مؤسس «ويكيليكس» مريض ولا يقوى على الظهور في المحكمة

الجلسة القادمة للنظر في طلب تسليمه لواشنطن أجلت إلى 12 يونيو

TT

مؤسس «ويكيليكس» مريض ولا يقوى على الظهور في المحكمة

أبدى موقع «ويكيليكس» مخاوف شديدة بشأن الحالة الصحية لمؤسسها جوليان أسانج، وقال إنه نُقل إلى جناح علاجي في سجن بلمارش البريطاني، وإن حالته الصحية تدهورت في السجن وفقد الكثير من وزنه. وقال محاميه أمس الخميس إن موكله مريض جدا ولا يقوى على الظهور عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من سجنه في بريطانيا في جلسة للنظر في طلب تسليمه المقدم من الولايات المتحدة. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المحامي غاريث بيرس قوله في المحكمة، إن موكله لم يكن على ما يرام، بعد ساعات من نشر تغريدة بوجود «مخاوف خطيرة» على صحة أسانج، لأنه فقد وزنا في السجن، وتم نقله إلى جناحه الصحي.
وطلبت الولايات المتحدة تسليم أسانج الذي أخرجته السلطات من سفارة الإكوادور في لندن يوم 11 أبريل (نيسان) نيسان. وكانت جلسة الاستماع القصيرة في محكمة ويستمنستر الجزئية، هي الأحدث في معركة ترحيل أسانج. ولا يزال أسانج محتجزا في بريطانيا كما أنه مطلوب في السويد.
ويواجه أسانج إجمالا 18 اتهاما جنائيا أميركيا قد يقضي بموجبها عقودا في السجن إذا أدين فيها. وقال المحامي غاريث بيرس: «إنه في الواقع ليس بخير على الإطلاق». واتفقت القاضية إيما أربوثنوت مع ما قاله بيرس: «إنه ليس بخير». وتقرر عقد الجلسة التالية لنظر طلب تسليمه يوم 12 يونيو (حزيران).
وكان القضاء الأميركي وجه الأسبوع الماضي اتهامات إلى الأسترالي أسانج بموجب قوانين مكافحة التجسس. وتتّهم الولايات المتحدة أسانج (47 عاما) خصوصاً بتعريض بعض مصادرها للخطر بنشره في 2010 نحو 750 ألف وثيقة عسكريّة ودبلوماسيّة سرّية للغاية على موقع ويكيليكس. وقال مسؤولون أميركيون إن أي قضايا تتعلق بتسليمه سيقررها النظام البريطاني. ويقول ممثلو الادعاء إن الاتهامات تتعلق بنشر معلومات سرية ركزت على نشر أعداد كبيرة من أسماء مبلغين سريين ربما يعرضهم ذلك للخطر في إيران وسوريا والصين والعراق وأفغانستان.
وقال مسؤولون أميركيون إن الاتهامات الموجهة إلى أسانج تنبع جزئياً من كيفية اقترابه من تشيلسي مانينغ، التي كانت تخدم في مخابرات الجيش الأميركي حينها، للحصول على الملفات، وأضافوا أن هذا يختلف عن نشاط الصحافيين الاعتياديين. وأوضحوا أن أسانج كان يعلم أن نشر تلك المعلومات يمكن أن يضر الولايات المتحدة. كما تتهم واشنطن أسانج الأسترالي الأصل بـ«التآمر» مع مانينغ التي كانت مصدر هذه التسريبات غير المسبوقة. وتشيلسي كانت جندياً يدعى برادلي مانينغ قبل أن تغير جنسها.
وفي سياق متصل رفضت محكمة في الإكوادور الإفراج عن سويدي يدعى أولا بيني مرتبط بموقع ويكيليكس ومتهم بشن هجمات على أنظمة معلوماتية. وفي ختام جلسة استمرت ساعتين، قالت القاضية ياديرا بروانيو إنها «ترفض طلب الإفراج بكفالة» الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن السويدي. وأضافت أن المتهم البالغ من العمر 36 عاما: «لم يتعاون مع التحقيق» وموقوف قيد التحقيق. وتابعت القاضية أن النيابة لم تتمكن لهذا السبب من تحديد الضحية المحتملة ولا الأضرار التي نجمت عن الهجوم المفترض على الأنظمة المعلوماتية، في جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن خمس سنوات في الإكوادور.
من جهته، دان خوسيه شاري محامي المواطن السويدي ما وصفه بأنه «مساس بحقوق» موكله، معتبرا أنه «ضحية سلطة الدولة». وقال إن «النيابة لم تتمكن من معرفة الضحايا لأنها لم تقم بعملها»، ولم يتم التوضيح لأولا بيني حول ما يؤخذ عليه. وأضاف: «لكن يجري التحقيق في وضعه المالي وحياته وعمله (...) وهذا أمر غير مبرر في دولة قانون». وأوقف السويدي بينما كان يحاول مغادرة الإكوادور ليتوجه إلى اليابان في 11 أبريل، اليوم الذي سحبت فيه كيتو اللجوء من أسانج الذي كان لاجئا في سفارتها في لندن منذ 2012، وأعلنت حكومة الإكوادور بعد ذلك أن مقربا من مؤسس ويكيليكس متورط في خطة لزعزعة الرئيس لينين مورينو.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.