عالم روسي يشكك في إمكانية قراءة مخطوطة «فوينيتش» الأكثر غموضاً بالعالم

قال إن اللغوي البريطاني شيشاير قدم فرضيات ولم يفك تشفير رسوماتها

عالم روسي يشكك في إمكانية قراءة مخطوطة «فوينيتش» الأكثر غموضاً بالعالم
TT

عالم روسي يشكك في إمكانية قراءة مخطوطة «فوينيتش» الأكثر غموضاً بالعالم

عالم روسي يشكك في إمكانية قراءة مخطوطة «فوينيتش» الأكثر غموضاً بالعالم

شكك عالم روسي بما تناقلته وسائل إعلام حول تمكن اللغوي البريطاني جيرارد شيشاير، من جامعة بريستول، من قراءة «جزئية» لمخطوطة «فوينيتش» التي تبقى لغزاً حير العلماء. ويُعرف عن هذه المخطوطة أنها كتاب من الرسومات الغامضة، يُعتقد أنه كُتب في الفترة ما بين 1438 – 1404، بأبجدية مجهولة ولغة غير واضحة، ولم يعرفها أحد من قبل، كما يبقى مؤلف تلك المخطوطة مجهولاً حتى يومنا هذا. ودرس تلك المخطوطة عدد كبير من الخبراء والعلماء اللغويين. وفشلت كل المحاولات الفردية والجماعية في تفسير أي حرف منها، مما عزز النظرية القائلة إن المخطوطة في الواقع ليست سوى خدعة متقنة ورسوماتها وأحرفها نوع من الرموز الاعتباطية. وحملت المخطوطة هذا الاسم نسبة لبائع الكتب ويلفريد فوينيتش، الأميركي من أصول بولندية، الذي كان يمتلكها عام 1912.
أخيراً، قالت وسائل إعلام إن اللغوي البريطاني جيرارد شيشاير قد قرأ جزئياً تلك المخطوطة، واستنتج أنها عبارة عن عرض مختصر للمعلومات حول خصائص الأعشاب وحمامات الشفاء، وبعض المعلومات الفلكية. ورأى أن المخطوطة من تأليف راهبات دومينيكيات، قمن بتجميعها للملكة أراغون ماريا من قشتالة في منتصف القرن الخامس عشر. إلا أن بعض الخبراء الذين حاولوا سابقاً قراءة المخطوطة شككوا بإمكانية قراءتها، ومنهم يوري أرولوف، رئيس قسم الرياضيات التطبيقية في معهد «كيلديش» التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الذي استنتج في وقت سابق، مع مجموعة من الخبراء، أن المخطوطة قد كتبت بعدة لغات. وفي تعليقه على استنتاجات اللغوي البريطاني، يقول أرولوف إن فهم محتوى مخطوطة فوينيتش، الأكثر غموضاً في العالم، التي يعجز العلماء حتى الآن عن فك تشفيرها، أمر مستحيل، رغم أخبار وتصريحات كثيرة عن أشخاص يؤكدون أنهم تمكنوا من قراءة نصها. وعبر عن قناعته بأن «الخبر حول ما قام به اللغوي البريطاني جيرارد واحد من جملة تلك الأخبار»، وأضاف: «في واقع الأمر، لا يدور الحديث عن تفسير معنى النصوص في المخطوطة، وإنما مجرد عرض لفرضيات حول اللغة المستخدمة في كتابة أجزاء من نص المخطوطة». وأشار أرولوف إلى عقبات يواجهها الخبراء خلال محاولات قراءة و«فك تشفير» مخطوطة فوينيتش، وقال بهذا الصدد إن «مختلف الباحثين، ومنهم جيرارد شيشاير، لديهم تصورهم الخاص حول الرموز المستخدمة في كتابة نص المخطوطة، ولذلك فإن تحديد هوية الرموز المكتوبة بأساليب مختلفة يبقى مسألة محط جدل، عندما تكون الأبجدية المعتمدة مجهولة». ويبقى أرولوف عند مشكلة أبجدية النص التي تحول دون قراءة دقيقة له، وتُبقي كل شيء ضمن مجال الاحتمالات لا المؤكد، ويقول: «إذا كانت الأبجدية غير معروفة، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن تحديده هو اللغة الأكثر احتمالاً للنص». وعاد وأكد قناعته بأن التفسير الدلالي، أو تفسير المعاني، لمخطوطة فوينيتش مستحيل». وبناء عليه، يرى أن مصطلح «فك التشفير» للمخطوطة يستخدم في هذا السياق للإشارة إلى أن شيئاً ما بات واضحاً، خلال الحديث عن نص لم يكن مفهوماً من قبل.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.