انطلاق أعمال ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية السعودية

فيصل بن سلمان دشن البوابة الإلكترونية للعمل الخيري في المنطقة

الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالسعودية في المدينة أمس (واس)
الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالسعودية في المدينة أمس (واس)
TT

انطلاق أعمال ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية السعودية

الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالسعودية في المدينة أمس (واس)
الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالسعودية في المدينة أمس (واس)

دشن الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس إدارة مجلس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالمنطقة «تنسيق» أمس، ملتقى مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالسعودية، وذلك في فندق مريديان المدينة، بمشاركة أمناء المجالس التنسيقية للجمعيات الخيرية بالسعودية، وعدد من المهتمين والمسؤولين والباحثين في مجال العمل الخيري من داخل البلاد وخارجها ويستمر ليومين. كما دشن أمير منطقة المدينة المنورة البوابة الإلكترونية للعمل الخيري بالمنطقة.
وفي بداية حفل الافتتاح شاهد الحضور عرضا مرئيا تناول أهمية انعقاد الملتقى لتطوير منظومة العمل الخيري، وتنسيق جهود الجمعيات الخيرية لتحقيق أهدافها، وتبادل الخبرات والأفكار؛ للإسهام في رفع مستوى الخدمات وكفاءة العمل الخيري، وإيجاد موارد مالية ثابتة تعزز استمراره.
ثم ألقى الدكتور عبد الباري بن عواض الثبيتي، الأمين العام لمجلس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بمنطقة المدينة المنورة، كلمة عبر فيها عن اعتزازه بالدعم اللامحدود الذي يحظى به العمل الخيري في السعودية من القيادة الرشيدة، مبينا أن القائمين بهذا العمل يستلهمون حماسهم في هذا المجال من حرص قادة هذه البلاد ودعمهم جميع أوجه العمل الخيري الذي يخدم المجتمع، معبرا عن شكره للأمير فيصل بن سلمان، على دعمه اللامحدود للعمل الخيري، ورعايته هذا الملتقى، مشيرا إلى أن ما يمتلكه من مميزات وخبرات اكتسبها من إسهاماته المبكرة في دعم الأعمال الخيرية، ودعمه الذي بث الروح في العمل الخيري بالمنطقة. وعد الدكتور عبد الباري الثبيتي مفهوم التنسيق أنجع وسيلة لتطوير العمل الخيري، مبينا أن مجالس التنسيق بين الجمعيات الخيرية في السعودية جعلت نهج عملها قائما على الدراسات والبحوث؛ ليكون العمل الخيري أكثر جودة وقوة ورسوخا، مشيرا إلى أن التنسيق في العمل الخيري بشكل مؤسسي يحصنه من السلوكيات المنحرفة والشاذة التي قد تستغل العمل الخيري للوصول إلى أغراض مشبوهة، ويسد المنافذ على أي محاولات لاستهداف عقيدة الوطن وأمن المجتمع.
وثمن مشوح الحوشان، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للشؤون الاجتماعية، الدعم والاهتمام الذي يحظى به العمل الخيري من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين، مبينا أن هذا الدعم أدى إلى تضاعف عدد الجمعيات الخيرية بالسعودية خلال السنوات الماضية، حيث يبلغ عددها حاليا 652 جمعية خيرية تنتشر في جميع مناطق ومدن ومحافظات السعودية، بالإضافة إلى 127 مؤسسة خاصة في مجالات العمل الخيري، مستعرضا دور وزارة الشؤون الاجتماعية في دعم عمل هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتحقيق أهدافها النبيلة، وعقد الملتقيات والأنشطة لتعزيز التواصل معها ودعم مسيرة عملها الخيري.
وأكد أهمية تأسيس المجالس التنسيقية للجمعيات الخيرية في مناطق السعودية، مبينا أن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرس حاليا إنشاء مجالس تنسيقية للجمعيات المختصة، كمجلس لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة، ومجلس لجمعيات رعاية الأيتام، ثم ألقى عبد العزيز الماجد كلمة داعمي الملتقى، التي تطرق خلالها إلى واقع المجالس التنسيقية، وبناء قدراتها، وأهمية تبادل التجارب الناجحة فيما بين المجالس التنسيقية للجمعيات الخيرية، لمواصلة تفعيل دور العمل الخيري في خدمة المجتمع.
وفي ختام المناسبة، كرم أمير المنطقة الرعاة والداعمين والمشاركين في الملتقى، ثم تسلم درعا تذكارية بهذه المناسبة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».