ولي العهد السعودي: اليونيسكو وجدان العالم ودورها تربية النشء على القيم الإنسانية وثقافة الحوار والسلام

المديرة العامة لليونيسكو شكرت السعودية لمد يد العون لها.. وأشادت بمبادرة الملك عبد الله للحوار بين الثقافات والأديان

الأمير سلمان بن عبد العزيز والمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا لدى زيارة ولي العهد السعودي مقر المنظمة أمس (صورة خاصة بـ «الشرق الأوسط»)
الأمير سلمان بن عبد العزيز والمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا لدى زيارة ولي العهد السعودي مقر المنظمة أمس (صورة خاصة بـ «الشرق الأوسط»)
TT

ولي العهد السعودي: اليونيسكو وجدان العالم ودورها تربية النشء على القيم الإنسانية وثقافة الحوار والسلام

الأمير سلمان بن عبد العزيز والمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا لدى زيارة ولي العهد السعودي مقر المنظمة أمس (صورة خاصة بـ «الشرق الأوسط»)
الأمير سلمان بن عبد العزيز والمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا لدى زيارة ولي العهد السعودي مقر المنظمة أمس (صورة خاصة بـ «الشرق الأوسط»)

كان النشاط الأبرز للأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، في اليوم الأخير من زيارته لفرنسا التي غادرها بعد ظهر أمس، الكلمة المهمة التي ألقاها في مقر منظمة اليونيسكو للتربية والعلوم والثقافة بحضور مدير عام المنظمة الدولية والمندوبين العرب والأجانب لديها والوفد السعودي المرافق وشخصيات فكرية واجتماعية وإعلامية والكثير من الطلاب والسعوديين المقيمين في فرنسا. وجاءت رقصة العرضة التي أدتها فرقة جاءت خصيصا من السعودية والمعرض الذي أقيم بهذه المناسبة في إحدى قاعات المنظمة لتعطي نكهة طيبة ليوم المملكة السعودية في اليونيسكو.
وكان في استقبال ولي العهد السعودي في زيارته الرسمية الأولى للمنظمة، مديرتها العامة إيرينا بوكوفا، ورئيس المجلس التنفيذي محمد سامح ومساعد بوكوفا للعلاقات الخارجية أريك فالت، والدكتور زياد الدريس ومندوب السعودية لدى المنظمة، وكبار المسؤولين في المنظمة.
وشدد الأمير سلمان في كلمته على دور اليونيسكو في «صون السلم والأمن بالعمل عن طريق التربية والتعليم والثقافة لتوثيق عرى التعاون بين الأمم والإسهام في تربية النشء على القيم الإنسانية ومفاهيم ثقافة الحوار، والسلام، والتنمية، وبما يحقق العيش المشترك». وأشار ولي العهد العلاقة القديمة التي تربط السعودية باليونيسكو منذ نشأتها وإلى مبادرة الملك عبد الله الهادفة إلى تعزيز ثقافة الحوار الأمر الذي تبدى من خلال إطلاق «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الأديان والثقافات» اعتمادا «على القيم الإسلامية المتمثلة بالتسامح والاعتدال والحوار ونبذ العنف».
وحث الأمير سلمان المنظمة الدولية على «تفعيل قراراتها الدولية بشأن حماية المسجد الأقصى الشريف من التخريب والاعتداء الإسرائيلي» الذي يطاله كل يوم، و«حماية كل الآثار والكنوز الحضارية الغالية علينا جميعا في أرض فلسطين».
وفي سياق مواز، ثمّن ولي العهد تخصيص اليونيسكو احتفالية «اليوم العالمي للغة العربية» ما يعكس «الوعي بقيمة اللغة العربية وأهميتها الحضارية». كذلك نوه بالتعاون الوثيق القائم بين المملكة واليونيسكو الأمر الذي تمثل بتسجيل مدائن صالح والدرعية القديمة وجدة التاريخية في لائحة التراث العالمي.
وختم الأمير سلمان بتأكيد أن اليونيسكو «ممثلة لوجدان العالم» متمنيا لها التوفيق في «تحقيق الأهداف الإنسانية والأخلاقية التي ننشدها جميعا في هذا الكون الفسيح».
وكانت المديرة العامة لليونيسكو البلغارية إيرينا بوكوفا قد ألقت كلمة ترحيبية بالأمير سلمان في «بيت الحوار والسلام» وأشادت بمبادرة الملك عبد الله للحوار ودعمه للمنظمة الدولية عادة أن حضور ولي العهد «دليل على التعاون الوثيق بين الطرفين».
وشكرت بوكوفا السعودية خصوصا لمدها يد العون عندما قررت الولايات المتحدة قطع مساهماتها المالية لها بسبب تصويت اليونيسكو لصالح قبولها فلسطين عضوا كامل العضوية.
وعدت بوكوفا أن القواسم المشتركة بين الثقافات والحضارات أقوى وأكثر من تلك التي تفرق، مضيفة أن السعودية «مفترق للحضارات وطرق القوافل وتذكرنا بأن كافة الثقافات تنهل الواحدة من الأخرى». وختمت بوكوفا التي زارت السعودية في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالتذكير بما قاله الملك عبد الله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2008 عند إطلاقه مبادرة الحوار، حيث قال: إن «الله خلق الأديان من أجل الإنسانية وليس من أجل نشر الحزن». وفاجأت بوكوفا الحضور بالترحيب بالأمير سلمان باللغة العربية.
وقبل كلمة بوكوفا، عُرض فيلم قصير عن العلاقات بين الرياض والمنظمة الدولية وما قامت به السعودية من إطلاق برنامج الملك عبد الله لثقافة الحوار والسلام وبرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية وللمواقع التاريخية التي أدرجتها اليونيسكو في لائحة التراث العالمي. وبالمقابل، أشار الفيلم لقيام اليونيسكو بإيجاد 13 كرسيا تعليميا في كبريات الجامعات السعودية وإطلاق برنامج جودة التعليم ولتواصل المعارض والأيام الثقافية السعودية في اليونيسكو. ومن جهته، وصف الدكتور زياد الدريس اليونيسكو بأنها أصبحت «ضمير العالم» حيث «تلتقي الثقافات واللغات والانتماءات الدينية والقومية والوطنية تحت سقف واحد في نموذج مصغر للعالم الذي نتمناه وننشده» وأضاف: «هنا السعودية قبلة العالم، حيث مكة المكرمة القبلة التعبّدية لملايين المسلمين، والقبلة الحضارية لملايين ملايين البشر الذين عرفوا الإسلام وآمنوا بقيمه وتأثروا بثقافته، وأسهموا في حضارته حتى وهم من غير المسلمين، أتحدث عن الإسلام الحقيقي النقي، لا الإسلام الذي تسمعون عنه في نشرات الأخبار، الإسلام الذي جاء ليحيي الإنسان لا ليقتله، ولأجل هذه الرسالة قامت السعودية، التي يمثلها هذا الأمير الكبير، على مهبط الإسلام لتخدم مبادئ السلام».
وكان الأمير سلمان استقبل في مقر إقامته صباحا، رئيس وأعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية برئاسة الدكتور دليل بوبكر، عمدة مسجد باريس الكبير. وضم الوفد محمد موسوي، رئيسه الشرفي ورئيس اتحاد المساجد في فرنسا ونائب الرئيس أنور كبيباش ومحمد أوغرا، النائب الثاني وكامل قبطان، مسؤول مسجد مدينة لوين الكبير وأعضاء آخرين.
وقال أحد الحاضرين لـ«الشرق الأوسط» إن الأمير سلمان حرص على نقل رسالة أساسية تركزت على «ضرورة التزام المجلس بالإسلام المعتدل» لأنه «دين تسامح وتعايش» وأهمية نبذ وإدانة الإرهاب البعيد كل البعد عن الإسلام الحقيقي. كما عرض جهود المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتوفير سبل الراحة للحجيج.
وأشار ولي العهد إلى أن الملك عبد الله «مستعد لمساعدة ومواكبة جهود الجالية الإسلامية» كما أن المملكة «مستعدة للقيام بواجبها إذا كانت هناك حاجة».
وقال بوبكر «إن السعودية تمثل المحور الأهم في العالم الإسلامي» شاكرا لولي العهد لفتته باستقبال وفد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وتمنى بوبكر أن تساعد المملكة في تسهيل وصول الحجاج من فرنسا إلى الشعائر المقدسة ومن ذلك التغلب على عقبة الجوازات الجديدة «Biometrique» كما قام رئيس المجلس بتسليم رسالة خطية إلى الأمير سلمان. وأشار محمد موسوي من جانبه إلى أن اللقاء «التفاتة طيبة من المملكة إزاء الجالية المسلمة في فرنسا» وأن تشديد ولي العهد على محاربة نبذ التعصب وإدانة الإرهاب «سيكون له أحسن الوقع» لدى مسلمي فرنسا.
حضر لقاءات ولي العهد السعودي يوم أمس، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له، والدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة، والدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية، والفريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان العامة، والدكتور محمد آل الشيخ سفير السعودية لدى فرنسا.



«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
TT

«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)

أعلنت «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، الخميس، إيقاف قاض وكاتب عدل وضباط وموظفين في جهات حكومية وخاصة بعد مباشرتها عدة قضايا جنائية خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن العمل جارٍ لاستكمال الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها.

وأوضحت الهيئة في بيان، أنه جرى بالتعاون مع وزارة العدل، القبض على قاضٍ بمحكمة عامة لحظة تسلمه مبلغ 670 ألف ريال من أصل مليون ريال مقابل إنهاء قضية منظورة لمواطن بشأن نزع مالي بقيمة 19 مليون ريال بمساعدة قاضٍ آخر يعمل بالمحكمة ذاتها «تم إيقافه»، كذلك كاتب عدل ومواطن لحصولهما على 4 ملايين و461 ألفاً و500 ريال لإفراغ أرض بطريقة غير نظامية.

وأشارت إلى إيقاف موظف بكلية صناعية لاستيلائه على مكافآت شهرية عائدة لطلاب منتهية علاقتهم بها بلغت قيمتها مليوناً و492 ألفاً و72 ريالاً من خلال قيامه بالتلاعب في كشوفات الصرف بإضافة حسابات بنكية لأقاربه ومعارفه، واشتراكهم معه مقابل حصولهم على نصف المبلغ، وموظف بشركة متعاقدة مع هيئة حكومية لحظة تسلمه 150 ألف ريال من مالك كيان تجاري متعاقد مع الشركة بمشروع صيانة تابع للهيئة مقابل صرف مستحقات مالية بمبلغ يفوق 800 ألف ريال.

وأضافت الهيئة أنه تم بالتعاون مع وزارة الداخلية، القبض على ضابط برتبة رائد يعمل بـ«مديرية السجون» لحظة تسلمه 60 ألف ريال من أصل 100 ألف ريال من وكيل موقوف أجنبي بسجن الإبعاد مقابل إطلاق سراحه وعدم إبعاده، وضابط صف بمركز شرطة لحصوله على 100 ألف ريال من مقيمين لحفظ قضيتهم وعدم إحالتها للنيابة العامة، وموظف سابق بالأحوال المدنية لتسلمه 20 ألف ريال لإصدار تعميد لكيان تجاري بالشراء المباشر بطريقة غير نظامية، وضابط صف يعمل بالدوريات الأمنية لاستيقافه مقيماً والاستيلاء على 30 ألف ريال.

ونوّهت بإيقاف موظفين اثنين يعملان بأمانة محافظة لحصولهما على 15 ألف ريال من مواطن «وسيط - تم إيقافه» لإنهاء إجراءات معاملة إصدار شهادة إشغال موقع يملكه رجل أعمال «تم إيقافه»، وعمدة حي لحظة تسلمه 800 ريال للتصديق على نموذج كفالة لمواطن، وموظف بـ«هيئة المواصفات» لحظة تسلمه 6 آلاف ريال لإنهاء إجراءات معاملة بطريقة غير نظامية، وموظف بإحدى الهيئات الملكية لإصداره خطاباً من بلدية موجهاً لمحكمة عامة يتضمن معلومات غير صحيحة تثبت ملكيته لعقار، وترتب على ذلك صدور صك لصالحه بذلك.

وبيّنت أنه جرى بالتعاون مع رئاسة أمن الدولة، إيقاف موظف يعمل بقوات الأمن الخاصة لاستيلائه على أجهزة حاسب آلي وملحقاتها من مقر عمله، كما تم بالتعاون مع «وزارة الشؤون الإسلامية»، إيقاف موظف يعمل بالوزارة لتلاعبه في مسيرات رواتب المتعاقدين لاختلاس مبالغ مالية من خلال إضافة حسابات بنكية لأقارب زميل يعمل معه «تم إيقافه» بغرض التمويه عن مصدرها واقتسام المبالغ بينهما.

وأكدت الهيئة استمرارها في رصد وضبط كل من يتعدى على المال العام أو يستغل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصية أو للإضرار بالمصلحة العامة ومساءلته حتى بعد انتهاء علاقته بالوظيفة؛ كون جرائم الفساد المالي والإداري لا تسقط بالتقادم، مشددة على مضيها في تطبيق ما يقتضي به النظام بحق المتجاوزين دون تهاون.