مصريون يرصدون بعدساتهم جماليات الملامح الرمضانية

يتجولون في الشوارع والمعالم الأثرية بشعار «فوتوغرافيا للحياة»

زينة رمضان بأحد شوارع القاهرة بعدسة فناني فريق «35 مللي»
زينة رمضان بأحد شوارع القاهرة بعدسة فناني فريق «35 مللي»
TT

مصريون يرصدون بعدساتهم جماليات الملامح الرمضانية

زينة رمضان بأحد شوارع القاهرة بعدسة فناني فريق «35 مللي»
زينة رمضان بأحد شوارع القاهرة بعدسة فناني فريق «35 مللي»

تجتذب عادات ومظاهر شهر رمضان في مصر، المصورين الفوتوغرافيين لتوثيق وإبراز جمال وروحانيات هذه المظاهر المتكررة كل موسم، راصدين بعدساتهم الأشخاص واللحظات والمشاهد والعبادات التي يشاهدونها أو يعايشونها في الشوارع المصرية.
ويعد مصورو فريق «35 مللي» من بين هؤلاء، الذين يملأهم الشغف بالتصوير والولع بالإبداع، حيث يوجهون عدساتهم إلى شوارع القاهرة، لرصد طباع المصريين وتجسيد ملامح الحياة الرمضانية بها، وإبراز مفرداتها من معالم إسلامية ونفحات إيمانية وممارسة عادات وتقاليد واحتفالات دينية وشعبية خلال الشهر الكريم، وذلك عبر ورشة فنية أطلقوا عليها مسمى «القاهرة في رمضان».
يقول أحمد شعراوي، مؤسس فريق «35 مللي» والمسؤول عن أنشطته، لـ«الشرق الأوسط»: «تتسم شوارع القاهرة خلال شهر رمضان المبارك بطابع خاص ومميز، بل إن كل شارع من الشوارع تمتلئ جنباته باحتفالات ومظاهر مصرية خاصة، لذا جذبتنا هذه السمات لأن نستكشفها ونرصدها ونوثّقها، ونرفع في ذلك شعارنا الدائم (فوتوغرافيا للحياة)، محاولين أن نكون واقعيين، حيث نقوم بتصوير الشارع بروح طبيعية، دون تمثيل أو تجميل».
ويوضح: «هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يتم فيها تنظيم ورشة (القاهرة في رمضان) خلال الشهر الفضيل، بعد أن تم تنظيمها خلال العامين الماضيين، حيث تحاول كل ورشة أن تكمل عمل الورشة السابقة لها، رغم اختلاف المصورين المشاركين في كل ورشة، وذلك في محاولة لخلق ثيمة واحدة، وإتمام عمل إبداعي يمكن أن يخرج للنور من خلال معرض فني كبير يكون نتاج أعمال الورش مجتمعة، آملاً أن يكون تنظيم المعرض مع شهر رمضان العام المقبل».
ويلفت شعراوي إلى أن الورشة هذا العام بدأت في اليوم الرابع من رمضان وتستمر حتى منتصف الشهر، حيث يكون نزول المشاركين بشكل جماعي إلى أماكن بعينها لتصويرها ورصد ما بها من مظاهر رمضانية، مشيراً إلى تعدد الأماكن التي تستهدفها الورشة، حيث سيتم النزول لتصوير منطقة مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي ومسجد المحمودية بحي الخليفة بجوار قلعة صلاح الدين، وكذلك معالم منطقة الغورية حيث توجد وكالة الغوري وشارع الخيامية وباب زويلة، إلى جانب تصوير المساجد القديمة مثل مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بُني في مصر وقارة أفريقيا.
أما عن فلسفة التصوير التي يتبعها الفريق، فيقول: «نحن نسعى لعيش التجربة أولاً، ثم نقوم بالتصوير بعد ذلك، بمعنى أننا نحاول أن نعيش أجواء رمضان في الأماكن التي نقصدها، بما ينعكس بإيجابية على عدساتنا، وهو ما يعكسه شعارنا (فوتوغرافيا للحياة)».
يشير شعراوي إلى أن رحلات الفريق بشكل عام، وفي شهر رمضان بشكل خاص، رغم أن الهدف الأول منها هو التصوير، فإن هناك أهدافاً أخرى، فهناك هدف ثقافي يتمثل في التعرف على تاريخ المناطق التي تتم زيارتها، وهدف فني حيث يصاحبهم أحياناً من يهوون الغناء والموسيقى، إلى جانب هدف آخر يتمثل في التواصل مع السياح، وتشجيع السياحة الداخلية.
ويذكر مؤسس «35 مللي» أن الفريق يضم نخبة من المصورين من طلبة وخريجي كليات الفنون وكليات أخرى، إلى جانب الهواة ومحبي التصوير من مجالات مختلفة، لافتاً إلى أن عددهم متغير وغير ثابت، حيث ينضم ويخرج أعضاء بشكل مستمر، مشيراً إلى أنه أحياناً يتم توسيع دائرة رحلات التصوير بوجود أصدقاء ومعارف من أعمار مختلفة حتى وإن كانوا غير مهتمين بالتصوير، مما يضفي روحاً عائلية على هذه الرحلات.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.