«الغرف» السعودية تعول على زيارة ولي العهد لإنفاذ توصيات منتدى فرص الأعمال المشترك

مسؤول بالمجلس لـ«الشرق الأوسط»: باريس شريك استراتيجي للرياض.. والعلاقات الاقتصادية شهدت نموا تصاعديا

المهندس عمر باحليوة الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف السعودية («الشرق الأوسط»)
المهندس عمر باحليوة الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

«الغرف» السعودية تعول على زيارة ولي العهد لإنفاذ توصيات منتدى فرص الأعمال المشترك

المهندس عمر باحليوة الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف السعودية («الشرق الأوسط»)
المهندس عمر باحليوة الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف السعودية («الشرق الأوسط»)

نوهت لجنة التجارة الخارجية بمجلس الغرف السعودية، إلى أن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لباريس، تأتي امتدادا لمباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي أجراها في لقائه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الرياض العام الماضي.
وأوضحت أن العلاقات السعودية - الفرنسية، شهدت قفزات كبيرة على المستويات كافة، بشكل عام، وعلى الصعيد الاقتصادي بشكل خاص، حيث كان منتدى فرص الأعمال المشترك الذي عُقد في أبريل (نيسان) الماضي إحدى ثمراتها. وقال المهندس عمر باحليوة الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط»: «إن زيارة الأمير سلمان ولي العهد لباريس هذه الأيام، ستمكن كل القرارات التي خرجت عن منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي الذي عُقد في أبريل، من إيجاد طريقها نحو النفاذ».
ولفت إلى أن المنتدى شكّل خطوة مهمة في مسار العلاقة الفرنسية - السعودية، مبينا أن باريس تمثّل شريكا استراتيجيا للرياض، مبينا أن العلاقة الثنائية في المجال الاقتصادي شهدت نموا تصاعديا في الآونة الأخيرة. ونوه باحليوة إلى أن حجم التبادل التجاري الثنائي تضاعف خلال الأعوام الخمسة حتى عام 2013 إلى 8.73 مليار يورو، مشيرا إلى أنها زادت بنسبة 13 في المائة، مقارنة مع عام 2011. وقال: «إن الرياض تعد المزود الأول لباريس بالبترول، فيما تعد باريس المزود التجاري السابع للرياض، حيث بلغت قيمة التصدير الفرنسي إلى المملكة 3.2 مليار يورو عام 2012».
ووفق رئيس لجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف، تنوعت الصادرات الأساسية الفرنسية للسعودية، حيث اشتملت على الطائرات والأقمار الصناعية بقيمة 230 مليون يورو، بالإضافة إلى المنتجات الكيميائية بقيمة 430 مليون يورو، والمنتجات المعدنية بقيمة 298 مليون يورو، والأدوية بقيمة 263 مليون يورو. كما اشتملت، وفق باحليوة، على المنتجات الغذائية بقيمة 472 مليون يورو، بالإضافة إلى المعدات الميكانيكية، والإلكترونية، والكهربائية، بقيمة تصل إلى 947 مليون يورو، فضلا عن مستحضرات التجميل.
وأكد أمين التجارة الدولية بمجلس الغرف، أن هناك فرصا كبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عدة، فضلا عن القطاعات التقليدية كالنفط والغاز، والمياه والكهرباء، من أهمها مجالات الطاقة الذرية والنووية والطاقة المتجددة، كفاءة الطاقة، ومجالات الزراعة والأغذية والصحة، والإسكان، ووسائل النقل في المناطق الحضرية.
ولفت باحليوة إلى توافر فرص فرنسية للمساهمة في تنويع الاقتصاد السعودي، في مجالات الصناعات الإلكترونية والصناعات المتوسطة الأخرى، مشيرا إلى وجود أكثر من 70 شركة فرنسية، حققت مستويات متقدمة في برنامج نطاقات للتوظيف. ونوّه بأن زيارة ولي العهد الأمير سلمان ستسهم بشكل كبير في زيادة هذه الشركات، وتوسع من مواعين التعاون في مختلف المجالات الجديدة، مبينا أن فرنسا تمثل المستثمر الثالث في السعودية، مشيرا إلى أن قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر تصل إلى 15.3 تريليون دولار، في حين أن قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا تبلغ 600 مليون يورو فقط.
يشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، شدد إبان لقائه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، على أهمية دفع العلاقات الثنائية نحو الأمام والعمل على تطويرها في المجالات كافة. وتركز الاتفاقيات الثنائية بين باريس والرياض، على ثلاثة قطاعات أساسية، تشتمل على مشروعات البنية التحتية، خاصة في مجال النقل بوساطة السكك الحديدية، وائتمانات التصدير، وكذلك مشروعات صناعية أخرى مبتكرة، مع متابعة من قبل وزيري المالية في البلدين.



السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.