نتنياهو يتراجع أمام المستشار القضائي

أعلن نيته المثول أمام لجنة الاستماع في ملفات الفساد

TT

نتنياهو يتراجع أمام المستشار القضائي

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نيته المثول أمام النيابة في جلسة الاستماع المقررة له في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على خلفية اتهامات بالفساد، في تراجع عن موقفه العنيد المطالب بالتأجيل.
وقال المحامي عميت حداد الذي يتولى الدفاع عن رئيس الحكومة، إنه «كان من الأصوب تأجيل جلسة الاستماع، لكنه (نتنياهو) قرر الاستجابة لقرار المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت رفض التأجيل حتى لا يعرقل الإجراءات القضائية».
ومع ذلك، شكا حداد من أن موكله «مظلوم». وادعى أن «هناك تبريرات ذات وزن لتأجيل الموعد، مثل فقدان عشرات الوثائق ووجود وثائق ناقصة وتحتاج إلى جمع معلومات من جديد». وأعرب عن أمله في أن يتوصل المستشار نفسه إلى «الاستنتاج بضرورة التأجيل» في وقت لاحق.
وبهذا الموقف، أوضح محامي نتنياهو أنه لن يتوجه إلى القضاء ضد المستشار. وعلى هذا الأساس، يتوقع أن يتقرر توجيه لائحة الاتهام في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ومن الآن وحتى ذلك الموعد، سيخوض نتنياهو معركة انتخابات برلمانية جديدة، في 17 سبتمبر (أيلول). وعلى ضوء نتائجها سيتصرف. وحسب المقربين منه فإنه يريد أن يفوز في هذه الانتخابات، كي يخوض معركته القضائية قوياً جماهيرياً. فإذا فاز مجدداً برئاسة الحكومة وأقام ائتلافاً من أحزاب اليمين الراديكالي المؤيدة له، فسيسعى مجدداً إلى تأجيل المحاكمة عن طريق سن قوانين جديدة تمنع محاكمته.
وكُشف النقاب، أمس، عن أن نتنياهو رفض تعيين شخصية من خارج حزبه في منصب وزير القضاء في حكومته الانتقالية، لأنه يريد لهذا المنصب شخصية يأمن إليها. فقد ذكرت مصادر في حزب الاتحاد اليميني الذي يطالب بوزارة القضاء للنائب بتصلئيل سموتريتش، أن مبعوث نتنياهو في المفاوضات الائتلافية نتان ايشل قال صراحة لسموتريتش، إن نتنياهو لا يستطيع تعيينه لهذا المنصب، لأنه «يريد شخصية مضمونة ومستعدة للقيام بكل ما يلزم لمساندته في مواجهة الإجراءات القضائية». وأضاف له: «لا يوجد موقف شخصي ضدك. لكن وزارة القضاء تعتبر اليوم أمراً حاسما في قضية نتنياهو. وكي يواجه الاتهامات القاسية ضده، يحتاج إلى وزير قضاء مخلص له بشكل شخصي ولا يجري حسابات حزبية وشخصية». ولهذا عيّن نتنياهو في المنصب النائب المقرب منه أمير أوحانا.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مقربة من نتنياهو أنه يركز اهتمامه حالياً في البحث عن محامين جدد، بعد أن استقال رئيس طاقم الدفاع عنه، نفوت تل - تسور، وثلاثة محامين آخرين من الطاقم. وتوجه إلى محامين عدة بطلب تمثيله في المحكمة، إلا أن عدداً منهم رفض ذلك على خلفية رفض نتنياهو دفع مصاريف الدفاع من جيبه الخاص، وصعوبة الحصول على تصريح بتجنيد أموال من رجال أعمال مقربين منه، وديونه المتراكمة للمحامين الذين مثّلوه في السابق. وهو يحاول حل المشكلة بالبحث عن محامين يصبرون عليه حتى تنتهي الإجراءات القضائية، فعندها يحتمل أن تقتنع المحكمة بالسماح له بجمع تبرعات لتغطية مصاريف تمثيله القانوني. ويدعي نتنياهو أنه يواجه ملفات صرفت النيابة وتصرف مئات ملايين الشواقل عليها، فلا يعقل أن يحرموه من جمع تبرعات لتمويل الدفاع عن النفس أمامهم. ولكن السلطات القضائية المختصة تعتبر مثل هذه التبرعات رشوة علنية وتقول إن نتنياهو ثري بما فيه الكفاية حتى يمول محاكمته من جيبه الخاص.
يُذكر أن هناك ثلاثة ملفات فساد ضد نتنياهو، تدور الشبهات فيها حول «تلقي الرشوة» في «الملف 4000»، و«الاحتيال وخيانة الأمانة» في «الملف 1000» و«الملف 2000». وقد حاول التملص من المحاكمة وتأجيلها قدر الإمكان، ونجح في ذلك طيلة سنتين، إلا أن المستشار أبلغه، في المرة الأخيرة، بأنه لن ينتظره دقيقة واحدة. فإذا لم يعلن أنه سيحضر إلى جلسة الاستماع في 2 و3 أكتوبر، فإن المستشار سيوجه إليه لائحة اتهام بشكل فوري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.