الجيش الليبي يسقط ثاني طائرة «درون» تركية في معارك طرابلس

دمار لحق بمركز المراقبة الجوية الرئيسي في مطار طرابلس من جراء القصف (فيسبوك)
دمار لحق بمركز المراقبة الجوية الرئيسي في مطار طرابلس من جراء القصف (فيسبوك)
TT

الجيش الليبي يسقط ثاني طائرة «درون» تركية في معارك طرابلس

دمار لحق بمركز المراقبة الجوية الرئيسي في مطار طرابلس من جراء القصف (فيسبوك)
دمار لحق بمركز المراقبة الجوية الرئيسي في مطار طرابلس من جراء القصف (فيسبوك)

أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أن مقاتلاته الجوية أسقطت في ساعة مبكرة من صباح أمس، طائرة تركية مسيّرة قامت بالإغارة على قواته في العاصمة طرابلس، مؤكداً نجاحه في تدمير الطائرة أثناء هبوطها في المدرج الذي خرجت منه في قاعدة معيتيقة، دون تسجيل ضحايا أو تأثر حركة الملاحة الجوية.
واعتبر اللواء عبد السلام الحاسي قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إسقاط الطائرة التي تعد ثاني طائرة تركية من نوعها يسقطها الجيش منذ بدء معركة تحرير طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، يعنى أن «تركيا هي من تحارب الجيش الوطني عبر إرسالها طائرات ومدرعات إلى الحكومة غير الشرعية».
وأضاف الحاسي، الذي يقود قوات «الجيش الوطني» على تخوم طرابلس: «هذا أيضاً يؤكد للعالم أجمع على تواطؤ تركيا ودعمها للميليشيات المسلحة والإرهابية».
وتحدث اللواء محمد منفور قائد سلاح الجو بـ«الجيش الوطني» في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أول من أمس، عن وجود 30 خبيراً عسكرياً تركياً يعملون لصالح الميليشيات المسلحة في طرابلس، نافياً استهداف مدرج المطار أو الطائرات المدنية حفاظاً على سير الرحلات للمواطنين بصورة منتظمة.
لكن عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، قالت في المقابل، إن «الجيش الوطني» قصف مطار معيتيقة في الوقت الذي فُتح فيه جسر جوي بين طرابلس ومدينة غات جنوب غربي البلاد، لنقل المساعدات والمعونات الطارئة لأهالي المدينة المنكوبة بالسيول منذ بضعة أيام.
واعتبرت العملية في بيان لها أول من أمس، أن القصف الجوي قد يؤخر عمليات تجهيز المعونات وشحنها جواً، إضافة إلى تهديد سلامة حركة الطيران المدني، وتعريض حياة المدنيين الآمنين في العاصمة للخطر.
ومع ذلك، لم تتأثر الحركة الجوية في مطار معيتيقة الدولي، الذي أعلن عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في بيان مقتضب، أن مدرج الإقلاع تعرض للقصف بطائرة حربية، قبل أن ينقل عن برج الملاحة الجوية بالمطار أن القصف كان بعيداً عن المهبط وأن التشغيل يسير بشكل عادي.
ويعتبر مطار معيتيقة الدولي المقام داخل قاعدة طرابلس الجوية، هو المنفذ الجوي الوحيد والمتاح حتى الآن في غرب ليبيا والعاصمة طرابلس منذ سنوات، علما بأنه تعرض في السابق لغارات جوية جراء اشتباكات مسلحة أو توترات أمنية تسببت في تعطل حركة الملاحة الجوية فيه مراراً.
وتوقفت جميع رحلات شركات الطيران منذ عام 2014، عقب تدمير مطار طرابلس الدولي المنفذ الجوي الرئيسي في البلاد، بعدما سيطر تحالف ميليشيات قوات «فجر ليبيا» على العاصمة.
وتمكنت قوات الجيش من دخول 4 مدن رئيسية تمثل غلاف العاصمة (صبراتة، وصرمان، وغريان، وترهونة)، وتوغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس، في إطار محاولتها اختراق الطوق العسكري حول وسط المدينة، الذي يضم المقرات السيادية.
بدوره، أكد اللواء عبد الله الهمالي آمر غرفة عمليات تحرير سرت التابعة لـ«الجيش الوطني»، في برقية وجهها إلى المشير حفتر على ما وصفه بـ«الجاهزية الكاملة للغرفة في أي وقت وأي مكان لتنفيذ الأوامر لحماية الوطن وتحقيق سيادته والقضاء على الإرهاب واجتثاثه».
ونشر المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة» التابعة للجيش، أول من أمس، نص برقية الهمالي لحفتر للتهنئة بمناسبة عيد الفطر، دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، أعلن جهاز خفر السواحل التابع لحكومة السراج إنقاذ 82 مهاجرا شمال شرقي العاصمة طرابلس، وقال العميد أيوب قاسم الناطق باسم الجهاز، في بيان، أمس، إن دورية بحرية أنقذت المهاجرين، وهم من جنسيات أفريقية، كانوا على متن قارب مطاطي محطم ونصفه غارق في المياه، على بعد نحو 60 ميلا شمال شرقي طرابلس.
ويأتي هذا بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن إنقاذ 125 مهاجرا في عمليتين منفصلتين، شمال غربي طرابلس.
وترتفع وتيرة الهجرة عبر البحر المتوسط انطلاقاً من ليبيا مع دخول فصل الصيف واستقرار العوامل الجوية خاصة أمواج البحر، علما بأن مفوضية اللاجئين أعلنت إنقاذ أكثر من 1200 مهاجر من قبل البحرية الليبية خلال الشهر الماضي.



​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».