ماكرون يعزي عون بالبطريرك صفير

«حزب الله» غاب عن التشييع وأكتفى بالتعزية

TT

ماكرون يعزي عون بالبطريرك صفير

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «لبنان يفقد بغياب البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير وجهاً لامعاً، فيما تفقد فرنسا صديقاً غالياً»، مشدداً على «أهمية استلهام اللبنانيين الإرث الذي تركه، وعلى دعم فرنسا المتواصل للبنان»، وذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس اللبناني ميشال عون غداة تشييع صفير.
ونقل وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان رسالة ماكرون إلى عون الذي استقبله في قصر بعبدا، وأشار فيها إلى أن فرنسا «لطالما كانت تقيم أوثق العلاقات مع هذه الكنيسة منذ قرون ماضية حتى اليوم»، وقال: «إن بلادكم تفقد وجهاً لامعاً، وتفقد معه بلادي صديقاً غالياً، ومدافعاً عن النموذج اللبناني القائم على التعددية والتسامح والعيش معاً الذي نحن، معاً، متمسكون به على وجه الخصوص. وأني أتذكر عمله من أجل المصالحة والحوار بين مختلف الطوائف الدينية في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية».
وواصلت الوفود والشخصيات، أمس، الوصول إلى بكركي لتقديم التعزية بالبطريرك صفير، غداة يوم التشييع الحاشد الذي شارك فيه الرؤساء الثلاثة، وممثلون عن القوى السياسية والشخصيات الدبلوماسية، وعن مختلف الأحزاب اللبنانية، باستثناء «حزب الله» الذي سجل غياب وفد يمثله في يوم التشييع، رغم أن الحزب كان قد أرسل وفداً قدم التعزية بالبطريرك صفير في بكركي يوم الاثنين الماضي، برئاسة رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيد الذي قال رداً على سؤال إنه «ليس هناك ما يمنع من مشاركتنا في مراسم الجنازة».
وأمس، استقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة العربية، الدكتورة رلى دشتي، التي قدمت التعازي باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش. وقالت دشتي: «اليوم، لم يخسر لبنان فقط البطريرك صفير، إنما المجتمع الدولي أيضاً خسر هذه القامة الإنسانية الكبيرة التي كرست حياتها للعدل وللإنسان والتعايش والتسامح، ولنصرة المظلوم ومكافحة الفقر وتعزيز دور المرأة. هذه القيم الإنسانية والاجتماعية تعمل الأمم المتحدة على تحقيقها، والراحل كان مناضلاً طول حياته من أجل كل هذه القيم. لهذا السبب، خسرنا اليوم قامة كبيرة، ونأمل من الله أن يعوض اللبنانيين هذه الخسارة الكبيرة».
وأضافت: «نحن كمجتمع دولي مستمرون في الدفاع عن كل هذه القيم التي كان يدافع عنها البطريرك صفير. ونأمل في تحقيق السلام والتعايش اللذين نحن في حاجة إليهما في المنطقة العربية، إضافة إلى الازدهار والتنمية، ليكون لنا مستقبل مشرق لشبابنا، وليشعر كل مواطن بأنه القيمة الإنسانية التي يتطلع إليها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.