السعودية والإمارات تحذران من «خطورة» استهداف الملاحة الدولية

رفعتا شكويين إلى مجلس الأمن بعد استهداف الناقلات الأربع والمنشآت النفطية

السعودية والإمارات تحذران من «خطورة» استهداف الملاحة الدولية
TT

السعودية والإمارات تحذران من «خطورة» استهداف الملاحة الدولية

السعودية والإمارات تحذران من «خطورة» استهداف الملاحة الدولية

قدمت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شكويين إلى مجلس الأمن في شأن «الحادث الخطير» الذي تمثّل باستهداف أربع ناقلات نفط تجارية في ميناء الفجيرة الإماراتي وشكّل «تهديداً لسلامة وأمن» الملاحة البحرية الدولية، وفي شأن قيام الحوثيين في اليمن باستهداف محطات لضخ النفط في الدوادمي وعفيف في المملكة التي طالبت مجلس الأمن بأن يتخذ «إجراءات عاجلة» لنزع أسلحة «ميليشيات الحوثي الإرهابية» المدعومة من إيران والحيلولة دون تصعيد التوترات الإقليمية.
وكتب المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الإندونيسي ديان تريانسياه دجاني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «سبع طائرات درون متفجرة هاجمت بنى تحتية» صبيحة الثلاثاء في المملكة العربية السعودية، مضيفاً أن «طائرات الدرون كانت مسيّرة من ميليشيا الحوثي في اليمن المدعومة من إيران في اتجاه محطات لضخ النفط في مدينتي الدوادمي وعفيف». وأوضح أن «هذا الهجوم وقع على خط شرق غرب لأنبوب النفط الذي ينقل النفط السعودي إلى ميناء ينبع ومنه إلى بقية العالم». ولفت إلى أنه «في الوقت الذي تتبنى فيه ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة (عن الهجوم) وتسميه نصراً»، فإن «عملاً كهذا سيؤدي فقط إلى المزيد من التصعيد في المنطقة». وأكد المعلمي «التزامنا دعم الجهود السياسية التي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن (مارتن غريفيث) ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار (في الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد) لتنفيذ اتفاق استوكهولم بنجاح». بيد أنه نبّه إلى أن «عملاً كهذا سيعرض للخطر جهود الأمم المتحدة». وذكر بأن المملكة العربية السعودية تدعو إلى «التنفيذ الكامل لكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرارات 2140 و2216 و2541 من أجل منع ميليشيات الحوثيين من استخدام ميناء الحديدة البحري كمنصة انطلاق للكثير من عملياتها الإرهابية، التي تقوّض جهود المبعوث الخاص إلى اليمن للتوصل إلى تسوية سلمية». وطالب أيضاً مجلس الأمن بأن «يتخذ إجراءات عاجلة للتعامل مع مخزون الحوثي من الأسلحة ونزع سلاح هذه الميليشيا الإرهابية، للحيلولة دون تصعيد هذه الهجمات التي تصعد التوترات الإقليمية وتزيد أخطار وقوع مواجهة إقليمية أوسع». وطلب توزيع هذه الرسالة كوثيقة رسمية على بقية أعضاء مجلس الأمن.

رسالة إماراتية سعودية

وأورد المندوب السعودي ونظيرته الإماراتية لانا نسيبة في رسالة مشتركة منفصلة إلى رئيس مجلس الأمن، ومنها نسخة مطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنهما يكتبان بتعليمات من حكومتي السعودية والإمارات من أجل «لفت الانتباه إلى حادث خطير يتعلق بالأمن والسلم الدوليين» ولأن «هذا الحادث يشكل تهديداً لسلامة وأمن التجارة الدولية والملاحة البحرية».
وجاء في الرسالة أنه «في 12 مايو (أيار) 2019 تعرضت أربع ناقلات تجارية، منها اثنتان ترفعان العلم السعودي وواحدة ترفع العلم النرويجي وواحدة ترفع العلم الإماراتي، للاستهداف والضرر في المياه الإقليمية للإمارات العربية المتحدة، شرق ميناء الفجيرة»، مضيفة أنه «فيما لم تؤد الهجمات المتعمدة إلى أي إصابات، أو تسرب للنفط أو لكيماويات مؤذية، فإن ذلك كان يمكن أن يحصل». بيد أن الهجمات أوقعت «ضرراً بهياكل ما لا يقل عن ثلاث من السفن، مما هدد سلامة وأرواح من على متنها، وكان يمكن أن تؤدي إلى كارثة بيئية». وأشارت إلى أن «العمليات في ميناء الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة تواصلت كالمعتاد من دون أي انقطاع».
وأفاد المعلمي ونسيبة بأن «الإمارات العربية المتحدة تجري تحقيقات وافية، بالتعاون مع مملكة النرويج والمملكة العربية السعودية باعتبارها دول الأعلام، ومع شركاء إقليميين ودوليين»، واعدين بتقديم النتائج إلى مجلس الأمن والأمين العام. وأضافا أنهما يعطيان علماً للأمين العام للمنظمة البحرية الدولية كيتاك ليم حول هذه الهجمات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.