علي الهويريني منتقداً «العاصوف»: يخالف حقيقة المجتمع

قال إنه «لم يتطرق إلا للمشاكل العائلية»... وشبّهه بـ«طاش ما طاش»

المفكر والناقد السعودي علي الهويريني خلال مقابلة في برنامج «الليوان» على قناة «روتانا خليجية»
المفكر والناقد السعودي علي الهويريني خلال مقابلة في برنامج «الليوان» على قناة «روتانا خليجية»
TT

علي الهويريني منتقداً «العاصوف»: يخالف حقيقة المجتمع

المفكر والناقد السعودي علي الهويريني خلال مقابلة في برنامج «الليوان» على قناة «روتانا خليجية»
المفكر والناقد السعودي علي الهويريني خلال مقابلة في برنامج «الليوان» على قناة «روتانا خليجية»

انتقد المفكر والناقد السعودي علي الهويريني مسلسل «العاصوف» باعتباره مخالفاً لحقيقة المجتمع في الحقبة الزمنية التي يتناولها العمل، حسبما ذكر خلال مقابلة تلفزيونية.
وقال الهويريني في برنامج «الليوان» مع الإعلامي السعودي عبد الله المديفر على قناة «روتانا خليجية» ليلة أمس (الأربعاء)، إن «مسلسل العاصوف إذا كان يتكلم عن فترة الستينات والسبعينات فهو ظلمنا قليلاً، لأن في تلك الفترة كانت لدينا نهضة ثقافية وفكرية وصناعية ومهنية»، متابعاً: «أنا لا أعلم عن بقية الرواية. أعطيني القصة الحقيقية» في تلك الحقبة الزمنية.
وأضاف أن «(العاصوف) لم يتطرق في المجتمع السعودي إلا للمشاكل العائلية (الصابونيات) التي لا تدخل في العمل الأدبي»، مبيناً أن «ما يقدمه لا يعنينا في قضايانا»، حيث يناقش مشاكل شبيهة بتلك التي عرضها «طاش ما طاش»، وهو المسلسل الذي أدى فيه الفنان ناصر القصبي دور البطل إلى جانب زميله عبد الله السدحان لـ18 موسماً.
وأكد الهويريني أنه «ليس من الضروري أن تكون رسائل المسلسلات والدراما مباشرة، ولكن يجب أن تخرجني من العائلات إلى المال الذي هو عصب حياتنا. أعطيني طريقة ذلك التاجر الذي أصر على أن يحفظ ماله في البلد ويستثمر فيه»، منوهاّ أن «السينما في أميركا لا تعرض المشاكل العائلية أبداً، بخلاف العالم العربي» الذي «يقدم فيه الكل حكايات اجتماعية لا ترقى إلى ما يسمى بالفكر الأدبي».
وشدد على ضرورة أن يكون «إشراك المرأة بهدف. ولا تظهر ضعيفة»، وقال: «ارفعوا من مستوى المرأة في الدراما وأظهروها كطبيبة أو أي عمل إيجابي آخر».
وأفاد الناقد الهويريني بأن «الدراما صُنعت من الأصل لبناء المجتمع إما عن طريق الإضحاك أو عن طريق جعل الناس يحسون بالجرح الذي فيهم»، لافتاً إلى أنه «يجب أن نبني بالعمل مجتمعاً ونخفي ضعفه».
وأوضح أنه «يجب أن ندع الناس يتعلمون مشاهدة السينما وقراءتها والحكم عليها»، مضيفاً أن «الكاتب الذي لا يقول للناس شيئاً ولا يبحث عن ماذا يريدون فهو نكسة على المجتمع» و «هنالك كاتب لا يكتب ما يريد الناس بل يكتب ما يريد ليصحح».
وفيما يخص الأعمال المصرية، ذكر الهويريني أنه «من عام 1927 وحتى الآن لا يوجد سوى 4 أو 5 أفلام يمكن أن أسميها (سينما)، وهي: الأرض، عودة الابن الضال، شيء من الخوف، رأفت الهجان».
وبيّن أن «الدراما التي تعرض في العالم مدروسة لأن الكاتب يسعى ويسأل عن المواقع والأشياء حتى يعرف كيف يُصدّر رسالته للمجتمع، والتي يجب أن تركز على المال والموروث والمرجعية، ولا يمنع من تقديمها بقالب كوميدي»، موضحاً أن «الفن والإعلام دورهما صناعة الأمة لترتقي، ورفع مستوى المجتمع، حيث وُجِدَا لإيصال الرسائل للناس، ولكن إعلامنا لا يعرض مشاكلنا الحقيقية».


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.