المصريون الأكثر عرضة للأخبار المضللة على الإنترنت

دراسة دولية نوَّهت بتنامي الشعور بانعدام الثقة في «السوشيال ميديا»

المصريون الأكثر عرضة للأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)
المصريون الأكثر عرضة للأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)
TT

المصريون الأكثر عرضة للأخبار المضللة على الإنترنت

المصريون الأكثر عرضة للأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)
المصريون الأكثر عرضة للأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)

كشف استطلاع رأي دولي، نُشر أول من أمس، أن 86 في المائة من مستخدمي الإنترنت وقعوا ضحية أخبار مضلّلة على الشّبكة الإلكترونية، معظمها منتشر على صفحات موقع «فيسبوك».
وقال المشاركون في الاستطلاع إنّهم يريدون من الحكومات وشركات التكنولوجيا أن تتصدّى معاً لهذه النّشاطات التي تساهم في نمو عدم الثقة في الإنترنت، كما أنّها تؤثّر سلباً على الاقتصادات والحوار السياسي.
وبيّنت نتائج الاستطلاع الذي استند إلى مقابلات شخصية وأخرى عبر الإنترنت في الفترة بين 21 ديسمبر (كانون الأول) 2018 و10 فبراير (شباط) 2019، لحساب مركز ابتكار الحوكمة الدُّولية، أنّ المستخدمين في مصر كانوا الأكثر سهولة في التعرض للخداع، بينما المشاركون في باكستان كانوا الأكثر تشكّكاً، حسب الوكالة.
وكشفت النتائج توسّع الشّعور بانعدام الثقة في شركات مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاظم القلق بشأن الخصوصيّة والتحيّزات المعدّة سلفاً من خلال الخوارزميات التي تستخدمها شركات الإنترنت، وتعتمد عليها لإعطاء أفضلية لمنشور على حساب آخر.
وقال فين أوسلير هامبسون، المسؤول بالمركز في تصريحات صحافية أمس، إنّ «استطلاع العام الجاري للاتّجاهات العالميّة لا يؤكّد فقط هشاشة الإنترنت؛ لكن أيضاً نمو الشّعور بعدم الارتياح لدى المستخدمين تجاه وسائل التواصل الاجتماعي، والسّلطة التي تفرضها هذه الشّركات على حياتهم اليومية».
وقد حُمّلت الولايات المتحدة حصّة الأسد من المسؤولية في نشر الأخبار المضلّلة، تليها روسيا، ومن ثمّ الصين، وفق استطلاع «إيبسوس» السنوي الذي يشارك فيه 25 ألف مستخدم للإنترنت في 25 بلداً. وأظهر التقرير أنّ الأخبار المضلّلة طاغية على موقع «فيسبوك»؛ لكنّها موجودة أيضاً على «يوتيوب» والمدونات و«تويتر».
من جهته، قال خالد البرماوي الخبير الإعلامي المصري، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «الأجواء الاجتماعية والسّياسية والاقتصادية المضطربة في بعض البلدان، تعرض مستخدمي شبكة الإنترنت لقراءة أخبار كاذبة ومضلّلة؛ خصوصاً إذا كان عدد مستخدمي الإنترنت في تلك البلدان بالملايين مثل مصر، التي يقدر عدد مستخدمي موقع (فيسبوك) فيها بنحو 35 مليون مستخدم، بينما في تونس يبلغ عدد المستخدمين نحو مليونين فقط».
وأضاف البرماوي أنّ «ضعف تنوع المحتوى الإعلامي في مصر في الآونة الأخيرة تسبب في رواج الأخبار الزّائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت مصدراً مهماً وبديلاً لنشر الأخبار المتعلقة بالبلاد». ولفت البرماوي إلى أنّ «مصر تعدّ من أكثر بلاد العالم في استخدام موقع (فيسبوك) بمدة تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع ساعات يومياً للفرد، وهذه نسبة مرتفعة جداً، وبالتالي فإنّ فرص تعرّض هؤلاء المستخدمين للأخبار الزائفة تكون كبيرة، خصوصاً في أجواء يغلب عليها الاستقطاب والميل لتصديق الأخبار التي توائم الأفكار السّياسية والاجتماعية للبعض». وأوضح أنّ «تأخّر نشر الأخبار الصّحيحة من قبل الجهات الرّسمية المصرية لتفنيد الأخبار المفبركة، يؤدي إلى وقوع البعض في الفخ والانخداع بنشر تلك الأخبار».
وعن طرق مواجهة أزمة رواج الأخبار المضلّلة في مصر، اقترح البرماوي عدة أساليب، منها: «سرعة توثيق صفحات الوزارات والهيئات الرّسمية على مواقع التواصل، مع زيادة درجة التنافسية والتنوع الإخباري، بجانب سرعة نفي الشّائعات وعدم انتظار مرور أربعة أيام على بداية نشر الشّائعة». مشيراً إلى أهمية تنمية التربية الإعلامية التي تساهم في القدرة على التفرقة بين الأخبار الصّحيحة والأخبار المفبركة والمضلّلة، مع الشّك والتفكير في كل الأخبار المطروحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال اللواء دكتور أحمد إبراهيم، مساعد وزير الداخلية، رئيس أكاديمية الشرطة، خلال الحلقة النقاشية في مركز البحوث بأكاديمية الشرطة، أمس، إنّ «الحرب في هذا العصر لا تقتصر على النواحي العسكرية فحسب؛ بل باتت تعتمد على التقنيات الفنية والمعلومات، في ظل التطور الهائل للوسائل التكنولوجية». وأضاف: «بسبب ترويج الشّائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تبنّت وزارة الدّاخلية المصرية سياسة أمنية حديثة، تواكب تحدّيات العصر، في ظل التطور الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي، وسرعة تدفّق المعلومات عبرها».
في السياق ذاته، قال اللواء دكتور علي حسني، وكيل الإدارة العامة للإعلام والعلاقات في وزارة الدّاخلية المصرية، إنّ هناك تنسيقاً كبيراً بين المركز الإعلامي لوزارة الدّاخلية وبين مختلف جهات الدّولة لتتبّع الشّائعات ونفيها.
وأشار حسني إلى أنّ «عدد مستخدمي الإنترنت في مصر وصل إلى 44 مليون شخص، وأنّ هناك انتشاراً متزايداً لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيما بلغت أعداد المتابعين على الصفحة الرّسمية لوزارة الدّاخلية على موقع (فيسبوك) 14 مليون متابع، وقد نُفي عدد كبير من الشّائعات، وكان آخرها شائعة فرض رسوم على أصحاب الرّخص المنتهية». وحذّر حسني من أنّ هناك كماً كبيراً من الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، تجاوزت أربعة ملايين حساب.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.