مباحثات مصرية ـ أميركية تتناول تنسيق جهود مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية (الرئاسة المصرية)
TT

مباحثات مصرية ـ أميركية تتناول تنسيق جهود مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أهمية العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين بلاده والولايات المتحدة، لا سيما التعاون العسكري القائم بين البلدين، والذي اعتبره «جوهرياً لمواجهة التحديات الحالية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها». جاء ذلك خلال استقباله، في القاهرة أمس، الفريق أول كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية، بحضور وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي، بالإضافة للقائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس هنأ ماكينزي على تولي مهام منصبه مؤخراً، مؤكداً أهمية العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون العسكري القائم بين البلدين، والذي يعد جوهرياً لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، مستعرضا جهود مصر الحالية لمكافحة الإرهاب على المحاور والاتجاهات الاستراتيجية كافة.
ونقل المتحدث، في بيان، عن قائد القيادة المركزية الأميركية حرص بلاده على استمرار تطوير علاقات الشراكة والتعاون مع مصر وتعزيزها في جميع المجالات، كما ثمن جهود مصر في مكافحة الإرهاب، باعتباره تحدياً مشتركاً يواجه العالم بأسره، مع التعويل على دور مصر المحوري في المنطقة وجهودها في صون الأمن الإقليمي.
وأضاف السفير راضي أن اللقاء تناول مناقشة نتائج الاجتماع الأخير للجنة التعاون العسكري بين البلدين بواشنطن في شهر مارس (آذار) الماضي، والتي تعد المنتدى الأبرز للعلاقات العسكرية الثنائية، حيث شهدت التشاور بشأن مجموعة متنوعة من الشؤون الاستراتيجية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن الحدودي والبحري والتعاون الأمني، كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات والمستجدات على الصعيد الإقليمي، خاصة في ضوء الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة.
بدوره، أكد وزير الدفاع المصري، خلال لقاء منفصل بالمسؤول الأميركي، أن الحرب على الإرهاب بالمنطقة تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء على التنظيمات الإرهابية والعمل على تجفيف مصادر تمويلها على المستويات كافة، معرباً عن اعتزازه بعلاقات الشراكة التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين، وتطلعه لأن تشهد المرحلة الحالية مزيداً من التعاون المشترك في المجالات الدفاعية والأمنية.
وقد شدد قائد القيادة المركزية الأميركية على دعم بلاده لمصر وقواتها المسلحة في الحرب على الإرهاب وأشاد بما حققته من نجاحات ضد العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء، مؤكداً عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية والتعاون الممتد بين مصر والولايات المتحدة الأميركية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.