مصر: مقتل كاهن بالرصاص داخل كنيسة

التحريات تعتبر الجريمة «جنائية» وتستبعد «الإرهاب»

بعد أقل من شهر على الحكم بإعدام راهبين أدينا بقتل أسقف كنيسة في مصر، لقي كاهن بإحدى كنائس منطقة شبرا الخيمة (شمال القاهرة) مصرعه، أمس، بعد تعرضه لهجوم بالرصاص من قبل شخص أشارت التحريات الأولية لأجهزة الأمن أنه من «العاملين بالكنيسة». وأفادت الكنيسة الأرثوذكسية، أمس، بأن «القمص مقار سعد مقار كاهن كنيسة مارمرقس الرسول بالمنشية الجديدة بشبرا الخيمة تعرض (صباح الاثنين) لحادث إطلاق نار بيد أحد الفراشين (عامل) بالكنيسة؛ مما أدى إلى مصرعه فور إطلاق النيران عليه».
وأكدت المطرانية، أنها أبلغت الجهات الأمنية والنيابة العامة لبدء التحقيق، وقالت إن «الحادث جنائي»، مستبعدة شبهة «الإرهاب». وأفادت وسائل إعلام محلية في مصر، بأن المتهم بارتكاب الحادث فرّ من الكنيسة عقب إطلاق النيران، غير أنه «عاد وسلّم نفسه لأجهزة الأمن». وفي 25 أبريل (نيسان) الماضي، قضت محكمة مصرية، بالإعدام شنقاً على راهبين بالكنيسة الأرثوذوكسية، أُدينا بقتل الأنبا إبيفانيوس (64 عاماً) أسقف دير الأنبا «أبو مقار» بوادي النطرون، في يوليو (تموز) من العام الماضي.
وأصدرت محكمة جنايات دمنهور الحكم بالإعدام في القضية المثيرة للجدل بمصر عموماً وفي الأوساط المسيحية على وجه خاص، بحضور المتهمَين: وائل سعد تواضروس (الراهب المُجرد من رتبته الكنسية)، وزميله فلتاؤوس المقاري، وذلك بعد نحو ثمانية أشهر من نظر القضية. وأدانت المحكمة الراهبَين بارتكاب جريمة «القتل مع سبق الإصرار والترصد» بحق أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.
وقالت النيابة إن الراهب «اعترف في التحقيقات بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع الراهب فلتاؤوس المقاري، والذي حاول الانتحار بعد توجيه الاتهام إليه». وأثارت واقعة مقتل إبيفانيوس عاصفة غير مسبوقة في الكنيسة المصرية، وأعقبتها قرارات حاسمة من بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني، الذي قرر تعليق الرهبنة أو قبول أعضاء جدد في الأديرة القبطية لمدة عام بدءاً من أغسطس (آب) الماضي، كما حظر على الأساقفة الظهور في وسائل الإعلام لأي سبب وبأي وسيلة (سواء كانت فضائيات أو مطبوعات)، ومنحهم شهراً لغلق أي حسابات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك».