المغرب: الأساتذة المتعاقدون يلوّحون بالعودة إلى الاحتجاج

TT

المغرب: الأساتذة المتعاقدون يلوّحون بالعودة إلى الاحتجاج

بات ملف الأساتذة المتعاقدين بالمغرب مهددا بالعودة إلى التشنج والاحتقان مرة أخرى، بعد أن أعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة أن مشاركتها في جلسة الحوار التي ستعقد اليوم (الخميس) مع وزارة التربية الوطنية، رهينه بـ«التزامها بمخرجات حوار 10 مايو (أيار)، وإصدار مذكرة أو بلاغ حول ذلك».
ونددت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين في بيان لها، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بـ«التماطل غير المبرر لوزارة التربية الوطنية بعدم إصدار أي بلاغ، أو مذكرة حول مخرجات حوار 10 مايو»، كما اتهمتها بالاستمرار في «خرق اتفاق 13 أبريل (نيسان) الماضي». وجدد الأساتذة المتعاقدون التأكيد على رفضهم «القاطع للتوظيف الجهوي العمومي»، مشددين على أنهم لن يتفاوضوا إلا على مطلبين أساسيين، هما إسقاط مخطط التعاقد والإدماج في النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، وهو ما يمثل ردا على الحكومة، التي أعلنت تمسكها بالتوظيف الجهوي كخيار استراتيجي في أكثر من مناسبة.
وعبرت تنسيقية الأساتذة المتعاقدين عن استغرابها من «صمت الوسطاء المتدخلين (المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمرصد الوطني للتربية والتكوين، والفديرالية الوطنية لجمعية أمهات وآباء التلاميذ، وحزب الاستقلال)، تجاه ما يقع من خروقات لاتفاق 13 أبريل»، ودعت الإطارات المدنية والنقابية الحاضرة في جلسة الحوار إلى «تحمل مسؤولياتها في هذه اللحظة، التي تتسم بالضبابية عند الوزارة»، حسب البيان.
كما أكدت التنسيقية عزمها توحيد نضالاتها الميدانية مع طلبة الطب في الأيام المقبلة؛ حيث اعتبرت أن معركة طلاب الطب «جزء لا يتجزأ من معركة الأساتذة»، وذلك في محاولة للضغط على الحكومة من خلال التنسيق، وتوحيد نضالات الأساتذة المتعاقدين مع فئات اجتماعية أخرى، لجأت للشارع دفاعا عن مطالبها.
وتأتي هذه التطورات، عقب تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني خلال جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس المستشارين، أول من أمس، والتي أكد فيها أن التوظيف في الأكاديميات «دليل على رؤية إصلاحية مستقبلية متكاملة.. وليس لدينا حل آخر»، معتبرا أن الأكاديميات الجهوية «مؤسسات عمومية يمكّنها القانون من أن توظف وتتصرف في إطار القانون»، وهو ما مثل رسالة واضحة بأن الحكومة لن تتراجع عنه، وبالتالي رفض مطلب الإدماج، الذي خرج من أجله الأساتذة المتعاقدون للاحتجاج في الشارع العام. في غضون ذلك، قال ربيع الكرعي، منسق التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين في جهة الدار البيضاء–سطات، إن رئيس الحكومة «كسر حاجز الثقة بيننا»، واتهمه بـ«تضليل الرأي العام الوطني، ومحاولة فرض الأمر الواقع على الأساتذة»، معتبرا أن تصريحات العثماني «غير مفهومة، والتوظيف الجهوي تنفيذ لإملاءات صندوق النقد الدولي».
وأكد القيادي البارز في تنسيقية الأساتذة المتعاقدين أن الجموع العامة المحلية، التي سيعقدها الأساتذة خلال الأسبوع الجاري، ستحدد شكل الرد على تعنت الحكومة والوزارة الوصية في التعاطي مع الملف، مشيرا إلى أن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين «لا تستبعد الرجوع إلى الشارع، وتأجيج الأوضاع من جديد حتى تحقيق مطلب الإدماج في الوظيفة العمومية، وإسقاط نظام التعاقد».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.