اعتقالات في القدس عشية مسيرة الأعلام

TT

اعتقالات في القدس عشية مسيرة الأعلام

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس السبت، نحو 20 فلسطينياً من عدة بلدات في مدينة القدس.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن «قوات إسرائيلية داهمت عدداً من بلدات وقرى القدس، وشرعت في حملة اعتقال لعدد من الشبان المقدسيين».
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، إن الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال «احترازية» بهدف تأمين احتفالات المستوطنين بما يسمى «يوم توحيد القدس» المقرر الأحد. وتأتي هذه الاعتقالات الإسرائيلية لتأمين الاحتفالات في القدس لـ«مسيرة الأعلام» اليوم الأحد، وفي هذا اليوم تتركز الاحتفالات الإسرائيلية في كون مدينة القدس مركزاً للتأريخ اليهودي.
وتثير المسيرة مخاوف من مواجهات بسبب مرورها في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس. وفي السنوات الماضية، أدت المسيرة إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس الشرقية. وتزامنت الاعتقالات مع دعوات مكثفة لجماعات الهيكل المزعوم لأنصارها وجمهور المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الأقصى صباح الأحد، وتزامناً مع مسيرات بأعلام الاحتلال تنفذها الجماعات اليهودية في المدينة المقدسة في ذكرى ما يسمى توحيد القدس أو «يوم القدس».
و«مسيرة الأعلام»، هي مسيرة سنوية تنظم في مدينة القدس وتمر عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة، للاحتفال بضم إسرائيل للقدس الشرقية خلال حرب 1967. ويشارك بالمسيرة على وجه الخصوص فتيان يهود متدينون، وقد أدى مرور المسيرة في الحي الإسلامي في الماضي إلى توتر شديد وأحياناً إلى صدامات. وعادة يطلب من الفلسطينيين أصحاب المحلات التجارية الواقعة في طريق المسيرة، إغلاق متاجرهم في وقت مبكر، كما يضطر السكان الفلسطينيون إلى البقاء داخل منازلهم أثناء مرور المتشددين الإسرائيليين بالأعلام الإسرائيلية.
وسيتم تنظيم «مسيرة الأعلام» هذا العام في 2 يونيو (حزيران)، ما يتزامن مع آخر أيام شهر رمضان المبارك. وسيشهد، اليوم الأحد، خروج عشرات آلاف الإسرائيليين الذين يأتون للقدس للمشاركة في مسيرة الأعلام، حيث يرفعون الأعلام الإسرائيلية ويجوبون بها شوارع القدس. وعادة ما تخرج مسيرة مضادة لمسيرة المستوطنين من قبل نشطاء فلسطينيين.
يشار إلى أن «مسيرة الأعلام» تأتي على خلفية «يوم القدس العالمي» حيث أحيا عشرات الآلاف في أماكن مختلفة «يوم القدس العالمي»، منددين بخطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط التي وصفها الرئيس دونالد ترمب بأنها «صفقة القرن».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».