سباق على النفوذ بين العمالقة في آسيا

شينزو آبي أول رئيس وزراء ياباني يزور بنغلاديش منذ 14 عاما

شينزو آبي
شينزو آبي
TT

سباق على النفوذ بين العمالقة في آسيا

شينزو آبي
شينزو آبي

توجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى بنغلاديش أمس السبت في جولة تشمل محطتين في جنوب آسيا فيما يسعى لترسيخ مصالح اليابان في المنطقة التي تراجع فيها نفوذ طوكيو لحساب الصين.
وسيصبح آبي أول رئيس وزراء ياباني يزور بنغلاديش منذ 14 عاما ويوم الأحد سيكون أول رئيس وزراء ياباني يزور سريلانكا منذ قرابة ربع قرن.
وعاد الصراع على النفوذ في آسيا للحياة منذ صعود السياسي القومي ناريندرا مودي للسلطة في الهند. وأعلن مودي عزمه لعب دور فعال على الساحة الدولية بأن دعا زعماء المنطقة لحفل تنصيبه رئيسا للوزراء في مايو (أيار).
ويزور آبي الدول المجاورة للهند بعد أن استضاف مودي في محادثات قمة تعهدت اليابان خلالها باستثمار 34 مليار دولار في الهند وتم تدشين شراكة دولية خاصة واستراتيجية لتعزيز التعاون الأمني.
ويحاول آبي أن يسبق الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي سيزور الهند وسريلانكا في وقت لاحق هذا الشهر.
وقال دايان جاياتيلاكي وهو أستاذ في العلوم السياسية ودبلوماسي سابق من سريلانكا رئيس الوزراء مودي يحاول أن ينسج شبكة معقدة من العلاقات مع آسيا.
ومن التكافؤ الاقتصادي في عام 1980 تفوق نمو الصين على نظيره في الهند بأربعة أمثال وسعت بكين لإعادة ضخ فائض صادراتها الهائلة إلى استثمارات أجنبية في الموارد والبنية التحتية في جنوب آسيا لتغذية قطاعها الصناعي.
وأثار هذا النهوض الاقتصادي في منطقة المحيط الهندي المخاوف في نيودلهي من أن الصين تحاول محاصرة الهند بما يشكل خطرا على أمنها. وإلى جانب التقارب مع آبي استقبل مودي الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت في أول زيارة لزعيم أجنبي منذ انتخابه ووقع معه اتفاقا لتوريد اليورانيوم من أجل توليد الكهرباء بالطاقة النووية في الهند.
ورغم أن مودي يسعى لعلاقات اقتصادية عملية مع الصين فقد انتقد في طوكيو الدول ذات العقلية التوسعية في إشارة للنفوذ الذي تمارسه الصين في جنوب شرقي آسيا.
وقال جاياتيلاكي إن مودي يتعامل وفقا لمعادلة جديدة مع الصين وتبادله القيادة الصينية المعاملة بالمثل وفقا لحسابات اقتصادية عملية.. لكنه يسعى أيضا لعلاقات أوثق مع اليابان وأستراليا في منطقة آسيا والمحيط الهادي.



الأسواق الآسيوية ترتفع بتفاؤل حيال سياسة تجارية أقل صرامة من ترمب

لوحة أسعار الأسهم بعد مراسم بدء التداول لهذا العام في بورصة طوكيو (أ.ب)
لوحة أسعار الأسهم بعد مراسم بدء التداول لهذا العام في بورصة طوكيو (أ.ب)
TT

الأسواق الآسيوية ترتفع بتفاؤل حيال سياسة تجارية أقل صرامة من ترمب

لوحة أسعار الأسهم بعد مراسم بدء التداول لهذا العام في بورصة طوكيو (أ.ب)
لوحة أسعار الأسهم بعد مراسم بدء التداول لهذا العام في بورصة طوكيو (أ.ب)

سارت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء على خطى «وول ستريت» الإيجابية، حيث أبدى بعض المستثمرين تفاؤلاً في أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، قد يتبنى سياسة تجارية أقل صرامة من المتوقع عندما يتولى منصبه.

وارتفع أوسع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الآسيوية خارج اليابان بنسبة 0.03 في المائة، بينما قفز مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 2 في المائة بفضل صعود أسهم قطاع التكنولوجيا، وفق «رويترز».

لكن في أوروبا، كانت الأسهم تتجه إلى بداية سلبية بعد المكاسب التي حققتها يوم الاثنين. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.5 في المائة، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «فوتسي» بنسبة 0.47 في المائة.

أما في الولايات المتحدة، فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.07 في المائة، وخسرت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك» 0.16 في المائة، بعد ارتفاع المؤشرات الرئيسية يوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» يوم الاثنين أن مساعدي ترمب كانوا يدرسون خططاً لفرض تعريفات جمركية على كل دولة ولكن تشمل فقط القطاعات التي تعتبر حاسمة للأمن الوطني أو الاقتصاد، وهو ما قد يمثل تخفيفاً ملحوظاً عن الوعود التي قطعها ترمب خلال حملته الانتخابية لعام 2024. ورغم أن هذه الأنباء ساعدت في رفع الأسهم وتراجع الدولار في البداية، فإن نفي ترمب لاحقاً على منصته «تروث سوشيال» عكس بعض الانخفاضات التي شهدتها العملة الأميركية.

وقال خون جو، رئيس أبحاث آسيا في بنك «إيه إن زد»: «لا أحد يعرف على وجه اليقين طبيعة التعريفات الجمركية أو سياسات التجارة التي ستنفذها إدارة ترمب. لا يزال من الممكن أن يكون ما ذكرته صحيفة (واشنطن بوست) صحيحاً، بالطبع سيقوم مساعدوه بدراسة الخيارات المختلفة، ولكن في النهاية القرار يعود لترمب نفسه. في الوقت الحالي، لا تزال تصريحاته حول التعريفات الجمركية قوية، لكننا نعلم من تجربته في فترة رئاسته الأولى أنه شخص منفتح على عقد الصفقات. أعتقد أن هذا هو السبب جزئياً وراء عدم رد فعل الأسواق بشكل سلبي للغاية حتى الآن».

وفي الصين، ارتفع مؤشر «سي إس آي 300» ومؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.28 في المائة و0.17 في المائة على التوالي بعد الخسائر المبكرة، في حين انخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.89 في المائة. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن البورصات الرئيسية في الصين طلبت من بعض صناديق الاستثمار المشتركة الكبرى تقييد بيع الأسهم في بداية العام، في محاولة لتهدئة الأسواق قبل ما قد تكون فترة صعبة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ومن المتوقع أن تقدم أرقام التضخم في منطقة اليورو، المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، بعض الأدلة حول ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة أكثر. وتراهن الأسواق على خفض أسعار الفائدة بما يصل إلى 100 نقطة أساس في عام 2025.

ويتوقع المحللون صدور العديد من البيانات الاقتصادية المهمة هذا الأسبوع، وأبرزها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر ديسمبر (كانون الأول) الذي من المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المقرر أيضاً صدور بيانات التوظيف من «إيه دي بي» وفرص العمل وطلبات البطالة الأسبوعية، وهو ما قد يدعم احتمال تقليص تخفيضات أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد خفضت الأسواق بالفعل توقعاتها إلى 40 نقطة أساس فقط لعام 2025.

وسيقدم محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، المقرر صدورها يوم الأربعاء، مزيداً من التوجيهات بشأن آفاق السياسة النقدية، في حين ستستمر التعليقات المباشرة من العديد من كبار صناع السياسات. ودعمت احتمالات دورة تخفيف أقل عدوانية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي عوائد سندات الخزانة الأميركية، مع ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.6057 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار)، في حين استقر العائد على السندات لأجل عامين عند 4.2599 في المائة.