تستعد شركة «إنفيديا»، العملاق الأميركي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الكمبيوتر، للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث، الأربعاء؛ مما يثير اهتماماً كبيراً في الأسواق المالية. ومع تقييم سوقي يتجاوز 3.6 تريليون دولار، تهيمن «إنفيديا» الآن على قطاع التكنولوجيا، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية.
الأسواق تترقب النتائج بشدة، حيث من المتوقع أن تتفوق الشركة على تقديرات الأرباح مع وصول الإيرادات إلى نحو 33.2 مليار دولار؛ ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 84 في المائة. ويعتمد هذا النمو بشكل كبير على زيادة إيرادات مراكز البيانات إلى الضعف. ومع هذه التوقعات، يُتوقع أن ترفع الشركة توجيهاتها للربع الرابع؛ مما قد يعزز جاذبية أسهمها في الأسواق العالمية. وقد ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنسبة 5 في المائة قبيل إعلان النتائج، وزاد سعر السهم تقريباً ثلاث مرات منذ بداية عام 2024.
وبدأت «إنفيديا» في تحقيق نجاح كبير مع طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أطلقتها شركة «أوبن إيه آي» في بداية 2023، حيث أصبحت الشركة في قلب هذه الثورة التكنولوجية؛ مما دفع أسهم شركات الرقائق الأخرى والسوق الأوسع للارتفاع. ومع ذلك، تبقى تساؤلات حول قدرتها على استعادة الزخم التكنولوجي بعد تراجع السوق، خصوصاً بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات.
ويرى الخبراء أن نتائج «إنفيديا» ستكون محورية في تحديد مسار أسواق التكنولوجيا في الأسابيع المقبلة. وأشارت شاروا تشانا، كبيرة استراتيجيات الاستثمار في «بنك ساكسو»، إلى أن «التوقعات عالية بشكل مفهوم نظراً لدور (إنفيديا) المركزي في ثورة الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع هيكلي يفتقر إلى المنافسة حتى الآن».
لكن، رغم القوة التي تتمتع بها «إنفيديا»، فإن الشركة ليست محصنة ضد التقلبات. فقد شهدت أسهمها انخفاضاً بنسبة 2 في المائة بعد عرضها رقائق «بلاكويل» في مارس (آذار) الماضي، حيث شعر المستثمرون بخيبة أمل من بعض التفاصيل التي لم ترتقِ إلى التوقعات. لذا؛ فإن النتائج المقبلة ستوفر إشارات حاسمة حول ما إذا كانت «إنفيديا» قادرة على الحفاظ على زخمها في ظل هذه التوقعات المرتفعة.
وعليه، تعدّ أرباح «إنفيديا» بمثابة اختبار مهم لسوق التكنولوجيا بشكل عام، حيث من المرجح أن تؤثر في معنويات السوق وتوجهات الشركات الكبرى في القطاع.