القاهرة بجمالها ورونقها المتواري خلف لافتات عشوائية شوهت واجهات عقاراتها المميزة في منطقة وسط القاهرة المعروفة بالقاهرة الخديوية، دفع الفنانة والمعمارية المصرية سلمى طارق لكي تبدأ مشروعاً لإعادة رونق واجهات المحال التجارية لما كانت عليه لتستعيد بعضاً من ملامحها التي جعلتها يوماً «باريس الشرق».
بدأت سلمى طارق فكرتها مشروع تخرج من الجامعة الأميركية بالقاهرة، ثم دشنت معرضاً فوتوغرافياً أقيم مؤخراً بممر كوداك بوسط القاهرة. احتفى المعرض بشوارع حفرت في الذاكرة الفوتوغرافية لكل من زار القاهرة يوماً، شارع طلعت حرب، وعبد الخالق ثروت، وقصر النيل، وغيرها، أضفت سلمى على حوانيتها لمسات جمالية لاستعادة ألقها المعماري بتصميمات تراعي البعدين التاريخي والجمالي للعاصمة المصرية.
التقت «الشرق الأوسط» المعمارية العشرينية للحديث عن مشروعها، تقول: «قلب القاهرة غني بمعمار مميز يجعل التجول في شوارع وسط البلد رحلة زمنية إلى عقود قديمة»، مضيفة: «وسط البلد تمثل التاريخ والعراقة عبر طرز معمارية أوروبية وإسلامية تجعل من كل مبنى وشارع في وسط المدينة يسرد قصصاً مختلفة».
تتميز محال وسط القاهرة بتنوعها الشديد ما بين الملابس والمقاهي والمتاجر ومحال الحلويات والأثاث والمكتبات وغيرها. وأمام لوحة ضخمة لشارع طلعت حرب الشهير ولافتة مقهى «جروبي» العريق، تشير: «الأنوار والألوان الصارخة تشوه المظهر الجمالي للمحال التي تتنافس على إبراز اللافتات بأحجام وألوان غير متناسقة في صورة حرب دعائية، تؤدي إلى تشوه المظهر الجمالي للعمارات والشوارع.
وحول معرضها اللافت تقول: «يضم المعرض 10 عقارات و4 واجهات بالحجم الكبير، ويبرز عمارات أيقونية وذات طرز معمارية متنوعة وبعضها يعود عمره إلى أكثر من 100عام»، وتلفت إلى أن عقار رقم 44 شارع قصر النيل هي أحب العقارات لي، فهي شيدت عام 1910 وطرازها المعماري يمزج بين الكلاسيكي والآرت ديكو».
وتلفت إلى أن «المشكلة هي أن لافتات محال وسط البلد الحالية لا تنسجم إطلاقاً مع الطرز المعمارية التاريخية للمباني. حيث إن اللافتات الحالية تبرز عن مستوى واجهات العمارات، وفي بعض الأحيان تغير من تصميم هذه الواجهات؛ لذا فكرت في إقامة معرض (محلات وسط البلد، في محلها؟) معرضاً حراً يهدف لطرح فكرة إعادة تصميم لافتات محال وسط البلد طبقاً للواجهات الأصلية للعمارات بشكل متناسق مع تراثها المعماري الغني».
وتشير طارق «تخرجت في الجامعة الأميركية بالقاهرة ودرست الهندسة المعمارية وتصميم الغرافيك، وأعتبر مشروع تطوير واجهات وسط البلد هو استكمال لمشروع تخرجي عن تطوير منطقة الكوربة بمصر الجديدة لتوحيد واجهات المحال».
وتتابع: «عرضت الفكرة على (شركة الإسماعيلية) المهتمة بتطوير وسط القاهرة، وبدأت المشروع بتصوير أمثلة مختلفة من الواجهات مع مراعاة التنوع في الطرز المعمارية مع رصد للمخالفات التي قامت بها هذه المحال ومحاولة علاجها بالرجوع إلى الرسوم المعمارية الأصلية لها».
وتروي: «إن الاستعداد للمعرض لم يكن أمراً سهلاً، بل تطلب الكثير من الجهد والتصوير والبحث الميداني»، وتضيف: «أخذت الموافقة على الفكرة من شهر فبراير (شباط) الماضي وعملت على تنفيذها حتى إطلاق المعرض في نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي، وركزت في هذا المعرض على عقارات شوارع طلعت حرب ومصطفى أبو هيف وقصر النيل وعبد الخالق ثروت».
وترى طارق أن عودة وسط القاهرة إلى ألقه التاريخي «أمر يسير إذا ما تضافرت الجهود بين جهاز التنسيق الحضاري والتعاون بين الحكومة وملاك العقارات والعمارات وأصحاب المحال وأصحاب المبادرات».
معرض فني يبرز جمال واجهات محال وسط القاهرة
سلمى طارق تحلم بعودة المدينة «باريس الشرق»
معرض فني يبرز جمال واجهات محال وسط القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة