تكثر في موسم رمضان الدعوات إلى موائد الإفطار والسحور. فكما الشركات، كذلك المؤسسات الرسمية والخاصة، تتمسك بحفلات من هذا النوع لتطبق واحداً من أهم معاني هذا الشهر الفضيل ألا وهو «اللمّة».
وفي غالبية الأوقات تقام هذه الحفلات في الهواء الطلق، أو في صالات مطاعم مقفلة، وذلك حسب رغبة المضيف. واللافت في هذه المناسبات مؤخراً لجوء أصحاب الدعوات إلى مصممين مختصين بالزينة الرمضانية، ما جعلها «تقليعة» حديثة رائجة ترافق هذا الشهر في بيروت. وهي تسبق أحياناً كثيرة الخيارات المتعلقة بلائحة الطعام المعتمدة من قبل هذا الفندق أو ذاك المطعم. وتضفي هذه الديكورات على موائد الإفطار والسحور أجواء رمضانية تنبع من رموز وتقاليد هذه المناسبة، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بها.
شلحات من أقمشة الساتان الملونة وأدوات ديكور تتراوح ما بين الفوانيس وباقات الزهور ومنتجات قديمة تذكرنا بلبنان أيام العز تحيط عادة بالمكان وطاولات المدعوين. وكذلك تلحظ عبارات مكتوبة على صناديق صغيرة أو علب معدنية تزود كل طاولة بواحد من معاني رمضان، فتؤلّف هذه العناصر مجتمعة المشهدية الجمالية لهذا النوع من المناسبات.
«لقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الصدد، بحيث صرنا نتبع برنامجاً خاصاً بهذه الزينة»، تقول ريم وهاب التي تعمل في مجال الهندسة الداخلية وفي زينة رمضان. وتضيف في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «المشهدية بحدّ ذاتها تبعث إلى البهجة، وتولّد أجواء رمضانية دافئة نحتاجها في هذا الشهر من السنة. فهي تذكرنا بالمعاني الحقيقية لهذا الشهر الفضيل، كما تشعرنا بأننا نعيش في قلب المناسبة».
وتأخذ ريم على عاتقها تزيين موائد إفطار وسحور كثيرة، وتعلّق: «غالبية الأشخاص الذين يطلبون مني هذه المهمة يتركون لي حرية التعبير من خلال مجسمات وأشكال خشبية وبلاستيكية أنتقيها أو أصممها بنفسي، بعد أن أستوحيها من اسم المؤسسة الداعية. فأرسم الخريطة العامة للمكان، مع الأخذ بعين الاعتبار كيفية توزيع طاولات المدعوين عليها، وأنطلق بمهمتي على أكمل وجه». وتشير ريم وهاب إلى أن زينة مناسبة الإفطار تختلف إلى حدّ ما عن تلك الخاصة بالسحور؛ «عادة ما تجري حفلات الإفطار في صالات مقفلة، ما يحد من اعتماد لوحات رمضانية ضخمة توفرها لي بشكل أكبر الحفلات الخارجية، أي التي تقام في الهواء الطلق. ففي هذه الحالة أستطيع الركون إلى مساحات ديكور أكبر فأترجم أفكاري الفنية بشكل أفضل».
ناهدة اللبان، التي كانت مدعوة إلى حفل سحور يقام في نادي اليخوت (سان جورج) وسط بيروت، توقع تصاميم ديكوراته ريم وهاب تقول: «لقد لفتتني هذه القوارير الحديدية الملونة والمكتوب عليها (العطاء) و(المحبة) و(الخير) و(رمضان كريم) وغيرها الموزعة على الموائد. فهي إضافة إلى تصاميمها البسيطة والأنيقة في آن تحمل رسائل من وحي المناسبة، وتذكرنا بممارستها». أما نيفين عبد الملك، وهي مدعوة أخرى التقيناها في المجمع نفسه خلال إقامة حفل سحور لجمعية «طموح» الخيرية، فتعلق: «منذ اللحظة الأولى لدخولي المكان شعرت بفرحة هذا اللقاء. فالديكورات التي تلون المكان بشكل متناسق مع مشهدية البحر، زودتني بطاقة إيجابية ودفعتني للتأمل في هذا الشهر الكريم».
وتؤكد ريم وهاب أنها تلجأ مرات كثيرة إلى أدوات خشبية وزجاجية من باب إعادة تدويرها؛ «أزينها بشموع ملونة أو أكتب عليها عبارات من نسيج المناسبة، وأحياناً أغلفها بورق الجرائد أو بأقمشة ملونة، لتعود وتنبض بالحياة من جديد مع هذه المناسبة المحببة إلى قلوب اللبنانيين».
زينة موائد السحور والإفطار في رمضان تنبع من رموزه
تلوّن حفلات خاصة تقام بالمناسبة
زينة موائد السحور والإفطار في رمضان تنبع من رموزه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة