سادت حالة من الكر والفر حول الحواجز التي أقامها المحتجون في العديد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، وعدد آخر من المدن، حيث عمدت الشرطة وقوات التدخل السريع إلى إزالة تلك الحواجز وحدثت بعض الصدامات مع المحتجين.
واعتبر مسؤولون من المجلس العسكري السوداني أن الهدوء الذي شهدته العاصمة اليوم يعود إلى إقامة تلك الحواجز ولا يأتي استجابة لقادة المحتجين الذين دعّوا إلى عصيان مدني.
وفي حي بحري، شمال العاصمة السودانية الخرطوم، جمع السكان إطارات السيارات وجذوع الأشجار والصخور لإقامة حواجز، في إطار حملة عصيان مدني دعا إليها قادة الاحتجاجات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان قوله: «هناك حواجز على جميع الطرق الداخلية تقريباً ويحاول المحتجون إقناع السكان بالامتناع عن الذهاب إلى العمل».
وتدخلت شرطة مكافحة الشغب سريعاً فأطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبل إزالة الحواجز التي تم وضعها على عجل.
وأكد تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان أول جهة أطلقت الاحتجاجات ضد حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثة عقود في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن حملة العصيان المدني ستتواصل إلى حين نقل القادة العسكريين السلطة إلى حكومة مدنية.
وقال أحد المحتجين إن الهدف من قطع الطريق هو «توجيه رسالة» للذين يحاولون إفشال الثورة بأنهم سيخفقون، مؤكداً أن الطريق ما زالت طويلة أمام المحتجين لتحقيق أهدافهم.
وأكد عدد من المحتجين تأييدهم حملة العصيان المدني رغم مواجهتهم بعض الصعوبات.
وقال بائع خضار إن قطع الطرق حال دون وصوله إلى السوق لشراء الخضار، مؤكداً أن ذلك سيؤثر على مدخوله، لكن تواصل الاحتجاجات منذ 6 أشهر لا يثير غضبه وإن تراجع مدخوله.
وفي المقابل، قال أحد سكان مدني: «توجهت إلى 3 مخابز ولم أتمكن من شراء الخبز»، مضيفاً أن المتظاهرين نصبوا حواجز في عدة شوارع ما جعل من الصعب على المركبات المرور.
وألغت عدة شركات طيران رحلاتها إلى السودان منذ العملية الدامية، وشوهد الركاب ينتظرون خارج مبنى المغادرة في مطار الخرطوم الأحد، رغم أنه لم يتضح إن كان هناك أي رحلات ستقلع خلال الساعات المقبلة.
وأغلق الحي التجاري وسط العاصمة بمعظمه، بينما توقفت الحافلات عن التوجه إلى عدة أحياء. إلا أن السيارات الخاصة واصلت نقل الركاب في بعض المناطق.
وفي مدينة أم درمان المجاورة على الضفة المقابلة من نهر النيل، بقي كثير من المتاجر والأسواق قيد الإغلاق، لكن السكان شوهدوا في بعض المتاجر يشترون منتجات أساسية.
وقال أحد الشهود: «رأينا الجنود يزيلون الحواجز من بعض الشوارع في أم درمان».
وفي مدينة الأبيض (وسط)، أغلقت السوق الرئيسية وتغيّب عدد من موظفي المصارف عن العمل، بحسب السكان. أما في مدني (جنوب شرقي العاصمة) فشوهد السكان يصطفون خارج الأفران المغلقة، بينما أغلقت السوق الرئيسية كذلك.
وكان قرار رفع أسعار الخبز 3 أضعاف السبب المباشر الذي أطلق شرارة الاحتجاجات ضد البشير، قبل أن تتحول إلى حراك شعبي ضد حكمه.
وبعد إطاحة الرئيس في أبريل (نيسان)، واصل المتظاهرون اعتصامهم لأسابيع في الخرطوم للضغط على العسكريين الذين تولوا الحكم، من أجل نقل السلطة.
وبعد عدة جولات من التفاوض بين قادة الاحتجاجات والجيش، انهارت المحادثات في منتصف مايو (أيار).
وزار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السودان الجمعة، في مسعى لإعادة إحياء المفاوضات، حيث عقد لقاءات منفصلة مع ممثلين للجانبين، دعا بعدها إلى انتقال ديمقراطي «سريع».
كر وفر حول «حواجز الطرق» في السودان
كر وفر حول «حواجز الطرق» في السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة