مؤتمر «آبل» للمطورين: 5 أنظمة تشغيل وجهاز حاسب آلي وتطبيقات جديدة

استقلالية أكثر للساعة وتقسيم برنامج «الآيتونز» وإطلاق النمط الداكن في «الآي أو إس 13»

TT

مؤتمر «آبل» للمطورين: 5 أنظمة تشغيل وجهاز حاسب آلي وتطبيقات جديدة

جددت شركة «آبل» الأميركية إمكاناتها في تنويع قدرات أنظمتها التشغيلية، لزيادة الكفاءة في أجهزتها واستخداماتها المختلفة، والاستفادة القصوى من حجم انتشار أجهزتها حول العالم، والترويج لتطبيقات المحتوى التي تعتزم عملاقة التقنية الأميركية التوسع فيه، بعد إلغاء برنامج «الآيتونز» وتحويله إلى ثلاثة تطبيقات للموسيقى والبث المباشر والتلفزيون.
وأطلقت «آبل» في المؤتمر الذي يعقد سنوياً في بداية شهر يونيو (حزيران) بحضور أكثر من 5 آلاف مطور، أنظمة تشغيل جديدة لكل من أجهزة الهاتف المحمول، وما يعرف بـ«الآي أو إس» في نسخته الـ13، ونظاماً جديداً لأجهزة الحاسب الآلي، إضافة إلى أجهزة الحاسب اللوحي، إضافة إلى منح ساعتها استقلالية أكثر على مستوى متجر التطبيقات، ومنح المطورين إمكانية لتطوير تطبيقات خاصة بالساعة، وليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بالهاتف الجوال «الآيفون»، بعدما كانت مرتبطة به بشكل تام.

- نظام مطور
> نظام «آي أو إس 13»: قد يكون أبرز مظاهر التطوير في نظام «آي أو إس 13» هو النمط الداكن (المظلم)، الذي يقدم مجموعة ألوان داكنة جديدة تعمل في أرجاء النظام وكل التطبيقات الداخلية في تجربة مختلفة، خصوصاً في البيئات المحيطة ذات الإضاءة الخافتة، كما وفرت «آبل» لمطوري التطبيقات الخارجية هذا النمط من أجل إدماجه في تطبيقاتهم، ويمكن ضبطه ليعمل تلقائياً عند الغروب أو في وقت محدد.
كما يقدم تطوير نظام «آي أو إس 13» طرقاً جديدة لتصفح الصور وتعديلها، وتسجيل الدخول في التطبيقات والمواقع، إضافة إلى رفع مستوى التطوير في تطبيق الخرائط الجديد كلياً، وذلك من خلال استخدام الخريطة الأساسية الجديدة، وتصوير ثلاثي الأبعاد عالي الوضوح. وتقدم خاصية «انظر حولك» الجديدة صوراً جميلة من مستوى الشارع للمدينة. بينما يعتبر النظام الجديد أسرع وأكثر استجابة، مع تحسين لكفاءة تشغيل التطبيقات بشكل أفضل، وتخفيض حجم ووقت تنزيل التطبيقات، فيما سيكون استخدام بصمة الوجه بشكل أسرع.
كما يمكن لتطبيق الرسائل مشاركة اسم المستخدم وصورته أو أشكال «الإيموجي»، التي تتحول تلقائياً إلى مجموعة ملصقات مدمجة على لوحة المفاتيح، من أجل استخدامها في الرسائل والبريد والتطبيقات الأخرى.
> الخصوصية: أطلقت «آبل» طريقة جديدة وأكثر خصوصية لتسجيل الدخول في التطبيقات والمواقع ببساطة وسرعة، فبدلاً من استخدام حساب من مواقع التواصل الاجتماعي، أو ملء الاستمارات والتحقق من «الإيميل»، أو اختيار كلمات المرور، يمكن للمستخدمين استخدام «آبل آي دي» - اسم المستخدم في أنظمة «آبل» - للمصادقة؛ حيث ستحمي «آبل» خصوصية المستخدمين من خلال إعطاء المطورين مُعرف هوية عشوائياً، وحتى في حالة طلب المطورين للاسم و«الإيميل»، فسيكون للمستخدمين خيار الاحتفاظ بـ«الإيميل» سرياً، أو مشاركة «إيميل» عشوائي بدلاً منه.

- تطويرات حديثة
> تطبيقات مساندة: يأتي تطبيق التذكيرات بمظهر جديد وطرق مبتكرة لإنشاء التذكيرات وتعديلها، مع مزيد من الطرق لتنظيمها ومتابعتها. ويسهل شريط الأدوات السريع إضافة الوقت والتاريخ والموقع والعلامات أو إضافة الملحقات، كما رفعت كفاءة تطبيق الصوت «سيري» بصوت جديد طبيعي أكثر، إضافة إلى تطبيق السيارة «كار بلاي» الذي شهد أضخم تحديث له على الإطلاق، مع لوحة معلومات جديدة لعرض الموسيقى والخرائط وأكثر في شاشة واحدة.
وفيما يتعلق بالسماعة التي أطلقتها «آبل» في وقت سابق «هوم بود»، فإن التطوير يجعلها تميز أصوات أفراد المنزل المختلفة لتلبية طلباتهم الشخصية، بما في ذلك الرسائل والموسيقى وغيرها كثير.
وتوفر خاصية «كويك باث» سهولة الكتابة بيد واحدة على لوحة مفاتيح «آي أو إس» من خلال التمرير المستمر فوق حروف الكلمة؛ حيث تم تعزيز خاصية تعديل النصوص، ما يجعل التمرير في المستندات وتحريك المؤشر وتحديد النصوص أسرع وأكثر دقة.
> نظام تشغيل «تلفزيون آبل» وتطبيقات المحتوى: استعرضت «آبل» نظام تشغيل «آبل تي في»، حيث يدعم المستخدمين المتعددين، ويتيح لكل مستخدم الوصول إلى البرامج التلفزيونية والأفلام والموسيقى، كما أنه يدعم «آبل آركيد»، الذي يوفر دعماً أكبر لوحدات التحكم بالألعاب؛ ويقدم شاشات توقف جديدة بوضوح «4K» تم تصويرها في قاع البحار.
وسيتمكن المستخدمون من تشغيل ألعاب «آبل آركيد» عبر أجهزة «الآيفون» و«الآيباد» و«الآيبود تش» و«آبل تي في»، كما يمكن استخدام أجهزة التحكم في الألعاب الخاصة في «إكس بوكس ون إس» و«سوني بلاي ستيشين 4» في تطبيقات الألعاب في «آبل آركيد».
> نظام تشغيل «ماك أو إس كاتلينا»: يعد «ماك أو إس كاتلينا» الإصدار الأحدث من نظام التشغيل المكتبي، والذي يأتي مزوداً بميزات وتطبيقات جديدة للمطورين؛ حيث تستبدل «آبل» مع نظام «ماك أو إس كاتلينا» بتطبيقاتها الترفيهية «آبل ميوزك» للموسيقى، و«آبل بودكاست» للبث المباشر و«آبل تي في» للتلفزيون، كما تتيح خاصية «سايدكار» الجديدة كلياً للمستخدمين توسيع سطح مكتب «ماك» باستخدام «الآيباد» كشاشة ثانية أو كجهاز إدخال عالي الدقة عبر تطبيقات «ماك».
كما يمكن للمستخدمين الذين يستخدمون الكابل لمزامنة الوسائط مع أجهزتهم، القيام بذلك بسرعة وسهولة في تطبيقات الترفيه الجديدة. وعندما يقوم المستخدمون بتوصيل جهاز بجهاز «ماك»، فسيظهر على الفور في الشريط الجانبي في «فايندر»، ما يتيح لهم إنشاء نسخة احتياطية لأجهزتهم أو تحديثها أو استعادتها.
ومع نظام «ماك أو إس كاتلينا» تقدم «آبل» تكنولوجيات مساعدة جديدة تتضمن خاصية التحكم الصوتي، وهي تكنولوجيا مهمة تُمكن المستخدمين الذين لا يستطيعون تشغيل أجهزة الإدخال التقليدية من التحكم في أجهزة «ماك» بالكامل، باستخدام أصواتهم من خلال تكنولوجيا «سيري» للتعرف على الصوت، والتي تضمن أيضاً الحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية.

- نظم للساعة و«آيباد»
> نظام «واتش أو إس 6»: يأتي «واتش أو إس 6» بإمكانات تتيح لمستخدمي ساعة «آبل» إدارة صحتهم ولياقتهم بشكل أفضل، بالإضافة إلى أشكال ديناميكية جديدة للساعة، ولمتجر التطبيقات الذي يمكن الوصول إليه من الساعة مباشرة. وللمرة الأولى يوفر «واتش أو إس 6» متجر التطبيقات على ساعة «آبل» مباشرة.
> «آيباد أو إس»: يستند «آيباد أو إس» إلى أساسات «آي أو إس» نفسها، ويضيف إليها إمكانات جديدة فعالة وميزات سهلة مخصصة لجهاز «آيباد» بشاشته الكبيرة واستخداماته المتعددة؛ حيث يقدم «آيباد أو إس» طرقاً جديدة لاستخدام التطبيقات في نوافذ متعددة، وإمكانية الاطلاع على مزيد من المعلومات بلمحة على شاشة رئيسة بتصميم جديد، وطرقاً طبيعية أكثر لاستخدام «قلم آبل»، كما أنه يستفيد من التحديثات الجديدة الرائعة في نظام «آي أو إس 13».
وأعيد تصميم الشاشة الرئيسة بتنسيق جديد لعرض مزيد من التطبيقات على كل صفحة. ويمكن الآن إضافة عرض «تودي فيو» على الشاشة الرئيسة، ما يسمح بالوصول السريع إلى اختصارات الأدوات للاطلاع على المعلومات بلمحة، بما في ذلك آخر الأخبار، وحالة الطقس، والتقويم، والفعاليات، والنصائح، وغيرها.

- «ماك برو» الجديد
> «ماك برو» الجديد: جهاز «ماك برو» الجديد كلياً، معاد تصميمه بالكامل للمحترفين؛ حيث تم الكشف عن شاشة عرض احترافية مع تصميم «ماك برو» الجديد؛ حيث يتميز بمعالجات «Xeon» من فئة محطات العمل، بما يصل إلى 28 نواة، ونظام ذاكرة عالي الأداء بسعة هائلة تصل لغاية 1.5 تيرابايت، وثماني فتحات توسع بمعيار «PCIe»، وبنية رسومات تتميز بأقوى بطاقة رسومات غرافيك في العالم. كما يقدم أيضاً «Apple Afterburner»، وهي بطاقة تسريع، تتيح تشغيل ثلاثة مسارات فيديو «ProRes RAW» بوضوح «8K» في آن واحد.
وتتميز «Pro Display XDR» بشاشة «Retina 6K» ضخمة مقاس 32 بوصة، ومجموعة ألوان كبيرة P3»» رائعة بألوان «10 – bit»، ودرجة سطوع قصوى بقيمة 1600 شمعة لكل متر مربع، ونسبة تباين عالية، وزاوية عرض واسعة للغاية؛ حيث يعد كل من «ماك برو» (Mac Pro) الجديد وشاشة «Pro Display XDR» أقوى الأدوات التي وضعتها «آبل» في أيدي المستخدمين المحترفين.
وقالت «آبل» إن «ماك برو» يتميز بأقوى بطاقة غرافيك في العالم، وأداء رسومات غرافيك يصل لغاية 56 تيرافلوب في نظام واحد.
وتشمل بنية توسعة رسومات الغرافيك غير المسبوقة «Apple MPX Module» تكاملاً مع «Thunderbolt» وأكثر من 500 واط من الطاقة، كلاهما للمرة الأولى في أي بطاقة رسومات غرافيك. ويتم تبريد «MPX Module» عن طريق النظام الحراري في «ماك برو» لتشغيل هادئ للغاية.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».