موسكو تطلب من القاهرة استثناء الحديد الروسي من الرسوم الجمركية

TT

موسكو تطلب من القاهرة استثناء الحديد الروسي من الرسوم الجمركية

عبّرت وزارة التنمية الصناعة الروسية عن قلقها إزاء قرار مصر فرض رسوم وقاية مؤقتة على وارداتها من حديد الصلب والتسليح، وقالت وكالات أنباء روسية أمس، إن الوزارة وجّهت مذكرة إلى وزارة التجارة والصناعة المصرية، تطلب فيها عدم فرض تلك الرسوم على الحديد الروسي.
ونقلت صحيفة «آر بي كا» عن تيمور مكسيموف، نائب وزير الصناعة الروسي قوله إن الجانب الروسي وجّه مذكرة إلى وزير التجارة والصناعة المصري، يبلغه فيها بعدم وجود مبررات لفرض مثل تلك الرسوم على واردات الحديد الروسي.
كانت مصر قد أعلنت في 15 أبريل (نيسان) الماضي، عن بدء تحصيل رسوم وقاية مؤقتة على واردات مصر من حديد التسليح والصلب، قالت إن الهدف منها حماية الصناعة المصرية من منافسة غير عادلة مع المنتجات الأجنبية. وأوضحت أن الرسوم تشمل واردات مصر من حديد التسليح والصلب، بنسبة 15% لخام الحديد (بليت)، و25% على حديد التسليح بجميع أشكاله، وكذلك منتجاته نصف التامة مثل البليت، وحدد الفترة الزمنية التي سيجري العمل خلالها بتحصيل تلك الرسوم بـ180 يوماً.
كانت غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعة المصري، قد عبّرت عن معارضتها فرض الرسوم، وطالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لوقف ذلك القرار، ولوحت باللجوء إلى القضاء لإلغائه، محذرةً من أن فرض مثل تلك الرسوم على البليت يهدد مشروعات استثمارية كبيرة، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحديد في السوق المحلية، نظراً إلى عدم قدرة الإنتاج المحلي على تغطية كامل احتياجات المصانع المصرية من هذه المادة الخام.
وحسب بيانات غرفة الصناعات المعدنية، تحتاج المصانع المحلية إلى 7.9 مليون طن بليت سنوياً، يوفر الإنتاج المحلي 4.5 مليون طن منها، ويتم استيراد نحو 3.5 مليون طن تقريباً.
وتقول روسيا إن هذه الرسوم قد تلحق خسائر فادحة بشركات الإنتاج والتصدير الروسية. وحسب تقديرات وزارة الصناعة الروسية، قد يصل حجم تلك الخسائر حتى 440 مليون دولار سنوياً. وقالت صحيفة «آر بي كا» إن الوزارة لم تجب عن سؤال حول الأسس التي انطلقت منها، وكيف تمكنت من تقدير الخسائر المحتملة.
من جانبه قال أوليغ بيتروبافلوفسكي، كبير المحللين في مؤسسة «بي كا إس» الروسية المتخصصة في أسواق المال والاستثمارات، إن تقديرات وزارة الصناعة الروسية للخسائر مبالَغ فيها، لافتاً إلى أن حجم صادرات الحديد الروسي إلى مصر ليس كبيراً جداً، وعبّر عن قناعته بإمكانية تحويله إلى أسواق أخرى، بحال لم تتوفر شروط مناسبة في السوق المصرية.
ويحتل الحديد الأوكراني المرتبة الأولى في واردات مصر. وصدرت الشركات الأوكرانية إلى مصر عام 2018 كميات من حديد الصلب والتسليح والخام بلغت 1.2 مليون طن بقيمة مليار دولار أميركي. أما روسيا ومع زيادة حجم صادراتها من تلك المنتجات إلى مصر عام 2018 بنسبة الثلث، مقارنةً بحجم الصادرات عام 2017 فإن قيمتها الإجمالية العام الماضي لم تتجاوز 530 مليون دولار، وفق ما تشير بيانات وكالة الجمارك الفيدرالية الروسية.
وتستورد مصر الحديد الروسي عبر عقود مع عدد من الشركات، في مقدمتها مؤسسة «نوفوروس ميتال»، وهي شركة روسية كبرى في مجال إنتاج وتصدير الحديد، فضلاً عن شركات أخرى مثل مصنع «ألبينسك لصناعة حديد التسليح»، و«ميتالو إينفست»، الذي يملكه رجل الأعمال الروسي علي شير عثمانوف. ولم تعلق أيٌّ من تلك الشركات الروسية حتى الآن على قرار رسوم الوقاية المؤقتة في مصر.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.