لم يمر شهر رمضان الفضيل على مدينة صيدا اللبنانية هذه السنة كغيره من الأعوام. فلقد شرّعت أبوابها ولبست حلة العيد وتحولّت أزقتها الضيقة القديمة إلى محطّات سياحية تحت عنوان «صيدا مدينة رمضانية». فراحت تستقبل الضيوف والسّياح من كل حدب وصوب بمبادرة من قبل ممثلتها في البرلمان اللبناني النائب بهية الحريري وبالتعاون مع بلدية صيدا.
فكل ما يخطر على بالك من نشاطات وفنون ثقافية وجلسات عائلية هي متاحة في هذه المدينة العريقة. فإعادة الحركة إلى أسواق صيدا وإحياء معالمها الأثرية وأماكنها العريقة ووضعها في متناول زوّارها يشكل الشّغل الشّاغل لأهاليها. ولقد أخذت النائب الحريري على عاتقها ضخّ نبض الحياة والشّباب فيها من جديد، من خلال تنظيم جولات سياحية وموائد سحور لسياسيين وممثلين وفنانين وإعلاميين فتكون بذلك مدينة نموذجية تستقطب جميع الشّرائح الاجتماعية من دون استثناء.
فهذه المدينة اللبنانية الواقعة على السّاحل الجنوبي، تجذب منذ أعوام قليلة منتجي الدّراما المحلية لتصوير مشاهد مسلسلات ضخمة فيها، وكان المخرج فيليب أسمر قد اختار «خان الفرنج» لتصوير مشاهد أساسية من هذا العمل. وكما نجوم العمل المذكور كذلك لبّى أبطال مسلسل «الباشا» والفنان راغب علامة وغيرهم دعوة الحريري لزيارة صيدا في شهر رمضان الكريم، فجالوا في شوارعها وتعرفوا إلى معالمها الأثرية والثّقافية وتذوّقوا مأكولاتها على موائد السّحور المنظّمة. وتشمل هذه الزيارات وكان أحدثها لأهل الإعلام، جولات سياحية بدءا من «خان الفرنج» مروراً بـ«خان صاصي» و«الحمام الجديد» و«سوق النجارين» ووصولا إلى «قصر دبانة» و«باب السرايا» ومدرسة «عائشة أم المؤمنين» التي تحوّلت منذ فترة وجيزة إلى مركز ثقافي يستقبل المعارض والأعمال الفنية الراقية.
وفي هذا الشّهر الفضيل يتحوّل ليل صيدا إلى نهار، فتفتح مقاهيها أبوابها حتى ساعات الصّباح الأولى. وتزدان طرقاتها بزينة العيد ويفترش الباعة أسواقها القديمة ببسطاتهم المنوّعة. كما تصدح فيها الموسيقى وأصوات تحيات كشفية تذكرنا بصيدا أيام زمان. أمّا دكاكينها التي تبيع حلوياتها المعروفة كالـ«سنيورة» والـ«غريبة» و«القطايف» و«الملبن» و«المكسرات» وغيرها، فلن تستطيع المرور أمامها مرور الكرام. فيستوقفك أصحابها بلطفهم ولياقتهم وكرمهم لتتذوّق ولو حبّة واحدة من منتجاتهم دلالة حبّهم لتكريم ضيوفهم. وفي جولتك على حوانيتها ومحلاتها التجارية التي تقدّم لزائرها وبأسعار مغرية كل ما يخطر على باله من عطور مركبة وحفر على أوانٍ نحاسية وخشبية وحتى على «نربيج» النرجيلة، فستجذبك من دون شك لشراء تذكارات وثياب وديكورات منزليّة حرفية تصلح لتكون هدية قيّمة ترمز إلى الشّهر الفضيل وتقدّم في مناسبة عيد الفطر أيضاً.
«إنّنا نهدف لتحويل مدينة صيدا إلى مركز ثقافي سياحي يستقطب اللبنانيين من شماله إلى جنوبه ويساهم في إحياء سياحتنا الداخلية». تقول النائب بهية الحريري التي ترافق زوارها في جميع خطواتهم وتتقدّمهم في مسيرتهم وهي تشرح لهم عن كل محطة من محطات برنامجها الترفيهي الثّقافي خصائص هذه المدينة وتاريخ معالمها الشّهيرة.
أمّا أهالي صيدا الذين يستقبلونك بحفاوة فهم لا يتوانون عن تقديم المساعدة لضيوفهم وأيضاً مرافقتهم إلى المكان الذين يقصدونه في حال أضاعوا وجهتهم السّياحية في زحمة الشّهر الكريم. وهم يفتخرون بأدائهم هذا النّابع من محبتهم للآخر كونهم يريدون أن يكونوا نموذجاً يحتذى به في مدينتهم.
وبين جرن «البوظة العربية» التي تحضّر على أصولها من خلال دقّها بمطرقة خشبية ثقيلة الوزن، ورائحة حلويات «معمول المد»، وعرانيس الذرة المشوية والمسلوقة، تطالعك تحضيرات أخرى ترتبط بعيد الفطر تقام بالقرب من منطقة «خان الفرنج». فزائرها سيستمتع بـ«بحر العيد»، وهو تقليد صيداوي اعتاد الأهالي على إقامته أيام عيد الفطر. وهو كناية عن مساحة شاسعة مخصّصة لأفراد العائلة، ولا سيما للأولاد الذين ستكون لديهم الفرصة لتمضية أيام العيد ضمن مدينة ترفيهية نموذجية وشعبية ترتفع فيها المراجيح ودواليب الهواء والألعاب البلاستيكية وتخوّلهم اللعب مجاناً.
صيدا اللبنانية «مدينة رمضانية» تتلألأ باحتفالات العيد
تفتح أبوابها بالمناسبة استعداداً لانطلاق «بحر العيد»
صيدا اللبنانية «مدينة رمضانية» تتلألأ باحتفالات العيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة