«غوغل».. 16 عاما من الخدمة كمحرك بحث على الإنترنت ومنافس لا يضاهى

تحولت من شركة في مرأب لمؤسسة تملك 70 مكتبا في 40 مدينة عالمية

«غوغل».. 16 عاما من الخدمة كمحرك بحث على الإنترنت ومنافس لا يضاهى
TT

«غوغل».. 16 عاما من الخدمة كمحرك بحث على الإنترنت ومنافس لا يضاهى

«غوغل».. 16 عاما من الخدمة كمحرك بحث على الإنترنت ومنافس لا يضاهى

بعد 16 عاما من تأسيسها، تحتفل شركة «غوغل» بذكرى أول انطلاق لها على شبكة الإنترنت، حيث انطلق موقع الشركة بعد أيام من تسجيلها رسميا في القطاع الخاص في 4 سبتمبر (أيلول) من عام 1998، والذي يعد اليوم من أشهر محركات البحث على الشبكة العنكبوتية.
وكان الموقع في بداية الأمر يحمل اسما طريفا هو «باك راب» أو «تدليك الظهر»، إلا أن غلطة مطبعية أدت إلى تسميته بـ«غوغل». فكلمة «Google» بالإنجليزية هي تحريف لكلمة «googol» التي اخترعها ميلتون سيروتا للدلالة على رقم 1 يتبعه مائة صفر.
وقام كل من لاري بايغ وسيرغي برين بتأسيس الموقع في مرأب في منطقة «سيليكون فالي» في الولايات المتحدة، حيث تقع غالبية مقرات شركات البرمجة. ورغم تسجيل الشركة في 4 سبتمبر كشركة خاصة، فإن عيد ميلاد الموقع لا يزال غير معروف بدقة، ولا يزال يثير الكثير من الجدل، غير أن مسؤولي الشركة قرروا الاحتفال بهذه الذكرى يوم الـ27 من سبتمبر من كل عام، حسب «سكاي نيوز».
وتحول «غوغل» على مدار 15 عاما من موقع صغير إلى أهم موقع للبحث عبر الإنترنت متفوقا على منافسيه كـ«ياهو»، بل صار اسم «غوغل» حاليا يستخدم كفعل يدل على القيام ببحث. وتحولت الشركة التي نشأت في مرأب متواضع إلى مؤسسة تملك 70 مكتبا في 40 مدينة حول العالم، بالإضافة لمقرها الرئيس المعروف باسم «غوغل بلوكس» في منطقة ماونت فيو في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ويرجع هذا النجاح إلى قاعدة بيانات «غوغل» التي تضاعفت بشكل كبير خلال بضع سنوات، حيث احتوت على 3 مليارات صفحة إلكترونية بحلول ديسمبر (كانون الأول) عام 2001. وتضاف إلى ذلك سلسلة التطبيقات التي أطلقتها الشركة وارتبطت باسمها مثل «غوغل إيرث» و«خرائط غوغل» وغيرهما، والتي كانت دليلا على توسع الشركة حول العالم.
وإلى جانب شركة «موتورولا» للهواتف التي قامت «غوغل» بشرائها عام 2011، فإن تطبيقات «غوغل» المعروفة بـ«أندرويد» هي الأكثر شعبية والأكثر استعمالا على الهواتف في العالم. كما قامت «غوغل» بتصميم سيارات ذات نظام قيادة ذاتي تستخدم تكنولوجيا الشركة وخرائطها للقيادة عبر مدن العالم دون الحاجة لسائق.
ورغم نجاح «غوغل» المتواصل فإن بعض المراقبين أعربوا عن تساؤلهم عما إذا كانت الشركة تستطيع الحفاظ على مكانتها حين يبلغ عمرها خمسة وعشرين أو ثلاثين عاما أم لا.
كانت هناك بضعة محركات بحث تتنافس في ما بينها، مثل «Excite» و«Alta Vista» و«ياهو» وغيرها، ولم تكن هذه المواقع تركز فقط على البحث، بل تقدم خدمات مختلفة، والبحث مجرد خدمة أخرى، وقد كانت التقنيات المستخدمة في البحث غير دقيقة، فهي في الغالب ترى إن كانت الصفحة تحوي الكلمة التي يبحث عنها الزائر أم لا وتقوم بعرضها، وهذا يؤدي إلى نتائج غير دقيقة ولا تفيد الباحث.
تعاون كل من لاري وسيرغي على ابتكار خوارزمية بحث معقدة سموها «PageRank»، وهي خوارزمية تحلل الصفحات والروابط وعلاقة كل صفحة بالصفحات الأخرى، فكلما ازداد عدد الصفحات التي تضع رابطا لصفحة «س» ترتفع قيمة «س» وتظهر في النتائج الأولى للبحث.
كذلك تقوم الخوارزمية بتحليل الكلمات في الصفحة نفسها، فإن بحثت عن كلمتين سيعرض لك محرك البحث صفحات تحوي الكلمتين، لكن النتائج الأولى ستكون فيها الكلمتان مكررتين ومتقاربتين بشكل أكبر، لذلك ستكون النتائج الأولى أكثر دقة وفائدة لك. كذلك فهي تتطور دائما، وهو ما جعل «جوجل» المحرك المفضل للكثير من الناس، ففي عام 1998 أسس لاري وسيرغي شركتهما التي كان موقعها في جامعة ستانفورد، والأمر المثير للسخرية أو للعجب أن المبنى الذي كانا يعملان فيه موله بيل غيتس، وكان محرك البحث يستخدم فقط في جامعة ستانفورد وقد اكتسب شهرة كبيرة هناك، ثم انتقل إلى شبكة الويب لكي يستخدمه أي شخص.
بعد ذلك انتقلت الشركة إلى مرأب أحد المنازل الذي لا يبعد كثيرا عن الجامعة (الكثير من شركات الحاسوب الشهيرة اليوم بدأت في مرأب منزل ما في كاليفورنيا، كشركة «أبل» و«HP» و«غوغل»)، وبعد بضعة أشهر انتقلت الشركة إلى مقر آخر أكبر لكي تستطيع توفير مكان لموظفيها ولمعداتها، ولم تكن تنفق أي دولار على التسويق والإعلانات فكل الأموال التي حصلت عليها تنفق فقط على تحسين الموقع والخدمة وتوظيف المزيد من المهندسين والمبرمجين.
مستخدمو «غوغل» هم من سوقوا لهذه الشركة، حيث بدأ الأمر في جامعة ستانفورد حيث كانت صفحة «غوغل» بسيطة وصغير الحجم على عكس المنافسين الذين كانوا يضعون كل شيء في الصفحة الرئيسة. وكانت المواقع المنافسة حريصة على ألا يخرج الزائر من موقعها، على عكس «غوغل» التي تريد أن تقدم لك خدمة بسيطة: ابحث عما تريد وستجد روابط مفيدة، ثم اخرج من الموقع، هذا كل شيء! لا توجد إعلانات مصورة أو فلاشات متحركة أو نوافذ صغيرة مزعجة، فقط النتائج التي تريدها.
بدأت الشركة في إنشاء شبكة إعلانات سمتها «AdSense»، هذه الشبكة تتيح للجميع شراء مساحات إعلانية في «غوغل». الصفحة الرئيسة لمحرك البحث ستبقى خالية من الإعلانات وستبقى بسيطة لأن «غوغل» ترى أن المستخدم يريد البحث عن شيء ما ولا يهتم بالإعلانات، عندما يدخل المستخدم كلمة ويبحث عنها ستظهر له النتائج على يسار الصفحة والإعلانات على يمين الصفحة، لا يوجد خلط بين الاثنين، ولا يمكن لأي شركة أن تدفع مبلغا ما لـ«غوغل» من أجل أن تضع نتائجها في الأعلى، لكنها تستطيع أن تشتري الإعلانات.
ما يميز إعلانات «غوغل» أنها نصية، فلا صور مزعجة أو متحركة، وهي إعلانات متعلقة بكلمة البحث التي يدخلها المستخدم، فإن كان بحثه عن السيارات ستظهر له إعلانات متعلقة بالسيارات، وعندما يضغط الزائر على أي إعلان يكلف ذلك المعلن بضعة دولارات، لكنه إن لم يفعل ذلك فلن يكلف عرض الإعلان شيئا، وهذا أكثر فعالية للمعلنين لأنهم يدفعون مقابل الزوار الذين ينقرون على إعلاناتهم بدلا من الدفع لعرض الإعلانات فقط. بيئة العمل في «غوغل» أشبه بالجامعات، فيمكن لكل موظف أن ينفق 20 في المائة من وقته على مشروع خاص به يستمتع بإنجازه، لا يهم ما هو هذا المشروع، ولا يهم إن كان مفيدا أو غير مفيد، سيحصل الموظف على يوم كامل في كل أسبوع لكي يعمل على مشروعه، وسيحصل أيضا على التمويل اللازم للمشروع، وبعض هذه المشاريع أصبحت خدمات نستخدمها، مثل أخبار «غوغل» التي بدأت كمشروع صغير لمهندس هندي.
الشركة توفر مكاتب تعمل على مدار الساعة، فيمكن للموظف أن يعمل في أي وقت يحلو له، وهناك مطاعم توفر طعاما صحيا مجانيا وطهاة ماهرون يقدمون وجبات متنوعة مفيدة طوال اليوم. هناك ملاعب وصالات رياضة وحتى مغاسل لملابس الموظفين، والشركة تنظم دورات ومحاضرات كل يوم وتستضيف علماء ورجال أعمال ومفكرين يتحدثون عن قضايا متنوعة.
فرق العمل في «غوغل» لا يزيد عدد أفرادها على الخمسة، ولا يديرها أحد فهي تدير نفسها، وكل فريق مسؤول عن توفير أي متطلبات لإنجاز العمل. الكثير من هذه الفرق تخرج بمنتجات مفيدة للناس مثل «غوغل مابس» و«إيرث» و«ريدر» وغيرها، ويمكنك أن تطلع على آخر إنتاج فرق العمل في «غوغل» من خلال صفحة «مختبرات غوغل».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».