مصر تحتفل باليوم العالمي للبيئة بزراعة مليون شجرة

للحد من تلوث الهواء والتغير المناخي

مصر تواجه التصحر وتلوث الهواء بالتوسع في التشجير والزراعة (الشرق الأوسط)
مصر تواجه التصحر وتلوث الهواء بالتوسع في التشجير والزراعة (الشرق الأوسط)
TT

مصر تحتفل باليوم العالمي للبيئة بزراعة مليون شجرة

مصر تواجه التصحر وتلوث الهواء بالتوسع في التشجير والزراعة (الشرق الأوسط)
مصر تواجه التصحر وتلوث الهواء بالتوسع في التشجير والزراعة (الشرق الأوسط)

تواجه مصر تلوث الهواء عبر تنفيذ خطة «طموحة» وواسعة النطاق تتعلق بزراعة مليون شجرة مثمرة ومتنوعة، وتستهدف المبادرة زيادة عدد الأشجار على مستوى الجمهورية للمساهمة في الحد من تلوث الهواء والتغير المناخي، ويجري تنفيذها بالتعاون بين وزارتي الزراعة والبيئة ونقابة المهن الزراعية والمحافظات المصرية. وتستكمل وزارة البيئة المصرية حالياً تنفيذ المبادرة في الدلتا والقاهرة الكبرى في إطار احتفالات الوزارة بيوم البيئة العالمي، الذي يوافق 5 يونيو (حزيران)، من كل عام.
وقال شريف الخضري، المنسق الإعلامي لوزارة البيئة المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحملة تهدف في المقام الأول إلى توفير الأمن الغذائي في المناطق الفقيرة والحد والتكيف مع التغيرات المناخية وتوعية الشباب والأطفال بثقافة أهمية الأشجار والحفاظ عليها ورعايتها بالتعاون مع الإدارات المحلية بالمحافظات».
وأضاف: «ستنظم وزارة البيئة عدة فعاليات احتفالاً بيوم البيئة العالمي عقب إجازة عيد الفطر المبارك، بجانب استكمال تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لزراعة مليون شجرة في كل المحافظات».
وأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة زراعة مليون شجرة قبل عدة أشهر بهدف نشر ثقافة أهمية الأشجار المثمرة للبيئة والمجتمع، وتوفيرها عائداً اقتصادياً يخدم البيئة المحيطة، بالإضافة إلى أنها تسهم في الحد من تأثير التغيرات المناخية، والحد من ارتفاع معدلات التصحر ونشر ثقافة الاقتصاد الأخضر.
من جهتها قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في بيان صحافي بمناسبة يوم البيئة العالمي: إن «مشروعات التشجير وزيادة المسطحات الخضراء تعد من أهم المشروعات التي توليها الوزارة عناية».
ويتناول الاحتفال بيوم البيئة العالمي، هذا العام، قضية «تلوث الهواء والدور الفعّال للتشجير في تحسين نوعية الهواء والحد من التلوث». في سياق متصل، أكد «الاتحاد من أجل المتوسط» في بيان صحافي له، أمس، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة أن منطقة البحر المتوسط توفر إمكانات هائلة للتنمية المستدامة والصديقة للبيئة، وأن العديد من الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة تساند بنشاط الانتقال إلى اقتصاد أخضر وشامل ودوّار.
وأضاف: «تم تخصيص اليوم العالمي للبيئة لهذا العام لموضوع تلوث الهواء باعتباره أحد أخطر التهديدات البيئية على مستوى العالم». موضحاً أنه «يحدث كل عام نحو 7 ملايين حالة وفاة بسبب تلوث الهواء (الهواء الطلق أو داخل المنازل والمباني) منها مليون حالة تتوفى في المناطق الأوروبية من البحر المتوسط والمناطق الشرقية منه».
وأضاف البيان أنه وفي البحر المتوسط، يتسبب تلوث الهواء الناجم عن السفن وحدها في وفاة ما يصل إلى 6 آلاف شخص سنوياً، لذلك يعد بعض دول البحر المتوسط من بين أكثر دول العالم تلوثاً.
وأفاد البيان: «نظراً إلى أن التلوث لا يتوقف عند حدود، فإن الاتحاد الأوروبي يشجع الحوار والتعاون الإقليميين، حيث يجمع العديد من أصحاب المصلحة من شواطئه الشمالية والجنوبية، لتنفيذ الإعلان الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن البيئة وتغير المناخ (أثينا 2014)».
ووفق تقرير منظمة الصحة العالمية العام الماضي، حول المدن الأكثر تلوثاً في العالم جاءت مدينة القاهرة في المرتبة الثانية من حيث الأكثر تلوثاً في الفترة من عام 2011 إلى 2015، بينما جاءت نيودلهي (الهند) في المركز الأول، واحتلت دكا (بنغلاديش) المركز الثالث.
ويُرجع خبراء البيئة تلوث الهواء في مصر إلى الغازات والعوادم الناتجة من حرق الوقود الذي تزداد معدلات استهلاكه كلما زاد الازدحام المروري في شوارع المدن الكبرى بالتزامن مع سوء صيانة محركات المركبات وزيادة كمية غازات العادم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».