مقتل 5 أطفال بانفجار غرب أفغانستان

ضربات جوية أميركية تودي بحياة شرطيين في ولاية هلمند

نقطة مراقبة أمنية وتفتيش في ولاية هلمند أمس إثر تصاعد عمليات {طالبان} (إ.ب.أ)
نقطة مراقبة أمنية وتفتيش في ولاية هلمند أمس إثر تصاعد عمليات {طالبان} (إ.ب.أ)
TT

مقتل 5 أطفال بانفجار غرب أفغانستان

نقطة مراقبة أمنية وتفتيش في ولاية هلمند أمس إثر تصاعد عمليات {طالبان} (إ.ب.أ)
نقطة مراقبة أمنية وتفتيش في ولاية هلمند أمس إثر تصاعد عمليات {طالبان} (إ.ب.أ)

ذكر مسؤول أمس أن خمسة أطفال قتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة ملصقة بدراجة نارية في سوق في إقليم هيرات بغرب أفغانستان. وقال المتحدث باسم الحاكم الإقليمي جيلاني فرهاد إن 20 شخصا آخرين أصيبوا في الحادث، الذي وقع في مقاطعة أوبا. وأضاف فرهاد أنه لم يتم بعد تحديد هدف التفجير، ولكن رئيس المقاطعة نفسه أصيب في الحادث.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم إقليم ننكرهار، عطا الله خوجياني، إن خمسة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين أصيبوا عندما ألقى مجهول قنبلة يدوية على نقطة تفتيش شرطية في مقاطعة كاما بالإقليم. وبحسب تقرير ربع سنوي لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان (يوناما)، أودت العبوات الناسفة بحياة 53 مدنيا وأصابت 269 آخرين في الربع الأول من العام الجاري، بارتفاع بواقع 21 في المائة عن نفس الفترة من العام السابق. ولم تشتمل الأرقام على ضحايا التفجيرات الانتحارية. وأعربت الأمم المتحدة عن «قلقها الشديد» جراء الزيادة في عدد الضحايا من المدنيين جراء عبوات ناسفة بدائية الصنع لا يستخدمها انتحاريون. ويلقي المسلحون القنابل لعرقلة حركة القوات الأفغانية وتقدمها ولكنها كثيرا ما تضر بالمدنيين.
وقتل نحو ثمانية رجال شرطة ممن يقاتلون طالبان في جنوب أفغانستان الخميس بضربة جوية أميركية من طريق الخطأ، حسبما أكد مسؤولون أول من أمس. وأكد المتحدّث باسم الجيش الأميركي في أفغانستان الكولونيل ديفيد باتلر أنه خلال معارك كثيفة مع طالبان في لشكر كاه في ولاية هلمند «طلب شركاؤنا الأفغان دعماً جوياً محدداً».
وأوضح أن «وحدة تنسيق أفغانية» أكدت «أن المناطق خالية من القوات الصديقة» لكن «للأسف لم تكن كذلك ووقع الحادث المأسوي». وأضاف من دون أن يتحدّث عن حصيلة أن «قوات أمن أفغانية وكذلك مقاتلين من طالبان قتلوا في هذه الضربات»، متابعاً: «نأسف لخسارة الأرواح المأسوية في أوساط شركائنا». وقال: «نتحقق الآن من الواقعة حتى نتأكد من عدم تكرارها مجدداً». وحصيلة القتلى تتراوح، وفق المصادر، بين 8 و18 شرطياً، وعشرات الإصابات. وقال المتحدث باسم حاكم ولاية هلمند عمر زواك: «أؤكد وقوع ضربة جوية على الشرطة الأفغانية قتل فيها 8 شرطيين وأصيب 12».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي مقتل 8 رجال شرطة وإصابة 11. مؤكداً تعيين «لجنة مشتركة من أجل التحقيق». وتحدّث رئيس مجلس ولاية هلمند عطاالله أفغان عن مقتل 18 شرطياً وإصابة 14. والقوات الجوية الأميركية والأفغانية هي الوحيدة التي تقوم بضربات جوية لدعم القوات على الأرض. وتعززت تلك الضربات في الأشهر الأخيرة ضد طالبان وتنظيم «داعش». وبحسب القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، قامت الولايات المتحدة بـ7362 ضربة جوية في أفغانستان عام 2018، الرقم الأعلى منذ عام 2010. وقتل 16 شرطياً أفغانياً العام 2017 من طريق الخطأ في ضربات أميركية في هلمند. وارتفع عدد المدنيين الذين لقوا مصرعهم في الضربات الجوية أيضاً بشكل كبير هذا العام بحسب الأمم المتحدة. إلى ذلك، قتلت القوات الخاصة الأفغانية ثمانية مسلحين على الأقل ودمرت سيارة مفخخة في عملية نفذتها بمدينة بول - أي - خمري، عاصمة إقليم بغلان شمال أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس. وذكرت مصادر عسكرية أمس «نفذت القوات الخاصة الأفغانية عملية تطهير على طريق سريع في منطقة بول - اي - خمري، ما أسفر عن مقتل ثمانية مسلحين من حركة طالبان، وتدمير سيارة مفخخة. ولم تعلق الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة، من بينها طالبان، على العملية حتى الآن. وإقليم بغلان من بين الأقاليم المضطربة نسبيا في شمال أفغانستان. وينشط مسلحو طالبان في بعض من المناطق النائية بالإقليم؛ حيث غالبا ما يحاولون تنفيذ أنشطة إرهابية ضد الحكومة والمؤسسات الأمنية. وأعلن مسؤولون أول من أمس إن هجوما لطالبان على نقطتي تفتيش عسكريتين أسفر عن مقتل عشرة أفراد من الجيش الأفغاني في إقليم زابل جنوبي البلاد. كما أسفر الهجوم الذي وقع في مقاطعة شام الضي بالإقليم عن إصابة أربعة جنود على الأقل بجروح طفيفة، وفقا لما قاله دور محمد قيام عضو المجلس الإقليمي.


مقالات ذات صلة

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟