فرنسا تبحث مصير «دواعشها» في العراق

تحذيرات من أجيال جديدة من التنظيم

TT

فرنسا تبحث مصير «دواعشها» في العراق

بحث السفير الفرنسي في العراق، برونو أوبير، مع رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، القاضي فائق زيدان، المشكلات المتعلقة بالمتهمين بالإرهاب حاملي الجنسية الفرنسية الذين كان العراق تسلمهم من «قوات سوريا الديمقراطية».
وقال بيان صدر عن المجلس، أمس، إن «الجانبين بحثا متابعة شؤون المتهمين بالإرهاب من حملة الجنسية الفرنسية، وجهود عقد اتفاقية قضائية بين العراق وفرنسا».
كانت السلطات العراقية تسلمت في فبراير (شباط) الماضي 14 مقاتلاً فرنسياً في تنظيم «داعش» من «قوات سوريا الديمقراطية». وتناقضت المواقف بشأن مصير هؤلاء حتى حسم الرئيس العراقي برهم صالح، الجدل حين أعلن أنهم سيحاكمون في العراق، طبقاً للقانون العراقي. وفي هذا السياق أكد مصدر رسمي مطلع، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما بحثه السفير الفرنسي مع رئيس مجلس القضاء الأعلى يتعلق بـ14 فرنسياً معتقلين لدى الجهات العراقية، حيث تم جلبهم في وقتها بعملية استخبارية».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «هؤلاء تجري محاكمتهم، وفق القانون العراقي، لأن الجرائم التي ارتكبوها تقع ضمن ولاية القضاء العراقي». وأوضح أن «الجانب الفرنسي يريد عقد اتفاقية مع الحكومة العراقية على شكل مذكرة تفاهم بين العراق والدولة المعنية تتعلق باسترداد المحكومين، ويصادق عليها مجلس الأمن الوطني، وهي تشمل كل الجرائم باستثناء الإرهاب».
من جهته، أكد الخبير القانوني، أحمد العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قانون العقوبات العراقي حدد آليات التعامل مع الجريمة ومرتكبيها، سواء في العراق أو خارجه»، مبيناً أنه «لا ولاية للقانون العراقي على من لم يرتكب جريمة داخل العراق، باستثناء (الدواعش)، سواء أكانت جرائمهم داخل العراق أم خارجه، باعتبارها تمس الأمن الوطني العراقي». وأضاف أن «العراقيين المنتمين إلى (داعش)، سواء ارتكبوا جرائمهم في العراق أم سوريا، يخضعون للقانون العراقي. أما الأجانب ففي حال كانوا مجرمين عاديين فلا ولاية للقضاء العراقي عليهم، ما لم يرتكبوا جريمة داخل العراق، بينما (الداعشي)، بما في ذلك الأجنبي، فإنه يحاكم داخل العراق، لأن جرائم الإرهابين تمس أمن الدولة، ولو لم تقع داخل العراق».
إلى ذلك، وفيما ضبطت وزارة الداخلية وكراً جديداً لعناصر تنظيم «داعش» في كركوك، حذر زعيم «ائتلاف الوطنية»، إياد علاوي، من الأساليب الجديدة التي بدأ هذا التنظيم يتبعها، وقال علاوي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، إن «(داعش) وإرهابه بدأ يطفو على السطح من جديد بأعمال خبيثة مرة أخرى، وهو ما سبق وحذرنا منه، ومن أجيال جديدة لهذا التنظيم الإرهابي تنتهج أسلوب العمليات النوعية، فضلاً عن التحديات والتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة». وأضاف علاوي أن «المؤسف والمؤلم أن البيئة السياسية والاقتصادية في العراق لا تزال غير طاردة للإرهاب»، مشيراً إلى أن «المواطن لم يلمس حتى اللحظة أي أثر إيجابي أو تطبيق لشعارات الإصلاح التي رُفعت، وهو ما يتطلب جرد حساب عاجل من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية، ووقفة تأمل ومراجعة حقيقية قبل فوات الأوان».
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية، وفي بيان لها، أن «مفارز استخبارات الشرطة الاتحادية العاملة ضمن وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية ضبطت وكرين تابعين لعصابات (داعش) الإرهابية في وادي زغيتون بكركوك؛ احتوى الأول على 3 عبوات ناسفة، وقد تم تدميرها وردم الوكر». وأضاف: «أما الثاني فعبارة عن غرفة تحت الأرض احتوت على 6 عبوات ناسفة و3 صواعق وأغطية وأفرشة وتجهيزات عسكرية وأواني طبخ وكابلات كهربائية وأدوات حاسبة إلكترونية، حيث تم رفع المواد وردم المكان من دون حادث يذكر». وأشار إلى أن «المفارز أعلاه، وبالتعاون مع القوات الأمنية، عثرت على وكر آخر في قرية سماكة السفلى وجدت بداخله منشورات تابعة لعصابات (داعش) الإرهابية وعتاد بكمية كبيرة وقنابل (هاون) جاهزة للنصب وجهاز موبايل، حيث تم تدميرها من قبل الجهد الهندسي».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».