تركيا تحيّد 10 من الوحدات الكردية في قصف على تل رفعت

TT

تركيا تحيّد 10 من الوحدات الكردية في قصف على تل رفعت

أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه تم تحييد 10 من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة تل رفعت شمال محافظة حلب السورية، في عمليات بدأت بعد مقتل أحد الجنود الأتراك وإصابة 6 آخرين في قصف للوحدات الكردية من تل رفعت، الأحد الماضي.
وقالت الوزارة، في بيان أمس (الثلاثاء)، إن الجيش التركي استهدف بالسلاح الثقيل مواقع للوحدات الكردية في المنطقة بقصف مكثف منذ وقوع الهجوم على مواقع القوات التركية. وأضاف البيان أنه نتيجة لهذا القصف، تم تحييد (قتل أو إصابة أو اعتقال) 10 من عناصر الوحدات الكردية الذين نفذوا الهجوم على المواقع التركية التي قالت مصادر عسكرية إنها تقع في مناطق «غصن الزيتون» التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل موالية لها من الجيش السوري الحر.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أول من أمس، أن الجيش التركي قصف بلدة تل رفعت رداً على قصف من جانب وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المنطقة؛ ما أسفر عن مقتل جندي تركي وإصابة 6 آخرين. وكانت هذه هي أكبر حصيلة لهجوم على إحدى نقاط المراقبة التي أنشأها الجيش التركي في منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا وإيران؛ الدول الثلاث الضامنة لـ«مسار آستانة» في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.
وأشارت وزارة الدفاع التركية إلى أن الهجوم تم باستخدام مضاد للدبابات، مشيرة إلى أن قواتها ردت في الحال بإطلاق النار على أهداف للمسلحين في المنطقة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ومع انهيار الهدنة المعلنة في ريف حماة وإدلب، باتت نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد في إدلب (12 نقطة) في مرمى نيران النظام السوري و«وحدات الحماية» الكردية.
وجاء الهجوم على المواقع التركية في منطقة غصن الزيتون انطلاقاً من تل رفعت بعد أقل من 24 ساعة على استهداف قوات النظام السوري، السبت الماضي، محيط نقطة المراقبة التركية في مورك بريف حماة الشمالي بقذيفة مدفعية دون حدوث أضرار.
وتبذل تركيا مساعي منذ فترة طويلة مع روسيا لتمكينها من السيطرة على تل رفعت، وأعلنت أنقرة في أبريل (نيسان) الماضي، أنه تم الاتفاق مع موسكو على تسيير دوريات عسكرية مشتركة في المنطقة القريبة من أعزاز وعفرين، لكن لم يتم تفعيل الاتفاق بسبب خلافات طفت أخيراً بين الجانبين بشأن إدلب.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».