نقل ميكروبات أمعاء الشباب إلى المسنين يرفع مناعتهم

نموذج للجهاز الهضمي البشري

أظهرت دراسة أجراها علماء المناعة بمعهد بابراهام في جامعة كامبريدج البريطانية، أن نقل البيئة الميكروبية للجهاز الهضمي «الميكروبيوم» من الشباب إلى المسنين يمكن أن ينشط الجهاز المناعي لأمعاء المسنين، وجعله أكثر قدرة على مواجهة الأمراض.
وخلال الدراسة، التي نُشرت أول من أمس، في دورية «نيتشر كومينيكيشن»، توصل الفريق البحثي إلى هذه النتيجة بعد نقل البيئة الميكروبية والتي تتم من خلال عملية تُعرف طبياً باسم «زراعة البراز» من الفئران الشابة للمسنّة.
والأمعاء أحد الأعضاء الأكثر تأثراً بالشيخوخة، وتم ربط التغيرات المرتبطة بالعمر في «ميكروبيوم» الجهاز الهضمي، بزيادة الضعف والالتهابات وزيادة التعرض للاضطرابات المعوية، وتحدث هذه التغييرات المعتمدة على العمر في «ميكروبيوم» الأمعاء بالتوازي مع انخفاض في وظيفة الجهاز المناعي للأمعاء، ولكن حتى الآن، لم يكن معروفاً ما إذا كانت هناك علاقة بين هذين التغييرين.
وتقول د.ميشيل لينترمان، قائدة المجموعة البحثية في برنامج المناعة في معهد بابراهام في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد في الجهاز الهضمي مئات الأنواع المختلفة من البكتيريا، وهي ضرورية لصحتنا، وتلعب دوراً في عملية الأيض، ووظيفة الدماغ، والاستجابة المناعية، ويتفاعل نظام المناعة لدينا باستمرار مع البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي، ونظراً إلى أن علماء المناعة يدرسون سبب ضعف أداء الجهاز المناعي لدينا مع تقدمنا في العمر، فقد كنا مهتمين باستكشاف ما إذا كانت تركيبة (ميكروبيوم) الأمعاء قد تؤثر على قوة الاستجابة المناعية للأمعاء».
وتضيف: «وجدنا أن عملية نقل (ميكروبيوم) الجهاز الهضمي من الفئران الشابة إلى المسنة عزز الجهاز المناعي للفئران المسنة وأعاد عقارب الساعة إلى الوراء بالحصول على نظام مناعة معوي يشبه الحالة في فأر صغير».
ولا يخطط الفريق البحثي في الوقت الراهن لإجراء تجارب سريرية لاختبار هذه النتيجة على البشر، لكنّ ذلك قد يتم في غضون سنوات، بعد إجراء مزيد من الدراسات على النماذج الحيوانية، كما تؤكد لينترمان.
وحول البكتيريا الأكثر أهمية في إحداث هذا التأثير الإيجابي، تقول: «لقد وجدنا أن الكائنات المجهرية الطبيعية العادية فقط هي التي لديها هذا التأثير، وهذا لم يكن بسبب نوع معين من البكتيريا».