{موسم جدة} ينطلق بـ150 فعالية في 5 مواقع غرب السعودية

رائد أبو زنادة المشرف العام على «موسم جدة»
رائد أبو زنادة المشرف العام على «موسم جدة»
TT

{موسم جدة} ينطلق بـ150 فعالية في 5 مواقع غرب السعودية

رائد أبو زنادة المشرف العام على «موسم جدة»
رائد أبو زنادة المشرف العام على «موسم جدة»

مجموعة من «الحفلات الغنائية» و«العروض الترفيهية» التي تقدم لأول مره في السعودية، منها مهرجان «إم تي في» وحفل «ميوزيك هول»، وأيضاً حزمة من «البرامج الثقافية» و«العروض المسرحية والبحرية والمغامرات» التي يتضمنها «موسم جدة»، انطلقت يوم أمس، وتستمر لمدة 41 يوماً، وتتوزع على 5 مواقع حيوية في مدينة جدة الساحلية (غرب السعودية).
وما يتميز به «موسم جدة» الذي يقدم 150 فعالية أن 25 في المائة من مشروعات البناء والتطوير والبنية التحتية المنفذة له ذات طبيعة مستدامة، وقد خصص لها 13 في المائة من الميزانية المرصودة للموسم لتدعم مقومات جدة السياحية على المدى الطويل.
رائد أبو زنادة، المشرف العام على «موسم جدة»، أشار إلى أن الاحتفالية تمثل إحدى فعاليات «مواسم السعودية» التي تهدف لتحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة، أحد برامج «رؤية 2030» التنموية.
وأوضح أبو زنادة أنه من هذا المنطلق جاء توجيه القيادة العليا بأن يكون موسم جدة، وغيره من مواسم السعودية، أدوات استراتيجية لتطوير الميزات السياحية التي تملكها مدينة جدة، وفقاً لمستهدفات الرؤية الطموحة، من حيث إبراز المملكة كإحدى الدول السياحية الرائجة في العالم، فضلاً عن الأثر الاقتصادي الكبير المرجو، من حيث تعزيز السياحة المحلية، والنهوض بها لتكون محركاً أساسياً للاقتصاد الوطني، خصوصاً فيما يتعلق بتوليد الوظائف للشباب السعودي، وتنويع النشاط الاقتصادي.
وذهب أبو زنادة إلى أن «موسم جدة» يدعم رواد الأعمال السعوديين الراغبين في استثمار فرص الشراكة التي يوفرها في قطاع التجزئة والمطاعم، وهو بالفعل يشهد مشاركة كثير من أصحاب المشروعات في مجال عربات الطعام المتطلعين للاستفادة من الجمهور الكبير الذي سيتدفق على الموسم.
كما يوفر «موسم جدة» مجالاً واسعاً من فرص التطوع للشباب السعودي التي ستمنحهم الخبرة والمعرفة التي يحتاجونها لدخول سوق العمل السعودية، فضلاً عن الاستعانة بالكفاءات الوطنية لتقديم مجموعة متنوعة من الأعمال الخدماتية الداعمة لقطاع السياحة، مثل الضيافة والنقل.
وعن أهم الفعاليات العالمية الجديدة، أوضح أبو زنادة أن «موسم جدة» يضم كثيراً من الفعاليات والمناسبات العالمية، بدءاً بالفرقة الفنية الكورية «سوبر جونيور»، وعرض «فيفالديانو» المسرحي، وفعالية «ميوزيك هول» الموسيقية، وأسبوع الملاكمة الذي سيتضمن نزالاً خاصاً للملاكم البريطاني أمير خان بمدينة الملك عبد الله الرياضية، وقبلها سيقدم خان عدة دروسٍ تدريبية في عددٍ من النوادي الرياضية بجدة. وسيشهد أسبوع الملاكمة ظهوراً خاصاً لنجم أفلام «روكي» سيلفستر ستالون، وخبير فنون الدفاع عن النفس الروسي خالابيب.
كذلك سيشهد موسم جدة تنظيم مزاد فني تشرف عليه دار «كريستيز» العالمية، وفعاليات «أباشوناتا» لجمال الخيول، وعرض فرقة «بلومان»، وعرض «بيتربان» المسرحي، بالإضافة إلى مهرجان «لا فالاس» الاستعراضي، وعدد من المطاعم العالمية.
وسيختتم موسم جدة بمهرجان «إم تي في» الموسيقي العالمي، إلى جانب كثير من الفعاليات العالمية الأخرى.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».