برلمان كردستان ينعقد لتنصيب نيجيرفان رئيساً للإقليم

TT

برلمان كردستان ينعقد لتنصيب نيجيرفان رئيساً للإقليم

يعقد برلمان إقليم كردستان العراق اليوم الاثنين جلسة خاصة تكرس لمراسم تنصيب نيجيرفان بارزاني بصفته أول رئيس لإقليم كردستان يتم انتخابه داخل البرلمان، خلفاً لعمه مسعود بارزاني الذي تولى رئاسة الإقليم لأكثر من 9 سنوات.
وسيؤدي الرئيس الجديد الذي تم انتخابه، في جلسة البرلمان المنعقدة في 28 مايو (أيار) الماضي، بأغلبية 68 صوتاً من أصل 111 صوتاً، اليمين القانونية، أمام الهيئة الرئاسية للسلطة التشريعية، ومن ثم يكلف الرئيس الجديد مرشح «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مسرور بارزاني النجل الأكبر لزعيم الحزب مسعود بارزاني، بتشكيل الوزارة الجديدة في الإقليم والمنتخبة منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.
ومن المقرر أن يحضر مراسم التنصيب، بحسب بعض المصادر المطلعة، رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، ورئيس الجمهورية برهم صالح، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والحزبيين من مختلف التيارات والأحزاب العراقية، إضافة إلى بعض الشخصيات السياسية والأكاديمية الأجنبية والعربية.
تأتي الجلسة متزامنة مع انفراج نسبي في العلاقات المتشنجة بين الحزبين الحاكمين «الديمقراطي» و«الاتحاد الوطني»، في ضوء الاجتماع الذي عقد بين قيادتي الجانبين أمس الأحد، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم «حزب الاتحاد الوطني» لطيف الشيخ عمر، أن نواب حزبه الـ21 سيحضرون جلسة تنصيب رئيس الإقليم، وأضاف في مؤتمر صحافي مقتضب أن كوسرت رسول النائب الأول لزعيم الحزب وعدداً من قياديه، سيحضرون الجلسة في بادرة على حدوث انفراج في الأزمة السياسية بينهما، إثر مقاطعة نواب «الاتحاد» جلسة التصويت على انتخاب رئيس الإقليم، بسبب ما وصفه «الاتحاد» في حينه بتنصل حليفه وغريمه «الديمقراطي» عن تنفيذ مضامين الاتفاقين المبرمين بينهما في 4 مارس (آذار) و5 مايو الماضيين، وهما اتفاقان مختلفان من حيث المضمون والجوهر؛ إذ ينص الأول على اتفاق الحزبين على تكريس الشراكة الحقيقية في الحكم، واتخاذ القرارات المصيرية عبر التشاور والاتفاق المشترك، وحلحلة المشكلات السياسية؛ سواء ما يخص منها الحزبين، خصوصاً تنصيب قيادي عن «الاتحاد الوطني» محافظاً جديداً لكركوك، أو تلك القائمة بين الإقليم وبغداد والتعاطي معها على أنها رزمة واحدة وتحت سقف زمني محدد، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وقال جعفر أيمنكي، النائب السابق لرئيس برلمان إقليم كردستان، إن نيجيرفان بارزاني سيكون عاملاً إيجابياً فاعلاً في تطوير العلاقات بين الإقليم والسلطات الاتحادية، وأضاف في ندوة ثقافية أقيمت في أربيل، أن السنوات الأربع المقبلة من عهد رئيس الإقليم الجديد، ستكون سنوات من الاستقرار والوئام والرخاء بالنسبة للإقليم، في حال استمرت العلاقات الإيجابية مع بغداد بهذا المنوال، وزالت عن المنطقة مخاطر الحرب.
وأكد مظهر صالح، مستشار رئيس الحكومة العراقية، أن معظم المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل منذ 16 عاماً، خصوصاً مشكلة المادة «140» من الدستور، وموازنة قوات البيشمركة الكردية، ومشكلات النفط والغاز، ستجد طريقها إلى الحل في عهد الرئيسين عادل عبد المهدي ونيجيرفان بارزاني.
وأوضح صالح في الندوة ذاتها أن كلا الرجلين له «تاريخ طويل في السياسة ويتسم بقدر عال من المسؤولية، فضلاً عن خبرتهما الواسعة في إدارة نظام الحكم، وهو أمر كفيل بإيجاد حلول لمعظم تلك المشكلات».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.