الميليشيات تمنع وصول أدوية لـ3 آلاف مريض بالسرطان

اتهام أممي للجماعة الانقلابية بتعليق 50 اتفاقية مع المنظمات الدولية

TT

الميليشيات تمنع وصول أدوية لـ3 آلاف مريض بالسرطان

في وقت تواصل الميليشيات الحوثية إعاقة وصول الأدوية والمساعدات الإنسانية في مختلف المناطق الخاضعة لها، اتهمت الحكومة الشرعية الجماعة الموالية لإيران بمنع وصول أدوية 3 آلاف مريض بالسرطان في محافظة إب.
وجاء الاتهام الحكومي بالتزامن مع اتهام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) الميليشيات بمنع واحتجاز عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية والطبية، وتعليق أكثر من 50 اتفاقية فرعية مع المنظمات الأممية والدولية غير الحكومية.
وقال بيان صادر عن «الأوتشا»: إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع واحتجاز 71 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية خلال شهر فبراير (شباط) فقط. فضلاً عن إيقاف عشرات الشاحنات الأخرى التابع للأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية في إب خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
وأكد البيان قيام الجماعة الحوثية بعرقلة جهود البرنامج الأممي في منطقة كشر بمحافظة حجة، وقال إن الجماعة منعت أكثر من 41 شاحنة محملة بالمساعدات والتي تتضمن توفير المأوى والمواد غير الغذائية من دخول محافظة حجة؛ مما أدى إلى إبطاء إيصال المساعدات الطارئة للأسر النازحة حديثاً، قبل أن يتم السماح أخيراً بدخولها.
وأوضح البيان أن الميليشيات رفضت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى مناطق المواجهة بكشر، سواءً لتقديم المساعدات أو لتقييم الأوضاع الإنسانية.
واتهم مكتب «الأوتشا» الميليشيات في محافظة إب بأنها قامت في 15 فبراير الماضي عبر مكتب الجمارك التابع لها باحتجاز 30 شاحنة تابعة للأمم المتحدة؛ كانت تحمل إمدادات طبية قابلة للتلف قادمة من عدن إلى محافظة الحديدة ؛ إضافة إلى احتجاز عشرات الشاحنات الأخرى التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
وذكر البيان، أن هناك سبع اتفاقيات فرعية للمشاريع الممولة من الصندوق الإنساني اليمني (YHF)، تهدف للوصول إلى 236 ألف شخص، في انتظار موافقة الحوثيين، في حين أفادت المنظمات غير الحكومية الدولية بأن 45 اتفاقية فرعية معلقة منذ شهر مارس (آذار) الماضي سيستفيد منها 430 ألف شخص.
في السياق نفسه، طالبت اللجنة اليمنية العليا للإغاثة، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، بالتدخل العاجل للإفراج عن شحنات الأدوية الخاصة بمرضى السرطان في محافظة إب، وضمان وصولها إلى مركز الأورام المتخصص في المحافظة.
كما طالبت اللجنة المسؤولين الدوليين بالضغط العاجل على الميليشيات لوقف اعتداءاتها ومضايقاتها للمنظمات الإغاثية في اليمن، والتي كان آخرها الاعتداء وإطلاق النار على فريق منظمة «كير» في محافظة إب، والاستيلاء على 279 سلة غذائية.
وأكد بيان رسمي صادر عن اللجنة، أن احتجاز الميليشيات لهذه الأدوية يهدد حياة ما يزيد على 3 آلاف مريض بالسرطان في محافظة إب، خصوصاً بعد نفاد ما يقارب من 5 في المائة من أدوية السرطان في المركز المتخصص لعلاج الأورام السرطانية في المحافظة.
واتهم البيان الميليشيات بأنها احتجزت الشهر الماضي أكثر من 25 شاحنة وقاطرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي كانت تحمل مساعدات إغاثية ومشتقات نفطية خاصة بالمستشفيات في محافظة إب.
واعتبر البيان هذه التصرفات الحوثية «جرائم إرهابية تستهدف المجتمع بشكل عام وتخالف القوانين الدولية وتنذر بانهيار للقطاع الصحي في المحافظة، والوضع الإنساني بشكل عام».
وأبدى البيان الحكومي أسفه جراء استمرار صمت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي حيال هذه الممارسات الحوثية، وقال إن ذلك الصمت، «أمر مؤسف وغير مقبول، ويشجع ميليشيات الانقلاب على ارتكاب المزيد من احتجاز القوافل الإغاثية والدوائية الخاصة بالشعب اليمني في المناطق غير المحررة».
ولفت بيان اللجنة إلى توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تقتضي توفير كل الدعم والمساندة والتسهيلات لعمل المنظمات الأممية والدولية لتنفيذ مشاريعها الإغاثية في اليمن وإيصال المساعدات لمستحقيها في المحافظات كافة دون استثناء، محملاً الميليشيات الانقلابية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تردي الوضع الإنساني في المناطق غير المحررة.
وجدّدت اللجنة اليمنية العليا للإغاثة في بيانها مطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير كافة الضامنة لإيصال المساعدات إلى مستحقيها، والإجراءات الكفيلة بعدم تكرار حوادث الاحتجاز والنهب للمساعدات، داعية إلى اتخاذ مواقف صارمة وموحدة حيال تصرفات وانتهاكات الميليشيات الانقلابية بحق العملية الإغاثية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.