رحيل الكاتب حسين قدري بعد رحلة بين الأدب والصحافة

عاش بين القاهرة ولندن وترجم رحلاته في كتب

الكاتب الرّاحل حسين قدري في لندن (الشرق الأوسط)
الكاتب الرّاحل حسين قدري في لندن (الشرق الأوسط)
TT

رحيل الكاتب حسين قدري بعد رحلة بين الأدب والصحافة

الكاتب الرّاحل حسين قدري في لندن (الشرق الأوسط)
الكاتب الرّاحل حسين قدري في لندن (الشرق الأوسط)

بعد حياة خصبة عاشها بين القاهرة ولندن، رحل في هدوء عن عالمنا الأديب والكاتب الصحافي المصري حسين قدري، عن عمر ناهز 85 سنة، تاركاً خلفه أعمالاً بارزة في مجال «أدب الرحلات» الذي سخّر له جزءاً كبيراً من حياته.
توفى قدري في شقته بالعاصمة البريطانية لندن، مساء الأحد الماضي، وأبدى أصدقاؤه من الصحافيين والأدباء المصريين حزنهم الشديد لوفاته بعد رحلته الطويلة في عالم الصّحافة والأدب. ونعاه عدد منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر الخبر أول من أمس.
شغل قدري منصب رئيس تحرير «مجلة الإذاعة»، في سبعينات القرن الماضي، ومن ثمّ عمل مراسلاً للإذاعة المصرية في واشنطن، ولديه رصيد كبير في كتابة أدب الرّحلات، وتميز أسلوبه في الكتابة بأنه ساخر وممتع وشيق، وتُعدّ كتبه «مذكرات شاب مصري يغسل الأطباق في لندن»، و«مذكرات مهاجر مصري في لندن»، و«راكبان على السفينة» من أبرز ما كتبه في أدب الرّحلات، بينما تعدّ كتب «عبد الناصر والذين معه»، و«أيام من حياتهم» من أهم كتبه السياسية والفنية.
حقّق قدري شهرة لافتة في حقبة الستينات والسبعينات بعد مواظبته على كتابة الصفحة الأخيرة من غلاف مجلة «الإذاعة»، التي كان ينشر فيها أسبوعياً حواراً مع الفنانين والمشاهير المصريين بأسلوب مميز ومختلف عن بقية الحوارات الفنية المعروفة، لدرجة أنّ عدداً كبيراً من الفنانين طلب منه إجراء حوارات معهم، بعد ذيوع صوت باب «أيام من حياتهم».
واشتهر قدري بخفة ظله وأسلوبه الساخر في الوسط الصّحافي والأدبي في مصر، وتربّع على عرش كتابة أدب الرحلات في السنوات الماضية عبر مؤلفات كثيرة تضمّنت حكاياته ومواقفه الطّريفة والغريبة في بلاد المهجر.
جدير بالذكر أن قدري، استضاف حفلاً في مقر نقابة الصحافيين المصريين في شهر مارس (آذار) الماضي، للإعلان عن زواجه من خطيبته السابقة عصمت صادق (81 سنة)، بعد نحو 70 سنة من البعد والفراق. ووافته المنية عقب سفره إلى لندن بصحبتها وهي التي آنسته في أيامه الأخيرة بعدما عاش وحيداً لمدة تزيد عن 20 سنة، بعد وفاة زوجته الثالثة، إثر إصابتها بالسرطان في منتصف تسعينات القرن الماضي.
وقالت زوجته، عصمت صادق لـ«الشرق الأوسط» إنّ «حسين كان يعاني في السنوات الأخيرة من بعض أمراض القلب، التي خضع بسببها لإجراء عملية تركيب منظم ضربات قلب في مستشفى (سان توماس) بوسط العاصمة البريطانية لندن منذ 4 سنوات». وأضافت أنّ «جثمانه في المستشفى حالياً، ولم يحدّد بعد موعد دفنه في لندن، وسأقيم عزاءين، الأول في شقته بلندن، والثاني في شقته بميدان رمسيس». وتابعت: «عشت معه أياماً سعيدة جداً في القاهرة، ثم لندن التي كان يحدثني عنها كثيراً، إذ أصرّ على مرافقتي له في رحلته الأخيرة، ليقوم بعمل جولات ترفيهية وسياحية لمعالم لندن الشهيرة التي لم يسبق لي زيارتها من قبل إلّا معه».
حقّقت قصة زواج الصحافي المصري من عصمت، قبل 3 أشهر، إعجاباً لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف المصرية لطرافتها وغرابتها. حيث سلطت الضوء على زواج «الونس» بين كبار السن في مصر.
وقال قدري، في تصريحات سابقة له: «كان معروفاً في عائلتنا أن عصمت خطيبتي، لكن خالي رفض تزويجها لي، ومن ثمّ انشغلت في حياتي المهنية، وخلال رحلة عمري تزوّجت من 3 سيدات، متن جميعاً، وأنا أعيش وحيداً منذ أكثر من 20 سنة بين القاهرة ولندن، وليس لديّ أبناء، حتى قابلت عصمت مرة أخرى بعد مرور كل تلك السنوات، التي أصبحَت فيها جدة، وعرضتُ عليها الزواج مرة أخرى بعد وفاة زوجها أيضاً منذ سنوات طويلة، ووافقت لتكتمل قصة حبنا مرة أخرى بعد نحو 70سنة».
ورغم إقامة الكاتب الراحل نصف شهور السنة في العاصمة البريطانية، فإنّه لم ينقطع عن التواصل مع أصدقائه من الصّحافيين والمثقفين المصريين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.