الجيش الليبي يتوعد قوات السراج بعد صدها جنوب طرابلس

ارتفاع حصيلة معارك العاصمة إلى أكثر من 600 قتيل وآلاف الجرحى

مقاتلون تابعون لقوات السراج في أحد المحاور جنوب طرابلس (فيسبوك)
مقاتلون تابعون لقوات السراج في أحد المحاور جنوب طرابلس (فيسبوك)
TT

الجيش الليبي يتوعد قوات السراج بعد صدها جنوب طرابلس

مقاتلون تابعون لقوات السراج في أحد المحاور جنوب طرابلس (فيسبوك)
مقاتلون تابعون لقوات السراج في أحد المحاور جنوب طرابلس (فيسبوك)

ارتفعت حصيلة المعارك التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس منذ بدء القتال قبل نحو شهرين، بين قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر والميليشيات الموالية لحكومة فائز السراج، إلى 607 قتلى، بينهم 40 مدنياً، و3261 جريحاً، بينهم 117 مدنياً، وفقاً لآخر إحصائية قدمتها أمس منظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك، أعلن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، أن القوات الموالية له تتقدم بشكل مستمر بكل محاور القتال في طرابلس، وقال في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إن هذه القوات التي تدافع عن المدينة ستنتصر. وبعدما رأى أن الوضع في طرابلس مجرد سحابة صيف ستمر، اعتبر السراج أن ما يحدث هو ثمن الديمقراطية وثمن الدولة المدنية.
ميدانياً، قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني، إن مجموعات من الحشد الميليشياوي، في إشارة إلى ميليشيات السراج، «حاولت مباغتة الوحدات العسكرية لقوات الجيش المتمركزة في محور مطار طرابلس الدولي، إلا أن وحداتنا العسكرية تمكنت من رد هذه المجموعات ومطاردتها وتكبيدها خسائر بشرية ومادية فادحة؛ حيث تم مصادرة آلياتهم بعد أن فروا وتركوها».
وأعلنت الشعبة في بيان لها مساء أول من أمس، أن قوات الجيش قامت بتسليم 14 جثة من أفراد الميليشيات إلى جهاز الإسعاف، من بينهم 6 جُثث لمرتزقة تشاديين. وطبقاً لما أعلنه المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني، فقد شنت قواته غارات جديدة «استهدفت تجمعات وآليات ومدرعات العصابات الإرهابية في نقاط تمركزها»، مؤكداً في بيان له أن «العصابات المنهكة تتجه إلى الانهيار في أقوى تحشيداتها بطريق المطار والخلة وعين زارة».
وكان اللواء أحمد المسماري، المُتحدث الرّسمي باسم الجيش الوطني، قد أعلن أن قواته أحبطت خلال اليومين الماضيين جميع محاولات ميليشيات السراج للقيام بهجوم مضاد في جميع المحاور.
وقال المسماري في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس بمدينة بنغازي، إنه تم قتل أكثر من 31 إرهابياً، والقبض على العشرات، وتدمير عدد كبير من الآليات والدبابات وقطع المدفعيات، واسترجاع أكثر من 25 آلية، وذلك خلال المعارك التي جرت أول من أمس. وأشار إلى أن الميليشيات المسلحة تركز عملياتها باتجاه مطار طرابلس، مع شغل قوات الجيش باشتباكات في قواطع أخرى، إلا أن القوات تصدت لهم.
ونقلت عنه وكالة الأنباء الموالية للجيش قوله إن «القوات المسلحة رصدت تحركات لتنظيم (داعش) في أكثر من موقع»، مبيناً أن التنظيم الإرهابي يقوم بعمل إصدارات مرئية ما يعني أن قوته ضعيفة، كما لفت إلى أن قوات الجيش تمكنت من قتل عدد كبير من الإرهابيين الفارين من بنغازي، خلال الأيام الماضية في طرابلس.
في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية للسراج، عن طريق الناطق الرسمي باسمها العقيد محمد قنونو، إن سلاح الجو التابع لها نفذ أول من أمس ثلاث طلعات قتالية، استهدفت تمركزات لقوات الجيش في وادي الربيع ومحيط مطار طرابلس الدولي، إضافة إلى طلعات استطلاعية لمراقبة التحركات في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس والمنطقة الوسطى.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات الجيش عن رصدها لما وصفته باستحواذ الميليشيات الإرهابية على الوقود، ومنع المواطنين من الحصول عليه في العاصمة والمناطق المحيطة بها، ما أدى إلى ازدحام وطوابير بالكيلومترات، وانتظار يصل إلى أكثر من اثني عشر ساعة أمام محطات الوقود بمدينة طرابلس.
لكن اللجنة المشكلة من قبل لجنة الطوارئ بحكومة السراج لمعالجة أزمة الوقود، أعلنت عقب اجتماع عقدته مساء أول من أمس في طرابلس، عن توفر كميات كبيرة من الوقود بعد رسو الناقلة «أنوار الخليج»، بميناء طرابلس، تحمل على متنها 33 مليون لتر.
وطالبت اللجنة في بيان بثته وكالة الأنباء الموالية للحكومة، المواطنين، بعدم الانجرار وراء الشائعات التي تروج بوجود أزمة في وقود السيارات، مؤكدة أن الـ24 ساعة القادمة ستشهد انفراجاً تاماً.
إلى ذلك، ذكر متحدث باسم خفر السواحل الليبي، أن ما لا يقل عن مهاجرين اثنين لقيا حتفهما، وفُقد نحو 25 آخرين لدى انقلاب قاربهم المطاطي قبالة ساحل غرب ليبيا مساء أول من أمس. وقال المتحدث أيوب قاسم، إن دورية تابعة لخفر السواحل انتشلت ما مجموعه 73 مهاجراً على بعد 20 كيلومتراً تقريباً، قبالة ساحل بلدة القره بوللي، التي تبعد نحو 49 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة طرابلس، وأضاف أنه جرى انتشال جثتي امرأة وطفل.
ومن بين المهاجرين 40 رجلاً و25 امرأة وثمانية أطفال، من السودان وكينيا وساحل العاج ونيجيريا. ونقلت وكالة «رويترز» عن قاسم أنه «تم العثور على قارب مطاطي محطم ومن دون محرك، ومهاجرين غير شرعيين حوله متشبثين بالحطام».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.