التفاهم «معدوم» بين أوزيل وإيمري... وإدارة آرسنال صامتة

اللاعب يواصل تقديم أداء سيئ... والمدرب لا يحظى بتأييد غالبية الجماهير

أوزيل على مقاعد البدلاء بعد أن تم استبداله في نهائي الدوري الأوروبي
أوزيل على مقاعد البدلاء بعد أن تم استبداله في نهائي الدوري الأوروبي
TT

التفاهم «معدوم» بين أوزيل وإيمري... وإدارة آرسنال صامتة

أوزيل على مقاعد البدلاء بعد أن تم استبداله في نهائي الدوري الأوروبي
أوزيل على مقاعد البدلاء بعد أن تم استبداله في نهائي الدوري الأوروبي

بينما كان اللاعب الألماني مسعود أوزيل يسير وهو يحني رأسه حول الملعب بعد نهاية المباراة النهائية للدوري الأوروبي التي خسرها آرسنال أمام تشيلسي بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد في باكو، كان من المناسب أن نتساءل عما حدث لأوزيل وما ستكون عليه الأمور بالنسبة له خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنه لم يعد صانع الألعاب القادر على قيادة فريقه داخل الملعب، ولم يعد يقدم اللمحات الفنية الجميلة التي كان يبهرنا بها، ولم يعد قادراً على تمرير الكرات البينية القاتلة لزملائه، إلى الدرجة التي تفرض علينا أن نشاهد مقاطع فيديو لمهارات وإمكانات اللاعب في سنوات سابقة لكي نتذكر ما كان يقدمه مع «المدفعجية» عندما كان في أفضل حالاته.
وبعد الأداء المتواضع لأوزيل في الفترة الأخيرة، خصوصاً أمام تشيلسي، فإن كثيراً من الأسئلة تطرح نفسها الآن مثل: ما الذي حدث لأوزيل؟ وكيف لم يعد قادراً على التمرير بالشكل الذي كان يقوم به في السابق؟ وما الذي عطل رؤيته الثاقبة داخل المستطيل الأخضر؟ ومن الممكن أن تكون هناك أسئلة أكثر شدة وقسوة على صانع الألعاب الألماني، خصوصاً أن اللاعب الذي كان يقوم بدوره نفسه في نادي تشيلسي، وهو النجم البلجيكي إيدن هازارد، كان يصول ويجول داخل الملعب وساعد فريقه بشكل واضح على السيطرة على مقاليد الأمور في منتصف الملعب. وقد قطع هازارد رحلة معاكسة تماماً لرحلة أوزيل، حيث سينتقل اللاعب البلجيكي من الدوري الإنجليزي الممتاز لنادي ريال مدريد، عكس أوزيل الذي انتقل من النادي الملكي إلى إنجلترا.
وعندما تعاقد آرسنال مع أوزيل عام 2013، كان يُنظر إلى اللاعب الألماني على أنه قادر على تغيير نتيجة أي مباراة، وقد أثبت بالفعل أنه قادر على ذلك، بل وتحول إلى «رمز» على رغبة آرسنال في التعاقد مع أبرز المواهب الكروية وعلى طموح النادي في المنافسة على البطولات خلال المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي أدى إلى التعاقد في الموسم التالي مع النجم التشيلي أليكسيس سانشيز. وقد قدم اللاعبان معاً أداء رائعاً لفترة من الوقت.
وقد تغيرت الأمور تماماً في اللحظة التي قرر فيها المدير التنفيذي لآرسنال، إيفان غازيديس، توقيع عقد جديد بمقابل مادي خرافي مع أوزيل في يناير (كانون الثاني) 2018 حتى يتجنب الفريق رحيل أفضل لاعبين في صفوفه في الوقت نفسه بعد نهاية عقديهما مع النادي، بالشكل الذي حدث هذا الموسم مع آرون رامزي. وبالطبع، رحل غازيديس بعد بضعة أشهر، لكن تبين أن الصفقة التي أبرمها مع أوزيل قد وضعت النادي في مشكلة كبيرة تتفاقم بمرور الوقت ولا يعرف النادي كيف يتعامل معها.
وبموجب هذا التعاقد، يحصل أوزيل على راتب أسبوعي يصل إلى 350 ألف جنيه إسترليني، وهو المبلغ الذي لا يستطيع النادي تحمله في الوقت الذي لا يحقق فيه عائدات مالية كافية. وتشير الإحصائيات إلى أن أوزيل قد أسهم في 9 أهداف مع آرسنال هذا الموسم، بما في ذلك عدد الأهداف التي سجلها أو صنعها. وفي المواسم الثلاثة السابقة، كان عدد الأهداف التي أسهم فيها أوزيل قد وصل إلى 19 و26 و28 بالترتيب، وهو ما يشير إلى أن مستوى اللاعب قد انخفض بشكل ملحوظ في الموسم الأخير. ولم يصنع أوزيل سوى 3 أهداف فقط في موسم 2018 - 2019، رغم أنه يلعب خلف مهاجمين خطيرين للغاية، وهما بيير إيمريك أوباميانغ وألكسندر لاكازيت اللذين يسجلان أهدافاً بشكل منتظم.
وهنا تكمن المشكلة الإضافية: من الواضح أن أعلى اللاعبين أجراً في الفريق والمدير الفني الإسباني أوناي إيمري لا يوجد بينهما تفاهم بأي شكل من الأشكال. وبعد مرور عام على تولي إيمري المهمة الصعبة لتدريب آرسنال، وفي ظل قليل من الأدلة التي تشير إلى تحسن أداء ونتائج الفريق، وفي ظل فشله في قيادة آرسنال للتأهل لدوري أبطال أوروبا - وهو الهدف الأساسي للنادي - فقد بدأت القاعدة الجماهيرية للنادي تتساءل عما إذا كان إيمري هو الخيار المناسب لتولي قيادة الفريق أم لا.
ومن السهل التغلب على هذه الأفكار في ثقافة كرة القدم الحديثة، حيث لا يزال مستقبل المدير الفني الإيطالي ماوريسيو ساري مع تشيلسي محل كثير من الشكوك رغم قيادته للبلوز لاحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وفوزه بلقب الدوري الأوروبي (وهما الهدفان اللذان كانا متاحين أمام إيمري قبل شهر من الآن، لكنه فشل في تحقيق أي منهما).
وقد بدأ البعض على شبكة الإنترنت يشبه إيمري ببروس ريوتش، الذي تولى قيادة آرسنال بعد مدير فني قوي وناجح لكنه أقيل من منصبه بعد موسم واحد فقط رغم الجهود الكبيرة التي بذلها. وكان بروس ريوتش هو «الضحية» في عام 1996. عندما لم يتمكن نجم الفريق آنذاك، إيان رايت، من التفاهم معه، وبالتالي قرر آرسنال السير في طريق مختلفة عن طريق إقالة ريوتش وتعيين فينغر. ويجب أن نعترف بأن الوقت كان يختلف كثيراً عما عليه الآن، حيث كان آرسنال في ذلك الوقت لديه مجلس إدارة قوي وطموح ومستعد لاتخاذ قرارات صعبة.
ويبدو أن الأمور لن تكون جيدة بالنسبة لآرسنال الموسم المقبل عندما يحاول إيمري أن يبذل أقصى ما في وسعه لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح، في الوقت الذي يقضي فيه أوزيل الوقت لمجرد الحصول على هذا المقابل المادي الكبير. لكن سيكون من المفاجئ أن نرى مجلس إدارة النادي يقوم بشيء ما، بطريقة أو بأخرى، من أجل إنهاء هذا الوضع.
لقد حاول إيمري جاهداً مساعدة أوزيل على تقديم أفضل ما لديه عندما تولى قيادة آرسنال. وكان يبدو أن هذا الأمر مهم على نحو خاص لأن اللاعب كان يمر بأزمة شخصية في حياته المهنية في ذلك الوقت، وتم استبعاده من المشاركة مع منتخب ألمانيا في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. وشعر أوزيل أنه تم استبعاده من صفوف منتخب بلاده بسبب العنصرية لأنه من أصول تركية. لكي إيمري قدم له يد العون وأخبره بأنه يحظى باحترام كبير في آرسنال وبأنه يريد منه أن يستمتع بكرة القدم التي يقدمها مع الفريق، بل وقرر إيمري منحه شارة قيادة الفريق والقميص رقم 10، حتى يشعر اللاعب بمدى أهميته، لكن كل ذلك لم يكن له تأثير كبير على أرض الواقع في حقيقة الأمر.
ويمكن القول إن إيمري وأوزيل مختلفان ومتناقضان تماماً فيما يتعلق بفكرة العمل الجاد في كرة القدم، فبعد فترة من ابتعاد أوزيل عن المشاركة والرغبة في تحفيزه على العودة بقوة، عاد اللاعب ليشارك في المباريات لكنه لم يقدم أبداً الأداء المنتظر منه تحت قيادة إيمري، وقد ظهر ذلك بشكل واضح للغاية في نهائي الدوري الأوروبي أمام تشيلسي. والآن، يبلغ أوزيل من العمر 30 عاماً، ومن المؤكد أن وضعه داخل الفريق يعد مسألة مهمة للغاية لآرسنال، لكن الحقيقة هي أن مجلس الإدارة غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الشأن.


مقالات ذات صلة

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)

نتائج «إنفيديا» المنتظرة... هل تواصل الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي؟

تستعد شركة «إنفيديا»، العملاق الأميركي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الكمبيوتر، للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
رياضة عالمية إيثان نوانيري أحد أبناء أكاديمية آرسنال الذين يشاركون الآن مع الفريق الأول (أ.ف.ب)

إيثان نوانيري... متى تقدم الأندية الكبرى مواهبها؟

إن ترقية لاعبي الأكاديميات إلى الفريق الأول للنادي يمكن تبسيطها بسهولة إلى حكم على الموهبة.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فريق آرسنال للسيدات يخوض مباراة دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ خارج ملعب الإمارات (رويترز)

نقل مباراة فريق آرسنال للسيدات ضد بايرن ميونيخ إلى ميدو بارك

تم نقل مباراة فريق آرسنال للسيدات في دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ إلى ميدو بارك، لتجنب الصدام مع فريق الرجال في استاد الإمارات.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية التعادل حكم ديربي لندن بين تشيلسي وآرسنال في «ستامفورد بريدج» (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: آرسنال يتراجع في سباق اللقب

تراجع آرسنال في سباق اللقب بعد تعادله مع مضيفه وجاره تشيلسي 1 - 1، الأحد، في ختام المرحلة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».