السراويل الواسعة عمرها نحو قرن ولم يؤثر الزمن على أناقتها

دوقة كامبريدج وبنطلون واسع مريح  -   من عرض المصمم الكوري جون جي  -  تصميم من دار «ماكس مارا»  -  تصميم من دار «ماكس مارا»  -  من عرض «غوتشي»  -  تشكيلة جيفنشي لربيع وصيف 2019
دوقة كامبريدج وبنطلون واسع مريح - من عرض المصمم الكوري جون جي - تصميم من دار «ماكس مارا» - تصميم من دار «ماكس مارا» - من عرض «غوتشي» - تشكيلة جيفنشي لربيع وصيف 2019
TT

السراويل الواسعة عمرها نحو قرن ولم يؤثر الزمن على أناقتها

دوقة كامبريدج وبنطلون واسع مريح  -   من عرض المصمم الكوري جون جي  -  تصميم من دار «ماكس مارا»  -  تصميم من دار «ماكس مارا»  -  من عرض «غوتشي»  -  تشكيلة جيفنشي لربيع وصيف 2019
دوقة كامبريدج وبنطلون واسع مريح - من عرض المصمم الكوري جون جي - تصميم من دار «ماكس مارا» - تصميم من دار «ماكس مارا» - من عرض «غوتشي» - تشكيلة جيفنشي لربيع وصيف 2019

2019 كان عام الأزياء الفضفاضة، ومن ضمنها السراويل التي قدمت للمرأة خياراً يحقق الراحة والأناقة على حد سواء.
وجاء ظهور دوقة كامبريدج، كيت ميدلتون، ببنطلون مستقيم وواسع ليؤكد هذه الصيحة، خصوصاً أنها معروفة بميلها عادة إلى التصاميم المفصلة والمحددة على الجسم.
كيت ميدلتون اعتمدت أكثر من تصميم من هذا النوع، بعضها بتصميم كلاسيكي وخصر مرتفع، وبعضها «كاجوال» مستوحى من أزياء البحارة.
كما احتل البنطلون واسع الساق مكانة بارزة في خزانة الممثلة والمغنية الأميركية جينفر لوبيز، بينما اعتمدته المصممة فيكتوريا بيكهام في عدة مناسبات.
وعلى منصات عروض الأزياء ظهر البنطلون الفضفاض بأكثر من أسلوب؛ كانت البداية بالتصميم المطوي عند الخصر، وبخامات ناعمة، ثم تطور إلى خيارات «سبور»، مثل تصميم «البايبر باغ» المزود بحزام يضم الخصر، كذلك سروال «الكارغو» المصمم بجيوب وظيفية لمناسبات النهار.
وقدمته دار «جيفنشي» ضمن تشكيلتها للربيع والصيف بخصر عال وتصميم مطوي، وهو الاتجاه نفسه الذي سارت عليه دار «سيلين» التي قدمت مجموعة من البدلات الرسمية ببنطلونات واسعة الساق، وأخرى «سبور» اعتمدت فيها على الدنيم المغسول.
أما المصمم مارك جاكوبس، فطرحه من الساتان والحرير، الأمر الذي أدخله مناسبات المساء بسهولة. ولا يبدو أن هذه الصيحة ستختفي بعد انتهاء الصيف، فقد ظهرت أيضاً في تشكيلات الخريف والشتاء المقبلين.
مفهوم آخر يمثل اتجاهاً لهذا الموسم، وربما يظهر كاتجاه في الموسم المقبل، وهو ما يراه بعض المصممين كنهاية التمييز بين الأزياء الرجالية والنسائية. فكثير من المصممين قدموا إبداعات تناسب الجنسين، ليدللوا على أن الموضة لم يعد لها جنس معين.
ومن هذا المنظور، قُدمت السراويل واسعة الساق ضمن تشكيلة دار «غوتشي»، التي نسقتها مع قمصان تناسب الجنسين، وفي بدلات عصرية قدمتها دور أزياء مثل: بالنسياغا، وفالنتينو، وأوسكار دي لا رنتا، وتيبي، ونينا ريتشي، وروكساندا، وألكساندر وانغ.
وبدت السراويل الفضفاضة في تشكيلة كلوي لخريف وشتاء 2019 ناعمة ومريحة بشكل خاص، مع شد منطقة الخصر حتى تضفي على الإطلالة المزيد من الإثارة.
والعملية كانت ضمن أزياء تلك الحقبة التي كانت متأثرة هي الأخرى بموضة الثلاثينات، مما يشير إلى أن هذه السراويل لها تاريخ طويل حمل رسائل لها دلالات عن وضع المرأة عبر التاريخ.
وكانت الأرجل العريضة والسراويل عالية الخصر عنصراً رئيسياً في الأزياء من عشرينات إلى خمسينات القرن الماضي. ففي العشرينات، ساهمت المصممة الأيقونية كوكو شانيل في ظهور السراويل كاتجاه نسائي، رغم أنها كانت اتجاهاً مرفوضاً وقتها.
أما ظهور السراويل الواسعة بالتحديد، فكانت مستوحاة من الملابس الآسيوية، حيث لم تجرؤ النساء في العشرينات على اعتماده خارج المنزل، بينما اقتصر الأمر على بيجامات تسمح بالحركة داخل المنزل، في حين أنه كان قطعة مميزة للأزياء الرجالية. وتدلل صحيفة «الغارديان» على ذلك بنشر صورة تعود إلى عام 1925 للمغني الراقص الاسكوتلندي جاك بوشانان يرتدي سروالاً بأرجل مستقيمة وواسعة.
وتطور الأمر في الثلاثينات، وبدأ السروال واسع الساق المصمم من الحرير يتحول إلى قطعة مرتبطة برحلات الشاطئ، وأطلق عليه في ذلك الوقت «بيجامة الشاطئ»، وظهرت هذه القطعة كغلاف لأحد أعداد المجلة النسائية الشهيرة «Mccalls» عام 1930.
وفي أواخر الثلاثينات، ظهر تصميم التنورة المقسمة أو «كولوتيس»، وتحول إلى قطعة تناسب الخروج للعمل. واكتملت هذه الحركة في الأربعينات، تزامناً مع الحرب العالمية التي دفعت كثيراً من النساء إلى الخروج إلى العمل بدلاً من الرجال.
وهناك صورة تعود إلى أربعينات القرن الماضي للممثلة الأميركية كاثرين هيبورن معتمدة سروالاً مطوياً بتصميم قريب لما قدمته الموضة في 2019. لكن في الخمسينات، اختفى البنطلون لصالح التنورة المستديرة، ليعود مرة أخرى في السبعينات. وبين الاختفاء والعودة، عادة ما تصبح الموضة أكثر جنوناً ودراماتيكية، وهو ما شاهدناه بالفعل في أزياء السبعينات التي ما زالت تلهب حس المصممين حتى وقتنا هذا.
نصائح للتنسيق
ترى مستشارة الموضة ميار بديع أن البنطلون الفضفاض خيار مناسب لهذا العام، وتقول: «يمكن أن يكون أنيقاً للغاية إذا كان محدداً عند الخصر». ففي هذه الحالة، يُبرز جمال الخصر، ويعزز الأنوثة، وفي الوقت ذاته يزيد من طول السيقان، لا سيما إذا تم تنسيقه مع حذاء بكعب عال».
بيد أن ميار تنصح بضرورة اختيار البنطلون بمقاس مناسب من ناحية الخصر، وتنسيقه مع قطعة محددة على الصدر لتبرزه أكثر، وتتابع: «البنطلون الواسع قطعة مناسبة لجميع الأجسام تقريباً».
ومن ناحية أخرى، أشارت ميار بديع إلى أن هذا التصميم بمثابة «جوكر» يُمكن تنسيقه نهاراً ومساءً، في المناسبات العادية وفي أماكن العمل أيضاً، وتقول: «يمكن للمرأة أن تنسق سروالاً بساق عريضة مع تي شيرت لإطلالة سبور، كذلك يمكن اعتمادها مع سترة جلدية. أما لإطلالات العمل، فلا مانع من اختيار سترة رسمية».
ورغم أن الألوان الداكنة هي المفضلة دائماً بالنسبة للمرأة لأنها تُشعرها بالأمان، فإن ألوان الصيف تميل إلى الألوان الفاتحة، بما فيها الأبيض الذي يمكن أن يكون إضافة رائعة لخزانة أي امرأة.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.