علاج للتليف الرئوي باستهداف «خلايا الزومبي»

أظهرت تجربة سريرية على البشر تجرى لأول مرة، مؤشرات إيجابية في علاج التليف الرئوي مجهول السبب عن طريق استهداف خلايا الزومبي.
والزومبي خلايا غير ميتة، لكنها لا تؤدي المهام التي تقوم بها الخلايا الطبيعية بالكفاءة نفسها، بل إنها تطلق مواد كيميائية يمكن أن تضر الخلايا الطبيعية القريبة منها، واشتق اسمها من شخصية حملت الاسم نفسه ظهرت كجثة متحركة في فيلم الرعب «ليلة الموتى الأحياء» عام 1968، ثم أصبحت تستخدم بعدها مجازاً في مجالات عدة، فتستخدم في الحياة العامة لوصف الأشخاص الكسالى الذين يتصرفون كما لو أنهم غائبون عن الوعي، واستخدمها الباحثون لوصف الخلايا عديمة الفائدة.
وخلال التجربة الأولية التي شملت 14 مريضاً، وفق تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» نشرته أمس عن تفاصيلها، قام فريق بحثي يرأسه الدكتور جيمس كيركلاند، من مستشفى مايو كلينيك بولاية مينيسوتا الأميركية، باستهداف تلك الخلايا بالأدوية بعد أن أظهرت رئات مرضى التليف الرئوي مجهول السبب أدلة على وجودها.
ويقول الدكتور كيركلاند خلال التقرير: «بعد ثلاثة أسابيع من العلاج، أظهر المرضى تحسناً في بعض علامات اللياقة البدنية، مثل سرعة المشي، لكنهم لم يظهروا تحسناً في علامات أخرى».
ويوصف هذا المرض بأنه حالة قاتلة، حيث يتسبب في إصابة أنسجة الرئة بندوب تؤدي إلى فشلها في نهاية المطاف، وتصبح خيارات العلاج وقتها محدودة جداً، ويحتاج المريض إلى زرع رئة، وهو ما دعا الدكتور غريغوري كوسغروف، كبير المسؤولين الطبيين بمؤسسة التليف الرئوي، إلى إبداء حماس شديد لما توصلت إليه الدراسة من نتائج.
وقال الدكتور كوسغروف الذي لم يشارك بالدراسة في التقرير الذي نشرته «أسوشييتد برس»: «النتائج مشجعة بشكل عام، إنها تثير الحماس لمواصلة الدراسات الأكثر صرامة».
وتعد هذه الدراسة استكمالاً لدراسات سبقتها على فئران التجارب، وأثبت الفريق البحثي ذاته من خلالها وجود علاقة مباشرة بين خلايا الزومبي والشيخوخة.