إمام مسجد النور بنيوزيلندا: الشرطة تجاهلت تحذيرات من سلوكيات مشبوهة قبل «المجزرة»

السلطات بدأت التحقيق في الهجوم الإرهابي

جمال فودة إمام مسجد النور بنيوزيلندا (أ.ب)
جمال فودة إمام مسجد النور بنيوزيلندا (أ.ب)
TT

إمام مسجد النور بنيوزيلندا: الشرطة تجاهلت تحذيرات من سلوكيات مشبوهة قبل «المجزرة»

جمال فودة إمام مسجد النور بنيوزيلندا (أ.ب)
جمال فودة إمام مسجد النور بنيوزيلندا (أ.ب)

قال إمام أحد المسجدين المستهدفين في هجمات كرايستشيرش الإرهابية بنيوزيلندا في مارس (آذار) الماضي، إن الشرطة تجاهلت تقارير كان قد أرسلها لها تتعلق بأحداث وسلوكيات مريبة ومشبوهة في المسجد حتى أسابيع قبل وقوع الاعتداءات.
وكان مسلح قد قتل 51 شخصاً في مسجدي «النور» و«لينوود» أثناء صلاة الجمعة في كرايستشيرش في 15 مارس الماضي، وبث جريمته على «فيسبوك» في أسوأ هجوم بالرصاص في وقت السلم بنيوزيلندا.
ونقل موقع «نيوز هاب» النيوزيلندي، عن جمال فودة، إمام مسجد النور قوله إنه أرسل أحد هذه التقارير قبل وقوع الحادث بثلاثة أسابيع فقط، مشيراً إلى أن الشرطة أكدت له أن المسجد آمن.
وأشار فودة إلى أنه يعتقد أن الهجمات لم يكن مخططًا لها من قبل شخص واحد بل جماعة.
وأوضح أنه في أواخر عام 2017. جاء شخصان أوروبيان إلى المسجد وادعيا أنهما مسلمان، ونعتوا المصلين الآخرين بالمسجد بـ«غير المؤمنين»، كما قاموا بالصراخ في اثنين من المصلين وأمروهم بالعودة إلى ديارهم.
وتابع فودة أنه شعر بالقلق تجاه هذين الشخصين قائلا إن ما فعلاه «يمثل خطراً بالغاً، ليس فقط ضد المسلمين ولكن ضد النيوزيلنديين أجمعين»، إلا أن الشرطة تجاهلت تحذيره، وردت عليه قائلة: «لا، هذا ليس خطيراً، لدينا أشياء أخرى ينبغي علينا فعلها».
وأكد إمام مسجد النور أنه أثار قضية أمن المساجد مع الشرطة العام الماضي، لكنها أخبرته أنه لا يوجد شيء يدعو للقلق.
وأضاف أنه، قبل ثلاثة أسابيع فقط من وقوع الهجمات، أعطى الشرطة صورة لرجل مشبوه مقتبسة من كاميرا المراقبة الخاصة بالمسجد، وأخبرهم أن الرجل كان يجول حول المسجد وينظر إليه من جميع جوانبه، وأنه رفض ذكر اسمه عند سؤاله عنه.
وأوضح قائلاً: «أكدوا لنا أن المسجد آمن، وكل شيء آمن، لكن اتضح لنا أن هذا غير صحيح».
وفي السياق ذاته، بدأت نيوزيلندا اليوم (الاثنين) تحقيقاً في مذبحة المسجدين بالاستماع للأدلة في الوقت الذي تستعد فيه رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن للمشاركة في استضافة اجتماع في فرنسا يسعى للحصول على دعم عالمي للتصدي للعنف عبر الإنترنت.
وستبحث اللجنة الملكية في نيوزيلندا أنشطة المسلح المشتبه به واستخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي واتصالاته الدولية وما إذا كان هناك خلل في ترتيب أولويات موارد مكافحة الإرهاب.
وقالت أرديرن في بيان: «سيساعد ما تتوصل إليه اللجنة في ضمان عدم تكرار مثل هذا الهجوم ثانية».
وقال موقع اللجنة الملكية على الإنترنت إنها ستجمع معلومات حتى أغسطس (آب)، وسترفع ما توصلت إليه للحكومة في العاشر من ديسمبر (كانون الأول).
ودعا بعض أفراد الجالية المسلمة إلى تواصل أفضل فيما يتعلق بالتحقيق.
وسترأس أرديرن اجتماعاً يوم الأربعاء المقبل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، يهدف إلى إقناع زعماء العالم ومديري شركات التكنولوجيا بالتوقيع على «دعوة كرايستشيرش»، وهي تعهد بالقضاء على المحتوى الذي يحث على العنف والتطرف على الإنترنت.
ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع ممثلون عن «فيسبوك» و«غوغل» و«تويتر» وغيرها من شركات التكنولوجيا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.