تونس: أكثر من 50 سنة سجناً لأربعة أشقاء تبنوا أفكاراً إرهابية

TT

تونس: أكثر من 50 سنة سجناً لأربعة أشقاء تبنوا أفكاراً إرهابية

قضت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، بالسجن لمدة 48 سنة مع النفاذ العاجل ضد ثلاثة أشقاء، التحق اثنان منهم بتنظيم «داعش» الإرهابي، في حين انتمى الشقيق الثالث إلى كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية، التابعة لتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب. ووجهت المحكمة المختصة في قضايا الإرهاب، تهم الانضمام داخل وخارج التراب التونسي لتنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية، وتلقي تدريبات عسكرية بهدف ارتكاب جرائم إرهابية، وتوفير أسلحة وذخيرة لفائدة تنظيم إرهابي، واستعمال التراب التونسي لانتداب أشخاص للقيام بأعمال إرهابية.
كما أصدرت المحكمة نفسها حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ضد شقيقة الإرهابيين الثلاثة، وذلك لعدم إعلامها السلطات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب بالمعطيات المتوفرة لديها، والتغطية على أنشطتهم الإرهابية التي كانت تعلمها حق العلم. ويفيد ملف القضية بأن المتهمين من سكان محافظة القصرين وسط غربي تونس، وهي منطقة تعرف نشاطات إرهابية متنامية، ويتحصن بها عدد من العناصر الإرهابية الخطيرة، وقد تبنوا الفكر التكفيري، ثم التحق اثنان منهم بتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، فيما التحق الثالث بكتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية. وقد كانت شقيقتهم على علم بذلك، ولم تُعلم الوحدات الأمنية بأمرهم؛ بل شجعتهم على مواصلة تحدي الدولة وحمل السلاح ضد قوات الأمن والجيش. وتمخضت التحقيقات الأمنية والقضائية عن اتهامها بدورها بتبني الفكر التكفيري الجهادي، على الرغم من عدم انضمامها إلى تنظيم إرهابي أو التحاقها بالعناصر الإرهابية داخل تونس أو خارجها.
على صعيد متصل، تمكّنت الوحدات الأمنية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بمدينة بوحجلة (القيروان وسط تونس) من الإطاحة بعنصر خطير جداً، صادرة في شأنه أحكام بالسجن لمدة 30 سنة، من أجل الانتماء إلى تنظيم إرهابي. وأوردت وزارة الداخلية التونسية أن المتهم انتقل من منطقة بن عروس القريبة من العاصمة، إلى منطقة بوحجلة، وهو متخفٍّ تحت نقاب، وأكدت أنه كان ينوي التوجه إلى مدينة سيدي بوزيد لزيارة والدته المريضة.
وأوردت المصادر الأمنية ذاتها أن الإرهابي الذي تمت الإطاحة به يبلغ من العمر 27 سنة، وهو أصيل منطقة الرقاب من محافظة سيدي بوزيد، وكان على متن شاحنة خفيفة قادمة من منطقة بن عروس في اتجاه سيدي بوزيد، قبل أن تتم الإطاحة به بمدينة بوحجلة. ومن المنتظر عرضه على أنظار القطب القضائي للإرهاب، للكشف عن مزيد من المعطيات حول أنشطة التنظيمات الإرهابية، وكيفية تواصل أنشطتها على الرغم من المراقبة اللصيقة وتضييق الخناق على تحركاتها.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.