد في السعودية.

وانطلقت الأمسية الاستثنائية بعرضٍ مميز لعمالقة الفن مع المغنية والممثلة الأميركية كريستينا أغيليرا، وقدَّم تامر حسني ونيللي كريم عرضاً غنائياً مسرحياً، تبعه آخرَان، الأول للموسيقي العالمي هانز زيمر، وجمع الثاني وائل كفوري مع الكندي مايكل بوبليه، ثم عرض للأميركي جوناثان موفيت العازف السابق في فرقة مايكل جاكسون، قبل أن تُختَتم بـ«ميدلي» للمطرب التركي تاركان.

المغنية كريستينا أغيليرا خلال عرضها في حفل «جوي أووردز» (هيئة الترفيه)

وشهد الحفل تكريم الراحل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي ترك بصمته الكبيرة في عالم الفن بـ«جائزة صُنَّاع الترفيه الماسيَّة»، تسلّمها نجله الأمير خالد، قبل أن يُقدِّم المغني الأوبرالي الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي مقطوعة موسيقية كلاسيكية إهداء للراحل، و«ديو» جمعه مع فنان العرب محمد عبده.

وتُوِّج رائد السينما السعودية المُخرِج عبد الله المحيسن، والفنان عبد الله الرويشد، والموسيقار بوتشيلي، والممثل مورغان فريمان، والموسيقي هانز زيمر، والمخرج الكوري جي كي يون، والفنان ياسر العظمة، والمُخرِج محمد عبد العزيز بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة»، والممثل الأميركي ماثيو ماكونهي بـ«جائزة شخصية العام»، والمخرج العالمي جاي ريتشي، والممثل الهندي هريثيك روشان، والمصمم اللبناني زهير مراد بـ«الجائزة الفخرية».

الفنان ياسر العظمة يلقي كلمة بعد تكريمه بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة» (هيئة الترفيه)

كما تُوِّج بـ«جائزة صُنّاع الترفيه الفخرية» الممثلة مريم الصالح، والممثلين إبراهيم الصلال، وسعد خضر، وعبد الرحمن الخطيب، وعبد الرحمن العقل، وعلي إبراهيم، وغانم السليطي، ومحمد الطويان. وقدّمها لهم سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي.

وفاز في فئة «المسلسلات»، سامر إسماعيل بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «العميل»، وهدى حسين بـ«الممثلة المفضّلة» عن «زوجة واحدة لا تكفي»، والعنود عبد الحكيم بـ«الوجه الجديد المفضّل» عن «بيت العنكبوت»، و«شباب البومب 12» بـ«المسلسل الخليجي المفضَّل»، و«نعمة الأفوكاتو» بـ«المسلسل المصري المفضَّل»، و«مدرسة الروابي للبنات 2» بـ«المسلسل المشرقي المفضَّل».

أما في فئة «الإخراج»، ففازت رشا شربتجي بجائزة «مخرج المسلسلات المفضَّل» عن عملها «ولاد بديعة»، وطارق العريان بـ«مخرج الأفلام المفضَّل» عن «ولاد رزق 3: القاضية».

حفل استثنائي لتتويج الفائزين بجوائز «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وضمن فئة «السينما»، فاز هشام ماجد بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «إكس مراتي»، وهنا الزاهد بـ«الممثلة المفضَّلة» عن «فاصل من اللحظات اللذيذة»، و«ولاد رزق 3: القاضية» بـ«الفيلم المفضَّل».

وفاز في فئة «الرياضة»، اللاعب سالم الدوسري كابتن فريق الهلال السعودي بجائزة «الرياضي المفضَّل»، ولاعبة الفنون القتالية السعودية هتان السيف بـ«الرياضيِّة المفضَّلة».

أما فئة «المؤثرين»، ففاز أحمد القحطاني «شونق بونق» بجائزة «المؤثر المفضَّل»، ونارين عمارة «نارين بيوتي» بـ«المؤثرة المفضَّلة».

وضمن فئة «الموسيقى»، تقاسَمت «هو أنت مين» لأنغام، و«هيجيلي موجوع» لتامر عاشور جائزة «الأغنية الأكثر رواجاً»، وذهبت «الأغنية المفضَّلة» إلى «الجو» لماجد المهندس، وفاز عايض بـ«الفنان المفضَّل»، وأصالة نصري بـ«الفنانة المفضَّلة»، وراكان آل ساعد بـ«الوجه الجديد المفضَّل».

الرياض وجهة مهمة للفن والرياضة تجمع كبار نجوم العالم (هيئة الترفيه)

وكتب المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «بدعم مولاي الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية وقائدنا الملهم (الأمير محمد بن سلمان) اليوم نشهد النجاح الكبير لحفل توزيع جوائز جوي أووردز 2025».

وتعدّ «جوي أووردز»، التي تمنحها هيئة الترفيه السعودية، واحدةً من أرقى الجوائز العربية، وتُمثِّل اعترافاً جماهيرياً بالتميُّز في الإنجازات الفنية والرياضية ومجالات التأثير. ويُقدِّم حفلها أحد المشاهير الذي يمثل قيمة جماهيرية لدى متابعيه من جميع أنحاء العالم.

وشهدت جوائز صُنّاع الترفيه في نسختها الخامسة، منافسة قوية في مختلف فئاتها التي تشمل «السينما، والمسلسلات، والموسيقى، والرياضة، والمؤثرين، والإخراج»، مع التركيز على أهم الأعمال والشخصيات المتألقة خلال العام.

وتُمنح لمستحقيها بناء على رأي الجمهور، الأمر الذي صنع منها أهمية كبيرة لدى مختلف الفئات المجتمعية التي يمكنها التصويت لفنانها أو لاعبها المفضل دون أي معايير أخرى من جهات تحكيمية.