«السياحة» تطالب بلغاريا بمراجعة إرشادات السفر لمصر

TT

«السياحة» تطالب بلغاريا بمراجعة إرشادات السفر لمصر

طالبت وزارة السياحة في مصر، أمس، «الحكومة البلغارية بإعادة النظر في إرشادات السفر التي تضعها الخارجية البلغارية على بعض المناطق في مصر»، جاء ذلك خلال توقيع الدكتورة رانيا المشاط، وزير السياحة المصرية، ونظيرتها البلغارية نيكولينا أنجلكوفا، مذكرة تفاهم تعاون بين البلدين، لتعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في التنمية الاقتصادية ونمو قطاع السياحة. وقالت المشاط إن «تعزيز أوجه التعاون في مجال السياحة بين مصر والدول الأخرى، وإعادة صياغة وتطوير العلاقات مع المؤسسات الدولية هو أحد العناصر الرئيسية لمحور الإصلاح المؤسسي ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة». وزار الرئيس البلغاري رومن رداف، مصر، في مارس (آذار) الماضي، وقام بزيارة منطقة الأهرامات وأبو الهول ودخل الهرم الأكبر، وأعرب عن إعجابه بالحضارة المصرية القديمة.
من ناحيتها، قالت وزيرة السياحة البلغارية، إنها «بصدد زيارة مصر في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على رأس وفد سياحي، وعدد من نواب البرلمان البلغاري من لجنة السياحة والطيران، بالإضافة إلى مجموعة من المستثمرين بقطاع السياحة»، مشيرة إلى أنه «جارٍ الآن دراسة إمكانية إقامة توأمة سياحية بين مدينتي الإسكندرية المصرية وبورغاس البلغارية».
وناقش الجانبان خلال توقيع المذكرة، أمس، إمكانية تنظيم رحلات تعريفية بين البلدين، والترويج السياحي لمصر داخل بلغاريا، لإبراز تنوع وغنى المنتجات والأنماط السياحية المصرية المختلفة، وتعريف الشعب البلغاري بها. كما تطرق الحديث إلى «برنامج تحفيز الطيران الجديد الذي أطلقته وزارة السياحة المصرية، ودوره في دفع مزيد من الحركة السياحية إلى مصر»، حيث أشارت وزيرة السياحة البلغارية إلى أهمية مثل هذا البرنامج في زيادة حركة السياحة بين الدول.
يشار إلى أن بنود مذكرة التفاهم تتضمن أيضاً تبادل الطرفين المعلومات المتعلقة بتنظيم الأحداث الدولية، والمشاركة فيها، بهدف الترويج للمنتجات السياحية، مثل المعارض والمؤتمرات السياحية السنوية التي يتم تنظيمها في البلدين.
ووفقاً لبنود مذكرة التفاهم، حسب الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على موقع التواصل «فيسبوك»، أمس، «فقد تم الاتفاق بين وزارتي السياحة المصرية والبلغارية على التعاون في عدد من المجالات؛ من بينها تطوير البنية التحتية السياحية في البلدين من خلال تبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال، وتبادل أفضل الممارسات فيما يتعلق بأنشطة السياحة المستدامة، أخذاً في الاعتبار جميع الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ذات الصلة، إضافة إلى تبادل المعلومات فيما يتعلق بأساليب تطوير الأنشطة السياحية التي تهدف إلى جذب الحركة السياحية من الأسواق السياحية مثل الصين، وكوريا، واليابان، والهند، وأستراليا، والأميركتين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.