ألغام الحوثي تودي بحياة طفلين في البيضاء

الميليشيات تُمنى بانتكاسات في جبهات الضالع وكتاف صعدة

وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي لدى تفقده أحد جرحى القوات الحكومية في مأرب أمس (سبأ)
وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي لدى تفقده أحد جرحى القوات الحكومية في مأرب أمس (سبأ)
TT

ألغام الحوثي تودي بحياة طفلين في البيضاء

وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي لدى تفقده أحد جرحى القوات الحكومية في مأرب أمس (سبأ)
وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي لدى تفقده أحد جرحى القوات الحكومية في مأرب أمس (سبأ)

مُنيت الميليشيات الحوثية الانقلابية بانتكاسات عسكرية جديدة في جبهات القتال بالضالع في جنوب اليمن، وفي صعدة في شمال البلاد، حيث معقلها الرئيسي، في الوقت الذي تواصل فيه ألغام الميليشيات قتل الطفولة، حيث لقي صغيران حتفهما إثر انفجار لغمين فيهما بمديرية الزاهر في البيضاء وسط البلاد.
ففي الضالع، تقدمت قوات ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني التابعتان للجيش الوطني في جبهة مريس شمال المحافظة وسيطرت على عدد من المواقع بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى بصوف الانقلابيين، حسبما أكد مصدر عسكري قال: إن هذا جاء بعد هجوم الجيش على مواقع الانقلابيين في صامح والدوير المطلين على حمر السادة وحمر قعطبة.
وفي صعدة، شنت قوات الجيش الوطني مساء أول من أمس هجوماً على مواقع ميليشيات الانقلاب في مديرية كتاف، شرق، وتمكنت من إحراز تقدم كبير باتجاه مركز مديرية كتاف. وأعلن الجيش الوطني أن الميليشيات تكبدت خسائر بشرية علاوة على تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لها. وقصف مدفعية الجيش الوطني تجمعات عدة للميليشيات في أطراف مركز المديرية. واستهدف القصف، تجمعات الميليشيات خلف سلسلة مرتفعات عنبان، وجبل الطير الاستراتيجي الواقع على تخوم مركز مديرية كتاف، مخلفاً خسائر كبيرة في صفوفها.
وفي البيضاء، قتل طفلان إثر انفجار لغم أرضي زرعتها ميليشيات الحوثي في منطقة قربة بمديرية الزاهر، شرق المحافظة الواقعة وسط البلاد. وبحسب سكان محليين، فإن جرائم الانقلابيين مستمرة في مختلف مناطق البيضاء من خلال القصف المستمر على القرى السكنية وزراعة الألغام بشكل عشوائي في الطرقات والأحياء السكنية في القرى والتي راح آخرها الطفلان عبد الله الحميقاني (13 عاماً) وعبد القادر الحميقاني (13 عاماً) بعد انفجر اللغم فيهما.
وقتل 10 عناصر من الميليشيات في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء المحاذية لمحافظة أبين، منذ يوم الجمعة الماضي. وتعيش ميليشيات الحوثي في مديرية مكيراس والمناطق المجاورة لها حالة خوف ورعب؛ الأمر الذي جعلها ترفع المستوى الأمني بعد مقتل عدد من عناصرها من قِبل مجهولين في مناطق يسيطرون عليها.
وفي تعز، حيث تواصل قوات الجيش معاركها لتحرير المحافظة وفك الحصار عنها من قبضة ميليشيات الانقلاب المستمر منذ أربعة أعوام، بارك رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، التقدم الميداني المستمر الذي يحرزه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة الميليشيات في المحافظة. ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أعرب معين عن «ثقته في أن بقية مناطق تعز سيتم تحريرها قريباً من قبضة الميليشيات الحوثية الكهنوتية التي عاثت في الأرض فساداً»، لافتاً إلى أن «تعز كانت وستظل في طليعة من قاوم الميليشيات وانتفض ضد مشروعها الكهنوتي الإمامي البغيض».
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء، مساء أول من أمس، بقائد محور تعز اللواء الركن سمير الحاج للاطلاع على المستجدات العسكرية والجهود المستمرة لاستكمال تحرير تعز وفك الحصار المفروض عليها من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأكد رئيس الوزراء «دعم الحكومة الكامل للجيش الوطني والمقاومة وقيادة السلطة المحلية لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار واستكمال تحرير المحافظة وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين».
على صعيد متصل، تفقّد وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، ومعه محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة ومحافظ صعدة اللواء هادي طرشان، أمس، جرحى الجيش الوطني في سكن النصر لرعاية وتأهيل الجرحى بمحافظة مأرب. وهنأ الفريق المقدشي الجرحى الذين أصيبوا أثناء مشاركتهم في معارك دحر الميليشيات الانقلابية، بمناسبة عيد الفطر. ووجّه «بسرعة تسفير الجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج في الخارج، وإيلاء الجرحى مزيداً من الاهتمام والرعاية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.