روني حلو... مصمم شاب يحول البضائع البائرة إلى تصاميم عصرية

مدرسته المفضلة هي مدرسة «ميزون مارتن مارجيلا»  -  يميل إلى الأحجام الكبيرة والألوان الهادئة  -  من أعماله الخاصة بالرجال
مدرسته المفضلة هي مدرسة «ميزون مارتن مارجيلا» - يميل إلى الأحجام الكبيرة والألوان الهادئة - من أعماله الخاصة بالرجال
TT

روني حلو... مصمم شاب يحول البضائع البائرة إلى تصاميم عصرية

مدرسته المفضلة هي مدرسة «ميزون مارتن مارجيلا»  -  يميل إلى الأحجام الكبيرة والألوان الهادئة  -  من أعماله الخاصة بالرجال
مدرسته المفضلة هي مدرسة «ميزون مارتن مارجيلا» - يميل إلى الأحجام الكبيرة والألوان الهادئة - من أعماله الخاصة بالرجال

ظهر اهتمام روني حلو بالأزياء منذ الطفولة. أسره شغف الأقمشة في سن مبكرة، فما كان من الأهل إلا أن لحظوا موهبة الولد الصغير، وعملوا على تطويرها، وكانت كلما مرت السنوات زاد تعلق روني بهذا العالم.
روني احتار في اختيار اختصاصه الجامعي، درس لعام واحد الـComputer Science ثمّ انتقل إلى إدارة الأعمال، ويعترف المصمم الشاب بأنّه حينها لم يكن سعيداً بما يقوم به، إلى أن وجد «كريياتيف سبايس بيروت»، وهي مدرسة مجانية لتصميم الأزياء تُعنى بتعليم من يملكون الموهبة، ويفتقرون إلى الإمكانات للتخصص في جامعة خاصة. درس فيها ثلاث سنوات، وعمل على عدد من المشروعات التي جعلته أكثر احترافاً. بعد التخرج، ساعدته المدرسة بالمشاركة مع مؤسسة «ستارش» التي أطلقها المصمم ربيع كيروز وتالا حجار، لرعاية الشباب، من أجل إطلاق علامته التجارية الخاصة.
وعما يميز روني حلو عن غيره من المصممين في ظل المنافسة الحادة التي تسيطر على هذا المجال يجيب: «كمصمم ألبسة جاهزة، اعتبر أنّ أسلوبي مزيج بين الأوروبي والشرقي اللبناني تحديداً. كما أن الماركة لا تقتصر على الملابس بالمفهوم التقليدي، بل هي أولا وأخيرا صديقة للبيئة والحيوان، وكل أعمالي تحمل رسائل محددة وهادفة. الأقمشة التي استعملها على سبيل المثال هي أقمشة قديمة لم يعد يرغب فيها أحد، نقوم بإعادة تصنيعها بدلاً من إتلافها. أظن أنّ هذا ما يجعل الماركة مختلفة في رسالتها وأهدافها». ويلفت إلى أنّه يفضّل عدم شراء أقمشة جديدة، أو حتى إكسسوارات الخياطة، كالسحابات والأزرار مثلاً بل يبحث في المخازن عن بضائع بارت وربما لم تكن لترى النور لولا تدخله. ويشير إلى أن الأقمشة المفضلة لديه هي القطن والصوف والجوخ، أما فيما يتعلق بالقصات فيعشق الأحجام الكبيرة.
تلقى مؤخرا جائزة مهمة من «فاشن تراست أرابيا» كأفضل مصمم للألبسة الجاهزة، وهي الجائزة التي يقول عنها حلو إنها مهمة بالنسبة له كمصمم مبتدئ، مشيرا إلى أن التجربة ككل «كانت رائعة؛ خصوصاً أن من اختاروني لهم مكانتهم في عالم تصميم الأزياء، مثل بيير باولو بيكيولي، مصمم دار «فالنتينو»، وجيامباتيستا فالي، وحيدر أكرمان، وغيرهم، وهو ما منحني دفعة إيجابية لأن أشعر أنّ الجهد الذي أقوم به محل تقدير».
يحب روني حلو ميزون مارتن مارجيلا. فهي بالنسبة له مدرسة يتبعها، في طريقة تفكيره وتصميمه على حد سواء. ويصف المرأة المثالية التي يتوجه إليها بتصاميمه بكونها تتمتع بشخصية قوية وجريئة. كما أنها مستقلة وأنيقة، ورغم أنها تحب الموضة فإنها لا تأخذها بمحمل الجد، وهو ما يعكسه مظهرها. فأسوأ الأخطاء التي ترتكبها المرأة في حق نفسها عندما تتكلف أو ترتدي ما لا يليق بشكل جسمها، أو عندما تختار صيحات الموضة متجاهلة ما إذا كانت تناسبها أم لا؛ خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مؤثرا كبيرا وسيفا ذا حدين، وعلى كل المستويات.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
TT

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون كشفها. هدفه أن يُشكِلها بأسلوب يمنح المرأة الثقة من دون أن يحرمها من إحساسها بأنوثتها. صحيح أن بعضها يتسم ببعض الجرأة، إلا أن ما يشفع له فيها أنه نجح في ضخها بحقنات مناسبة من العصرية والديناميكية من خلال فنية تظهر حيناً في الأكمام وحيناً آخر في التنورات والجوانب وغيرها.

لعب المصمم على الأنوثة ليرسم لوحة مفعمة بالأنوثة الطاغية والراقية في الوقت ذاته (خاص)

اللافت فيها أيضاً أنها بالرغم من تفاصيلها وكشاكشها وطياتها، مريحة. يشرح المصمم أنه راعى فيها أن تمنح المرأة حرية الحركة «فمن دون حركة وراحة لا يمكن للمرأة أن تبدو ساحرة وواثقة من نفسها» حسب رأيه. ويُبرر أن الجرأة التي اعتمدها محسوبة، بدليل أنها قد تقتصر على الأكمام ولا تركز على إبراز مفاتن الجسد بشكل واضح.

اعتمد المصمم على الألوان الأحادية المتوهجة وكأنه يريد استعمالها بوصفها مضاداً لرمادية الشتاء (خاص)

اختارها ألا تكون صادمة، بل فنية لإضفاء مزيد من الأناقة الفنية على كل قطعة. فكل قطعة في التشكيلة لها شخصيتها الخاصة. أرداها أن تتكلم بلغة تفهمها المرأة التي ستختارها، معتمداً كلياً على التفاصيل، سواء كانت هذه التفاصيل على شكل طيات من لون القماش، أو ثنايا تتلوى على جانب معين، أو فتحات تغازل العين.

يكمن جمال الفساتين في تفاصيلها وأنوثتها من دون أن تكشف الكثير من مفاتن الجسد (خاص)

هذه الرؤية، ينفذها المصمم فؤاد سركيس بألوان متوهجة وواضحة، تكسر الصورة النمطية التي ارتبطت بألوان الخريف والشتاء. بالنسبة له، فإن الألوان الغنية تلعب دوراً محورياً في ضخ التصاميم بالديناميكية التي ينشدها. «فكل لون هنا يضفي قيمته على الزي، سواء تلوّن بالأخضر الزمردي أو الفوشيا النابض بالحياة أو الأحمر الناري أو الأزرق النيلي أو الأسود وغيرها من الألوان الطبيعية الأخرى».