وثق باحثون من جامعة كمبردج أول دليل على إصابة بشرية بديدان طفيلية، يرجع تاريخها إلى نحو أكثر من 7 آلاف عام في عصر ما قبل التاريخ، وذلك في قرية «جاتال هويوك» جنوب الأناضول بتركيا.
ومنذ نحو 10 آلاف عام في منطقة الشرق الأدنى تخلى الناس عن الصيد والتفتوا إلى الزراعة، وافترض الدكتور بيرس ميتشل من قسم الآثار في كمبردج، أن هذا التغيير في نمط الحياة أدى إلى تغيير مماثل في أنواع الأمراض التي أصابتهم، وبما أن قرية جاتال هويوك كانت واحدة من أكبر وأكثر القرى كثافة سكانية في وقتها، واشتهر سكانها بأنهم من المزارعين الأوائل، فإن بيرس رأى أنها يمكن أن تكون المكان المناسب لفرضيته.
وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «العصور القديمة» (Antiquity) نهاية الأسبوع الماضي (31 مايو/ أيار)، فحص باحثوا كمبردج قطعاً من البراز البشري (الكوبروليت) تم العثور عليها في القرية ويعود تاريخها من 7100 إلى 6150 قبل الميلاد، ليظهر التحليل المجهري الإضافي أن بيض «الدودة السوطية» كان موجوداً في اثنين من «الكوبروليت»، ما يدل على إصابة أشخاص من قرية ما قبل التاريخ بهذا الطفيل المعوي.
ويبلغ طول هذه الدودة من 4 إلى 5 سم، وتنتقل مع الطعام والشراب الملوثين ببراز المصابين، ويحتاج بيضها إلى ما لا يقل عن 10 أيام خارج الجسم ليتطور إلى أجنة ولا تفقس إلا في داخل الأمعاء، ويمكن أن تؤدي الإصابة الشديدة بالديدان البيضاء إلى فقر الدم والإسهال والنمو المتوقف ونقص الذكاء لدى الأطفال.
ووفرت البيئة فرصة مناسبة للتلوث بهذه الدودة الطفيلية، حيث تم ابتكار المرحاض لأول مرة في الألفية الرابعة قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين، أي بعد 3 آلاف عام من ازدهار قرية «جاتال هويوك»، ويعتقد أن الأشخاص الذين كانوا يعيشون فيها إما قضوا حاجتهم في القمامة، أو حملوا برازهم من منازلهم إلى منتصف السفينة في وعاء أو سلة للتخلص منه، كما ترى ماريسا ليدجر، الباحثة الرئيسية في الدراسة.
وتقول ليدجر في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «كنا نتوقع أن يعرض هذا المسلك السكان لخطر الأمراض التي تنتشر عن طريق الاتصال بالبراز البشري، ويشرح سبب تعرضهم للإصابة بالديدان السوطية».
وتضيف: «لم يتمكن الناس من تسجيل هذه الأمراض التي عانوا منها لأن اختراع الكتابة حدث بعد 3 آلاف عام من وجود قرية (جاتال هويوك)، ويتيح هذا البحث لأول مرة تخيل الأعراض التي شعر بها بعض ممن عايشوا عصر ما قبل التاريخ الذين أصيبوا بهذه الدودة».
وتصف إيفيلينا أناستاسيو هذا الإنجاز قائلة: «لقد كانت لحظة خاصة عندما نجحنا في رصد بيض الطفيليات الذي يزيد عمره على 7 آلاف عام داخل عينة البراز».
وتشرح كيف تأكدوا أن العينات التي رصدوها هي لبراز بشري وليس لحيوان، مضيفة: «ساعدتنا وحدة مطياف الكتلة بجامعة بريستول، حيث عثرنا على عناصر السترويد والأحماض الصفراوية، وهي مؤشرات على أن العينات كانت من أصل بشري».
8:18 دقيقة
أول إصابة بشرية بديدان طفيلية كانت قبل 7 آلاف عام
https://aawsat.com/home/article/1751216/%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D9%82%D8%A8%D9%84-7-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%B9%D8%A7%D9%85
أول إصابة بشرية بديدان طفيلية كانت قبل 7 آلاف عام
تعود إلى عصر ما قبل التاريخ
- القاهرة: حازم بدر
- القاهرة: حازم بدر
أول إصابة بشرية بديدان طفيلية كانت قبل 7 آلاف عام
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة