نباتات الحرب الأهلية الأميركية في المختبر بعد 154 عاماً

أظهرت كفاءة في مقاومة البكتريا

الباحث ميكا ديتويلر أثناء جمع عينات من ساق شجرة «عصا المشي للشيطان» (جامعة إيموري)
الباحث ميكا ديتويلر أثناء جمع عينات من ساق شجرة «عصا المشي للشيطان» (جامعة إيموري)
TT

نباتات الحرب الأهلية الأميركية في المختبر بعد 154 عاماً

الباحث ميكا ديتويلر أثناء جمع عينات من ساق شجرة «عصا المشي للشيطان» (جامعة إيموري)
الباحث ميكا ديتويلر أثناء جمع عينات من ساق شجرة «عصا المشي للشيطان» (جامعة إيموري)

أثناء ذروة الحرب الأهلية الأميركية بين الانفصاليين والقوات الاتحادية، التي استمرت بين عامي 1861 و1865، كلف الجراح العام للقوات الاتحادية مرشداً للعلاجات النباتية، بالمساعدة في علاج الجرحى، حيث واجه أطباء ميدان المعركة وقتها معدلات عالية من الإصابات مصحوبة بنقص شديد في الأدوية التقليدية.
ورغم مرور 154 عاماً على انتهاء الحرب، وتقدم الأبحاث الطبية في أميركا، خلال تلك الفترة، إلا أن هذه السنوات الطويلة لم تطفئ شغف بعض الباحثين بدراسة فاعلية العلاجات النباتية التي ورد ذكرها في وثائق يتضمنها متحف متخصص عن هذه الحرب، ووجدت دراسة جديدة لثلاثة من النباتات، وهي «البلوط الأبيض» و«حور الزنبق» و«أراليا شوكية»، أن لديها خصائص مطهرة.
وخلال الدراسة التي قادها علماء من جامعة «إيموري» الأميركية، ونشرت نتائجها في دورية «ساينتيفك ريبورتز»، تم جمع عينات من النباتات الثلاثة من الحرم الجامعي، واختبار مستخلصات هذه النباتات على ثلاثة أنواع من البكتيريا المقاومة للعقاقير المتعددة، التي توجد عادة في التهابات الجروح، وهي «الراكدة البومانية»(Acinetobacterbaumannii) و«المكورة العنقودية الذهبية» (Staphylococcus aureus) و«الكلبسيلة الرئوية» (Klebsiella pneumonia).
وتُظهر بكتريا «الراكدة البومانية»، التي تعرف أيضاً باسم «بكتريا العراق»، لتسببها في مشكلات صحية للقوات الأميركية التي جرحت خلال حرب العراق، مقاومة واسعة النطاق لمعظم المضادات الحيوية، وتعتبر «المكورات العنقودية الذهبية» الأخطر بين العديد من «بكتيريا المكورات العنقودية» الشائعة، ويمكن أن تنتقل عبر التهابات الجلد أو الأجهزة الطبية الملوثة إلى مجرى الدم، وتصيب الأعضاء البعيدة، أما «الكلبسيلة الرئوية» فهي سبب رئيسي آخر للإصابة بالمستشفيات، ويمكن أن تؤدي إلى حالات تهدد الحياة من الالتهاب الرئوي و«الصدمة الإنتانية».
وأظهرت الاختبارات المعملية أن المستخلصات من البلوط الأبيض وحور الزنبق حالت دون نمو «المكورات العنقودية الذهبية»، بينما حالت مستخلصات البلوط الأبيض دون نمو «الراكدة البومانية» و«الكلبسيلة الرئوية»، كما منعت المستخلصات من كلا هذين النباتين «المكورات العنقودية الذهبية» من تكوين الأغشية الحيوية، التي يمكن أن تعمل درعاً ضد المضادات الحيوية.
أما المستخلصات من نبات «أراليا شوكية»، فقد حالت هي الأخرى دون تكوين الغشاء الحيوي في «المكورات العنقودية الذهبية»، كما حالت أيضاً دون العملية التي تعرف باسم «استشعار النصاب» أو (quorum sensing)، وهو نظام للإشارات تستخدمه البكتيريا لتصنيع السموم، وعرقلته تعني «نزع سلاح» البكتيريا.
يقول الدكتور كاساندرا كواف، من مركز جامعة «إيموري» لدراسة صحة الإنسان، والباحث الرئيسي، في تقرير نشره موقع الجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، «تشير النتائج إلى أن استخدام هذه العلاجات النباتية ربما أنقذت أطراف الجرحى أو حتى أرواحهم أثناء الحرب الأهلية».
ويؤكد ميكا ديتويلر، المؤلف الأول بالدراسة، ما قاله كواف، مضيفاً: «قد يفيد بحثنا يوماً من الأيام في العناية الحديثة بالجروح، إذا تمكنا من تحديد المركبات المسؤولة عن النشاط المضاد للميكروبات، التي توجد في النباتات الثلاثة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.