خبراء أميركيون يدرسون أنفاق «حزب الله» للاستفادة منها

TT

خبراء أميركيون يدرسون أنفاق «حزب الله» للاستفادة منها

قام وفد من كبار الخبراء في الجيش الأميركي، أمس الخميس، بجولة داخل أكبر الأنفاق التي حفرتها قوات «حزب الله» على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وذلك لدراسة التكنولوجيا الإسرائيلية في كشف الأنفاق، والإفادة منها في محاربة ظاهرة الأنفاق التي بدأت تكتشف على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وبعد أن أتم الخبراء دراستهم الميدانية، قامت قوات سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي بسد هذا النفق بالباطون المسلح. وبذلك تكون إسرائيل قد دمرت ستة أنفاق تم الإعلان عن اكتشافها في شهر ديسمبر (كانون الأول) من السنة الماضية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوفد الأميركي العسكري قد التقى مع قائد القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية (الوحدة 300)، العقيد روعي ليفي، الذي شرح آليات اكتشاف الأنفاق. فقال لهم إنه لولا هذا الكشف لكان بيد «حزب الله» سلاح جبار للهجوم على إسرائيل، بواسطة ألوف المقاتلين، الذين خططوا لاقتحام البلدات الإسرائيلية المجاورة في الجليل واحتلالها؛ لكن اكتشافها صدم «حزب الله» وكان بمثابة ضربة قوية على أنفه، موجعة جداً.
وقال ليفي، وهو يقف في قلب النفق الأخير، السادس، الواقع عند قرية رامية في الجنوب اللبناني، ويمتد نحو قرية زرعيت الإسرائيلية في أعالي الجليل، إن «كل الدلائل تشير إلى أن شق هذه الأنفاق تم بعمل النملة، حجراً حجراً، وصخرة صخرة، تم كسرها واقتلاعها ونقلها إلى الخارج. فالحديث يجري عن نفق جبار يعتبر الأضخم الذي حفره (حزب الله)، وصل إلى عمق 82 متراً تحت الأرض، أي بما يعادل عمارة مكونة من 20 طابقاً، وامتد على طول كيلومتر واحد تقريباً، نحو 700 متر في الأراضي اللبنانية، ومسافة 77 متراً داخل الأراضي الإسرائيلية».
وقد شاهدنا هذا النفق من الجانب الإسرائيلي له، وبدا منه أن اكتشافه تم في الوقت الذي كان فيه رجال «حزب الله» في آخر مرحلة منه، حيث كان قد بقي لهم خمسة أمتار حتى يصلوا إلى سطح الأرض. وتركوا وراءهم أدوات الحفر. ومن المشي داخل النفق يتضح أن حافريه اتخذوا كامل الاحتياطات لأمنهم وعافيتهم، إذ وفروا التيار الكهربائي وفتحات التهوية والتنفس، وغرفة استراحة، وسكة حديد. ويستطيع المرء المشي داخل النفق براحة تامة؛ حيث إن ارتفاعه بلغ مترين، وعرضه متر واحد. وعند الخروج من مدخل النفق من الجهة الإسرائيلية يتضح أن المسافة بينه وبين الشارع الرئيس في بلدة زرعيت وبلدة شتولا نحو 70 متراً فقط. مما يعني أنه لو نجح «حزب الله» في الإبقاء على سرية النفق وأراد دخول الجليل، فإنه يستطيع ذلك بكل سهولة.
وقال ليفي إن «رجالات (حزب الله) حفروا هذا النفق بعمل شاق ومرهق، ومهنية عالية من دون شك، ولكن التكنولوجيا الإسرائيلية كانت أقوى منهم، إذ في نهاية المطاف اكتشفنا الأنفاق الستة ودمرناها. الأنفاق التي عملوا عليها ليل نهار طيلة سنوات كثيرة وبسرية عالية، دمرناها لهم خلال بضعة أيام».
وقد لوحظ أن رجالات الجيش اللبناني وجنود قوات الأمم المتحدة ورجال جمعية «أخضر بلا حدود» التابعة لـ«حزب الله»، كانوا يراقبون على بعد مائتي متر ما يجري في مدخل النفق المذكور، عندما حضر الوفد الأميركي وكذلك الصحافيون. وحسب القائد العسكري الإسرائيلي، فإن هناك نحو 25 نقطة مراقبة كهذه على طول الحدود.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أعلنت عن اكتشاف أول أنفاق «حزب الله» في شهر يناير (كانون الثاني) من سنة 2018، وقد نظمت حملة بعنوان «درع شمالي» لتدميرها استغرقت 40 يوماً، وأعلنت أنها اكتشفت ستة أنفاق. واتضح أنها دمرت خمسة منها وأبقت على النفق السادس، إلى أن حضر الأميركيون لدراسته، ودمرته أمس الخميس، بواسطة ملئه بالباطون.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه من اليوم فصاعداً يمكن القول إنه لم يعد عند «حزب الله» أنفاق أخرى. فيما قال العقيد ليفي: «الجيش الإسرائيلي بات يسيطر على المنطقة بشكل علني وواضح. نسيطر على الوسائط المعلنة والمخفية». وأضاف: «نحن على معرفة وثيقة بالعدو، نتعقبه، وندرسه». واتهم الحكومة اللبنانية الرسمية وجيش لبنان بالتعاون معاً في التستر على الأنفاق، والسكوت على قيام «حزب الله» باستغلال بيوت المواطنين في القرى اللبنانية الحدودية لحفر الأنفاق منها، وتحويلهم إلى دروع بشرية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.