تمرّس في دروس التنفس

«التنفس البطني» يخفف حدة التوتر والقلق

تمرّس في دروس التنفس
TT

تمرّس في دروس التنفس

تمرّس في دروس التنفس

يساعد تعلم «التنفس البطني» «belly breathe» في تخفيف حدة استجابة جسمك للتوتر والقلق. ويتراوح متوسط عدد أنفاس الشخص يومياً بين 17 ألفاً و23 ألفاً، لكننا لا نتنفس دوماً بالطريقة الصحيحة. دقق في كيفية التعامل مع التوتر والضغوط النفسية.
تقول الدكتورة كاثرين روزا، من معهد «بينسون - هنري» لطب العقل والجسم التابع لجامعة «هارفارد»: «عندما نشعر بالتهديد من شيء ما، ينشط رد الفعل المتمثل في الاختيار بين المواجهة أو الهروب، ويصبح معدل تنفسنا أسرع وسطحياً، وتزداد سرعة ضربات القلب، وذلك لتمكيننا من الهروب من مصدر الخطر».
تنفس من البطن
* اشعر بالنفس في بطنك. بطبيعة الحال لم يعد أكثرنا بحاجة إلى تلك الاستجابة المذكورة بانتظام للهروب من الحيوانات المفترسة، فقد أصبح الخطر والتهديد متمثلين حالياً في مصادر التوتر مثل رسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، والاختناقات المرورية والزحام.
وتوضح الدكتورة روزا قائلة: «من المفترض أن تكون استجابة المواجهة أو الهروب رد فعل قصير الأمد ينشط ويعود إلى حالة الخمول، لكننا أصبحنا في يومنا هذا محاطين بالكثير من مثيرات التوتر مما يضعنا في حالة ضغط نفسي دائم، مما يجعل نشاط تلك الاستجابة مستمراً دون حتى ملاحظة ذلك».
وتضيف أن «من الحلول التي تساعد في تخفيف هذه الاستجابة، تغيير طريقة التنفس، فعوضاً عن التنفس من الصدر نتنفس من البطن. إذا راقبت الحيوانات أو الأطفال وهم نائمون سوف تلاحظ تنفسهم من البطن لا الصدر». وتضيف قائلة: «هذه الحالة التي تتسم بالاسترخاء هي طريقة التنفس الطبيعية».
عندما يتنفس المرء من الصدر، مثلما يحدث في حالة تنشيط استجابة المواجهة أو الهروب عند حدوث موقف يثير التوتر أو القلق، أو عند ممارسة الرياضة، تستنشق الرئتان كمية إضافية من الأكسجين الضروري لتحفيز القلب والعضلات.
من جهة أخرى، يحفز التنفس البطني العصب الحائر، الذي يمتد من أعلى الرأس ويمر بالرقبة والصدر وصولاً إلى القولون، ويحفز ذلك حالة الاسترخاء، ويخفض معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستوى التوتر.
استراتيجية الأنفاس المبسطة
هناك استراتيجية لتعليم نفسك كيفية التنفس البطني وهي ممارسة ما أطلقت عليه الدكتورة روزا «المبسطة» «the mini»... إليك ما ينبغي عليك فعله: «كل مرة تشعر فيها بالتوتر خذ ثلاثة أنفاس عميقة بطيئة تصل إلى البطن». وتقول دكتورة روزا: «إنه أمر بسيط، لكنه يعرقل عمل استجابة المواجهة أو الهروب ويعطلها. وبمرور الوقت يمكن للتنفس البطني أن يدعم مقاومتك لاستجابة المواجهة أو الهروب بحيث لا تصبح حساساً للأمور المثيرة للتوتر». لتتمكن من فعل ذلك انتبه لنمط تنفسك، وضع إحدى يديك على بطنك والأخرى على صدرك. تقول الدكتورة روزا: «ينبغي أن تكون يدك الموضوعة على صدرك ثابتة، والموضوعة على بطنك في حالة حركة وكأنك تنفخ بالوناً».
تقترح روزا ممارسة التنفس البطني على مدار اليوم بحيث تكون مرة كل ساعة، أو لمدة تتراوح بين 10 دقائق و15 دقيقة يومياً. وتضيف قائلة: «مع تحول الأمر إلى عادة، يمكنك ممارسة التنفس البطني في أي وقت تتعرض فيه إلى موقف مثير للتوتر».
* رسالة هارفارد
«مراقبة صحة الرجل»
خدمات «تريبيون ميديا».
استرح قليلاً وتنفس
> إذا لم تكن تعرف شيئاً عن التنفس البطني، فجرب هذا التمرين: اجلس على مقعد بحيث يكون جسمك مائلاً نحو الأمام، ثم ضع مرفقيك على ركبتيك، وتنفس بشكل طبيعي. يجبرك ذلك الوضع على التنفس من بطنك، بحيث تدرك ماهية هذا الشعور.



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال