التراجع الاقتصادي يرفع معدلات الانتحار في تركيا إلى أرقام غير مسبوقة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
TT

التراجع الاقتصادي يرفع معدلات الانتحار في تركيا إلى أرقام غير مسبوقة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

تزايدت ظاهرة الانتحار في تركيا بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بين الشباب، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، بحسب ما أشارت تقارير إعلامية تركية.
وبحسب صحيفة «زمان»، فإن 233 مواطنا تركيا انتحروا منذ بداية العام الحالي، كان آخرهم إسماعيل دفريم الذي انتحر الأسبوع الماضي، لعجزه عن شراء الزي المدرسي لأبنائه. وقال قبل انتحاره: «إذا كنت لا أستطيع شراء الزي المدرسي لأطفالي، لا معنى لحياتي»، وهي الرسالة التي لخصت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة للأتراك.
وأشارت مصادر تركية إلى أن عدد محاولات الانتحار في السنوات الخمس الأخيرة بلغ 60 ألفا و850 حالة، لقي 16 ألفا و28 شخصاً منهم حتفهم.
بدورها، أشارت صحيفة «يني تشاغ»، استنادا إلى بيانات معهد الإحصاء التركي، إلى أن عدد المنتحرين في تركيا خلال الفترة الممتدة بين 2014 و2017 بلغ 9 آلاف و479 شخصاً، وأن غالبية حالات الانتحار حدثت في إسطنبول. وذكرت أن عدد الرجال المنتحرين بلغ 7 آلاف و41، والنساء ألفين و438. وأضافت أن الأزمات الاقتصادية وانخفاض القوة الشرائية لليرة وغرق المواطنين في مستنقع الديون منذ 10 سنوات، أي منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، أدت إلى ارتفاع معدل الجريمة ونسبة حالات الانتحار.
وقالت النائبة في البرلمان التركي سيبل أوزدمير إن تردي الوضع الاقتصادي للمواطنين الأتراك يقف وراء حالات الانتحار المتزايدة في البلاد، وأضافت أن «شرائح عريضة من الشعب التركي باتت تفتقر إلى الحد الأدنى للحياة الكريمة».
ورفضت الجمعية العامة التركية للأبحاث مؤخرا اقتراحاً للنائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزقور أوزيل، للتحقيق في أسباب زيادة حالات الانتحار في تركيا في السنوات الخميس الأخيرة. وأثار الرفض جدلاً كبيراً، أما أوزيل فرد على رفض الاقتراح قائلا: «لا تشير مشكلة الانتحار إلى المشاكل النفسية فحسب، بل إلى مشاكل التركيبة الاجتماعية. وزيادة حالات الانتحار في أي بلد تعكس عدم وجود سياسات اجتماعية عامة».
وفي السياق نفسه، علقت النائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) أيهان بيلقين على ذلك بقولها: «هناك صحافيون اعتقلوا لأنهم نشروا أخباراً عن موضوع زيادة حالات الانتحار».
وعلى الرغم من تلك الحوادث المثيرة للقلق، فإن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رفع أسعار السلع والخدمات مجددا تزامنا مع عيد الفطر.
ويذكر أن العملة التركية فقدت نحو 50 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الحالي، بسبب مخاوف متعلقة بتأثير إردوغان على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.