«كازابلانكا»... فيلم أكشن يقلب موازين «شباك التذاكر» في مصر

حقق 28 مليون جنيه في أربعة أيام فقط

أفيش فيلم «كازابلانكا»
أفيش فيلم «كازابلانكا»
TT

«كازابلانكا»... فيلم أكشن يقلب موازين «شباك التذاكر» في مصر

أفيش فيلم «كازابلانكا»
أفيش فيلم «كازابلانكا»

حقّق فيلم «كازابلانكا» المصري الذي ينتمي لفئة أفلام الأكشن، إيرادات قياسية، عقب طرحه في دُور العرض السينمائية خلال إجازة عيد الفطر. وحصد حتى رابع أيام العيد مبلغ 28 مليون جنيه و392 ألفاً، بفارق كبير عن الفيلم الذي تلاه وهو فيلم «الممر» الذي حقّق حتى رابع أيام العيد مبلغ 14 مليون و351 ألفاً.
«كازابلانكا» بطولة أمير كرارة، وإياد نصار، وعمرو عبد الجليل، وغادة عادل، والتركي خالد أرغنتش، ومن تأليف هشام هلال وإخراج بيتر ميمي. تدور أحداثه حول عدد من الهجامين في البحر يهجمون على البواخر والسُّفن بإيعاز من أشخاص أكبر منهم بغرض سرقة مقتنيات بعينها، ولكنّ واحدا منهم يخون صاحبيه ومن ثمّ يسعى الآخرون للانتقام منه واسترداد حقوقهم المسلوبة.
وخطف «كازابلانكا» الأضواء بقوة، وحقق رقماً قياسياً بحصده أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية خلال أول أيام عرضه، في عيد الفطر بواقع ستة ملايين جنيه و721 ألفاً (الدولار الأميركي يعادل 16.7 جنيه مصري) في أول أيام العيد، وكانت فئة الشّباب الأكثر إقبالاً على مشاهدة الفيلم في دُور السينما، وفق صناع الفيلم.
الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، تحدّثت عن تفوّق «كازابلانكا» وتربعه على عرش إيرادات موسم عيد الفطر وسر توجّه الجمهور نحو الأكشن على حساب الكوميديا في المواسم الأخيرة، لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد أن نتعامل مع (كازابلانكا) بصفة تصنيفه فيلم أكشن، وهو تصنيف يجتذب الجمهور خاصة الشُّبان والطُّلاب. وفي الحقيقة لا بدّ من القول إنّ مخرج الفيلم بيتر ميمي، مميز جداً وله سوابق فنية جيدة تنتمي لهذه النوعية من الأفلام على غرار فيلم (حرب كرموز) العام الماضي، بجانب أجزاء مسلسل (كلبش)». وأضافت أنّ «المخرج قدّم توليفة ممتازة داخل سياق العمل، بداية من المطاردات المحبوكة بشكل ممتاز يبهر المشاهد واستخدام حركة الكاميرا، واختيار المواقع الجديدة للتّصوير تحديداً في المغرب، فلأول وهلة يشعر المشاهد أنّ عينه ترى هذه المواقع لأول مرة، كما استغل الثقافة والشكل المغربي في المباني والشوارع بشكل جيد للغاية خصوصاً الحواري والأحياء والتراث المغربي».
وأوضحت: «يتضمن الفيلم نوعية جديدة من الأكشن ومشاهد الإثارة، فمثلاً قدم المخرج البحر والمطاردات بشكل جديد كلياً واستخدم كل المعطيات التي وُفّرت له بشكل مثالي، وبدا جديداً على المشاهد العربي».
وعن ضيوف شرف الفيلم والممثلين، قالت خير الله: «كل أبطال الفيلم نفّذوا أدوارهم بامتياز ومن دون مبالغة أو نقصان، كما كان ضيوف الشّرف مميزين جداً، على غرار نيللي كريم وأحمد فهمي وبيومي فؤاد، وحتى الممثل التركي خالد أرغنتش كان ممتازاً ووُجّه بشكل رائع ضمن الأحداث، فالفيلم في كل أحداثه يحبس أنفاس المشاهد الذي يرغب في رؤية المزيد وما الذي سيحدث لاحقاً».
جدير بالذكر أنّ فيلم «حرب كرموز» للفنان أمير كرارة، الذي عُرض العام الماضي، حقق إيرادات كبيرة جداً وصفها صناع الفيلم بأنّها الأعلى في تاريخ السينما المصرية، بعدما تربّع على عرش شبّاك التذاكر منذ اليوم الأول لعرضه، وقد جاء «حرب كرموز» في المقدمة وتفوق على الأفلام التي نافسته في موسم العام الماضي.
بدوره، قال هشام هلال، مؤلف الفيلم، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «فكرة فيلم كازابلانكا تعود إلى عدة سنوات، تحديداً عندما قدمت مع أمير كرارة مسلسل (حواري بوخارست)، ولكن وقتها لم تتح الفرصة لتقديمه لظروف إنتاجية، وعندما عرضت عليه الفكرة أعجبته جداً خصوصاً أنّها متوافقة مع أفكاره وشخصيته». وتابعت: «لاحظت أنّ موضوعات الدّراما الإنسانية غائبة عن السّاحة الفنية منذ فترة وتقدم على استحياء، ففكّرت في التعرض لفكرة الصّداقة، ولكن في إطار معالجة جديدة عبر البحر وطريقة عمل الهجامين». ولفت إلى أنّ «البرومو الإعلاني للفيلم باهر جداً، إذ استطاع بيتر ميمي توظيف كل مهاراته الإخراجية في خروج المشاهد بهذه الصورة المحكمة والرائعة».
وعن سبب تصدر الفيلم لإيرادات موسم عيد الفطر، قال إنّ «مجموعة عوامل أدت إلى هذا التفوق من بينها إخلاصنا في العمل، بجانب اجتهاد أمير كرارة في التصوير وكل المشاهد، كما أنّ المنتج وليد منصور، كان على قدر كبير من المسؤولية في خروج هذا الفيلم للنور بهذا الشّكل، فأذكر أنّه طلب الاستعانة بممثل عالمي، مثل الفنان التركي خالد أرغنتش المعروف باسم (السلطان سليم) في العالم العربي بعدما نجح في مسلسل (حريم السلطان)، وفي الحقيقة هذا الفنان كان رائعاً لأنّه أصر على قراءة سيناريو الفيلم كاملاً وليس دوره فقط حتى يستوعب الأحداث كلها، وهنا تأكدت أنّنا أمام فنان يعي عمله جيداً، وأنّ الفيلم مكتوب له النّجاح».
ويجري حالياً عرض خمسة أفلام سينمائية جديدة: (الممر، وحملة فرعون، وكازابلانكا، وسبع البرمبة، ومحمد حسين»، حيث تتنافس فيه أعمال الأكشن والإثارة على النّصيب الأكبر من إيرادات الموسم. ويتوقع النّقاد أن تعوض أفلام موسم عيد الفطر «القوي» ونجوم «الصّف الأول» موسم أعياد الربيع «الضعيف».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.